وقفة تامل في رحلة الحياة

15 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

وبه نستعين .....
الحمد لله فاطر السماوات والأرض وجاعل الليل سكناً والنهار مبصراً
الحمد لله الذي أنار السبل بعد توضيحها ... وأنار القلوب بفجر جلاله رغم ظلمة نفوسنا ....
الحمد لله الذي لا يستعجل لنا باستعجالنا ولكن يقدر لنا الخير بحكمته ...
الحمد لله الذي لا يجاري أهواءنا رحمة بنا رغم أن ذلك يسخطنا عليه لجهلنا وضعفنا ....
الحمد لله لا إله إلا هو رب الأرباب وجبار الجبابرة وملك الملوك ..عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم ...
إني وأنا أقر أعلم أن الحياة لوحة متكاملة أيما تقصير في جزء منها يعكر صفو باقي الأجزاء ....
كلما وجدت نفسي ابتعد عن الله بحثت عن جانب من جوانب التقصير في حياتي حتى إذا تداركته عادت صلتي مع الله لتوازنها ........
قررت أن أكتب لك في موضوعين أولهما تربية النفس وثانيهما الدعاء والاستغفار والتوبة أسأل الله أن يعينني على إيصال مشاعري قبل أفكاري لأنه كما تعلم هناك فجوة واسعة بين ما نخطه بأيدينا وما نشعر به ...لذلك لذلك قيل بأن العلم لا يؤخذ من الكتب من مربي ومعلم لأنه كما يقول صاحب (أفراح الروح ) ((لست ممن يؤمنون بحكاية المبادئ المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة ؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان ؟
إن المبادئ والأفكار في ذاتها بغير عقيدة دافعة مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة !والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا قلب مشع ... آمن أنت أولاً بفكرتك آمن بها ألى حد الإعتقاد الحار ! عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !! وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة ! لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ولم تصبح كائناً حياً دب على وجه الأرض في صورة بشر ! كذلك لا وجود لشخص في -هذا المجال – لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ عملية في بعض الأحيان مستحيلة وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء !...
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبراً واحداً إلى الأمام ) انتهى ...
والآن يا أخي سأدخل في الموضوع الذي أود التفصيل فيه :
عندما وضعنا أقدامنا على الصراط كانت أرواحنا متسخة بأنواع من الذنوب ونفوسنا مشوهة من آثار الجراحات الماضية التي خلفها فينا المجتمع والتربية اللا دينية الغير موجهة ولذلك عندما أبصرنا شعاع نور الحق وشعرنا بعجزنا عن مجاراته ضعفنا انقسمنا إلى ثلاثة أصناف أو ربما كنا مزيجاً من الثلاثة :
الأول :رفض أن يعترف أنه عاجز أو ضعيف ورغب أن يضع نفسه في مرتبة الكمال من الخطوة الأولى دون أن يسير في رحلة النمو فكن أن زاد من أقنعته بدل أن يحطمها وأظهر عقده ونواقصه على أنها مبادئ وبحث عن مبررات مبدئية لتقصيره وذنوبه ليريح ضميره فتعمقت الذنوب وخفت النور ومات القلب (فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) وأصبح يحرف الكلم عن مواضعه ويستر الحقائق ويطفف الموازين ويأتي بالآيات في غير مواضعها ليجعل الدين خدمة لمزاجه وليبني أمجاداً على حساب الدين ... وخاب من حيث أراد الفلاح .
والنموذج الآخر هو الذي عرف نفسه ولكن إرادته خانته فكان أن تثبط وأحس بالعجز وعدم الجدوى من إصلاح نفسه الدنية التي لا أمل فيها ولا خير .. وهذا من ذاك لأن لهما نفس السبب ( الكمال لا النمو) ونفس النتيجة الابتعاد عن الله ... إلا أن هذا أفضل من ذاك وأقل خطراً ....
أما النموذج الفذ الذي قرن علمه بإرادته وشمر عن ساعديه وبدأ رحلة الإصلاح فالحديث عنه طويل...
هناك فرق بين الإرادة والقدرة على الفهم والتحليل أو بين القيادة وتشخيص الواقع فقد يكون الإنسان قادراً على تحليل الأمور وفهمها ووضع النتائج إلا أنه ضعيف الإرادة لا يستطيع السير على الخطوات التي وضعها هو نفسه فالإرادة مبنية على تربية النفس ...
ولا بد لنا في البداية أن ندرس أنفسنا بدقة فنعرف مواطن الخلل فيها ومناطق التشوه وآثار الذنوب القديمة ( بخل , جبن , كذب, إخلاف الوعد, تطفل ,.....الخ) ثم نعرف قدر أنفسنا ونضعها عند قدرها عندها لن يغلب جهل الناس بنا علمنا بأنفسنا فإذا علمت أن معك 10 آلاف ليرة وجاء أحدهم وقال لك يا مسكين ليس عندك مال وشرع يواسيك ...لن يؤثر فيك لأنك تعلم ما عندك ....أيضاً إذا لم يكن لديك شيء وجاء ليقنعك بغناك لن يؤثر فيك مرة أخرى لأنك تعلم ما عندك لذلك عندما يعرف الإنسان نفسه ويضعها عند قدرها يعيش السكينة والهدوء ومن حوله الأعاصير والتهاويل .
إذاً بعد دراسة الذات ومعرفة فجوات النفس بدقة (كماً ونوعاً ) يأتي وقت العهد أي يقطع الإنسان العهد على نفسه بتجاوز الأخطاء ويملأ الفجوات ثم يأتي دور المراقبة –مراقبة تنفيذ العهد ومواضع السقوط ثم دور المحاسبة والكفارات التي تغسل آثار الإخلاف وتطهر الروح وتجعلها أكثر قوة صلابة بالإضافة إلى ذلك هناك محطات للتطهير والقفزات الروحية وهي العبادات وهي فرصة لاختزال المراحل وتجاوز العجز ( الصلاة كالنهر الذي يغسل نجس النفس ) .
إذاً المراحل هي تخلية القلب من طواغيتها (ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ) ثم المراقبة فالمحاسبة والتكفير والاستفادة من محطات التزود ( إن لله في أيامكم نفحات ألا فتعرضوا لها ) .
وهذه هي طريق تربية النفس وبناء الإرادة ولن يفلح الإنسان ما لم يمضي في هذه السبيل .
إذ جل ما يمكن أن يصل إليه في حالة بناء القدرة على الفهم والتحليل هو أن يصبح فارساً للكلام الميت المنمق الجميل الشكل في محاولة لإخفاء خواء الروح (تعجبك أجسادهم ...تسمع لقولهم-كأنهم خشب مسندة....) أشكال جميلة ... كلام مصفوف منمق عواطف ميتة كأنهم أخشاب تتكلم على وتيرة واحدة وانفعالات مصطنعة لا تأتي في مكانها .
إن أهم وأخطر رحلة للإنسان هي رحلة معرفة ذاته فعندما يعرفها ويحدد مواطن الضعف فيها يسير في رحلة النمو نحو الكمال ليصل إلى لله بقلب سليم ليحمل نوره الذي أنار له الطريق فيسعى بين يديه وبيمينه ليفتح له سبيل الجنة في قافلة مشرعة مترعة تسير سيراً حثيثاً وتيداً نحو عالم الخلد لها هدير عظيم وصوت واحد
(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (الزمر:74) (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر:34)
-العلم ثلاثة مراحل علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين أو ثلاثة أشبار في أول شبر يتكبر وفي ثاني شبر يتواضع وفي ثالث شبر يعلم أنه لا يعلم شيئاً
عندما ترى دخان نار من بعيد فأنت تعلم أن هناك ناراً (علم اليقين ) وعندما تراها بعد الاقتراب أكثر فهذا (عين اليقين ) وعندا تشعر بها بعد الاقتراب أكثر فأكثر (تشعر بحرها ولهيبها) فهذا حق اليقين .
في بداية رحلة المعرفة يتعلم الإنسان وينظر على علمه كماً ليقارنه مع الآخرين فيراه أكثر مما لدى الكثيرين لذلك يتكبر ثم مع استمرار المعرفة ينتقل من مرحلة العلم إلى العوالم حيث يبدأ يشعر بالعالم الأخير الرحب الواسع ويعلم مواطن جهله كلما ازداد علمه ازداد علمه بجهله ومواطن الغيب وعالم الماورائيات فيتواضع ويعلم صغر حجمه ومع الاستمرار يقترب شيئاً فشيئاً من المنبع فينغمر قلبه وينسى نفسه وعلمه ويربط الذرة التائهة مع الأصل ويعلم أنه لا يعلم شيئاً ...
عندما يمشي المرء في طريق الإيمان في البداية يكون التصحيح ثم شيئاً فشيئاً يبدأ يشعر بآثار فن إيمانه حتى يصل إلى حق اليقين في جنب الله بعيداً عن الدنيا الخداعة الغرور كالطبيب الذي يدرس ستة سنوات أو عشراًَ ثم عندما يعالج أول مريض يرى أثر فنه وشيئاً فشيئاً يعيش الطب ويصير التوجه دون تفكير ولكن بالإحساس ... ( الانطباع...) (احذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ..)
يقول المرحوم مرتضى مطهري بأن النفس لها جمال مثل الجسد فكما أننا إذا تعاملنا مع فتاة جميلة جداً وكنا نعيش أجسادنا لا نستطيع إلا عشقها كذلك عندما تعيش مع إنسان جميل النفس .
الحق أصيل في الكون وثابت ... لا يحتاج منك إلا أن تلقي البذرة وكل الكون يعينك عل رعايتها .
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) (ابراهيم:24) أصلها ثابت وفرعها في السماء )تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم:25) (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (ابراهيم:27)
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18) كنت أستغرب كيف يأتي أبو سفيان ولا أذكر الآخر قد يكون أبو لهب أو أبو جهل إلى جدار الرسول صلى الله عليه وسلم من أول الليل حتى يطلع الصباح وهم في غيبوبة لا يشعرون ببعضهم ولا بالوقت ولا بالبرد في تلك الصحراء الباردة ما هذا الجذب وهذا العشق ... يتواعدون مرة ثم لا يستطيعون إلا أن يعيدوا الكرة ...
- أنا أعلم الآن أن الناس عبيد لله والله قاهر فوق عباده وكلهم مسوقون له فبمقدار اقترابنا من الله نستلم من قدرته وينساق لنا الناس في حقل قدرة من دون إرادتهم
- ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30) حتى يصل الإنسان إلى مستوى الخلافة التي معناها العصري النائب فللنائب كل صلاحيات المنوب ويحمل ختمه ويستلم كلمة (كن ) ( الختم ) من الله سبحانه وتعالى
(حتى إذا أحببته أصبحت بصره الذي يبصر به وسمعه الذي يسمع به .. ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ ني لأعيذ نه ) ،
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40) طرفك )
- عجبت مرة أخرى من سليمان عليه السلام وذو القرنين عندما كانا يصرحان بأنهما سيعذبان مخلوقات أو أناس (من أين لك الحق أن تعذبهم فلله وحده ذلك الحق )،
ولكنني عندما فهمت ما شرحت لك سابقاً اطمأننت وحزنت على نفسي ...
-القوة هي إحساس بالقوة فبمقدار ما تشعر بأنك قوي يشعر بذلك الناس
كيف لربعي بن عامر أن يقول لكسرى وهو بلغة العصر (جورج بوش) وهو يثقب تلك السجادات الفارسية المعروفة القيمة ليقول له بكل استعلاء (جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد ) ثم لا يعاقبه كسرى الذي كان يستطيع بكلمة واحدة أن يقتله ولكنه كان يشعر أنه قوي ومرتبط بمنبع القوة فأخذ المدد بمقدار شعوره واكتسب القهر على كسرى من القهر الذي عند الله فوق عباده فتضائل وتقزم أمام قوة ربعي .. والأمثلة في هذا أكثر من أن تحصى في حياتك وفي قصص الآخرين .
إذاً إرادة العزة تكون من الله سبحانه وتعالى فقط ( من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً )( ومهما ابتغى الإنسان العزة بغيره أذله ) (والتذلل للحق أقرب إلى العزة من التذلل للباطل) .
-أما الحديث عن العزة فهو حديث طويل لا بد أن أحكي لك طرفاً منه :
العزة مرتبطة بالقدرة والسلطة والقوة وباعتبار أنها كلها لله فإن العزة لله جميعاً ..
ويجب أن تعرف أن هناك شجاعة جاهلية وشجاعة مبدئية ... الكثير من الناس لديهم رجولة جاهلية ولكنهم يفتقدون إلى الرجولة المبدئية .. والشجاعة الجاهلية انفعالية تظهر في لحظات الغياب العقلي فتكون كالسيل الذي يدمر ولا يبني لأنها تأتي بشكل انفجاري غير مخطط بعناوين مبررة وتفاصيل ظالمة وهؤلاء ليس لديهم رصيد مبدئي لذلك في المواجهات المبدئية يسقطون لأنه لا يوجد انفعال وليس لديهم رصيد مبدئي ...
كنت أعجب عندما أسمع من بعض أقاربي الذين شهدت شجاعتهم يتعاونون من الظلمة ويثبطوني عن الطريق الصحيح ... ويحاولو تخويفي ....
وهناك في ذهني أمثلة أكثر من أن تحصى وفي النهاية اهتديت إلى الفرق بين القوة والشجاعة والخبرة القتالية ...ووضعت يدي على مصدر القوة الحقيقي فتوضحت الأمور وبانت الحقائق إن الله سبحانه وتعالى يقول (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (آل عمران:126) (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأنفال:17)
(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الفتح:26)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (النساء:77)
سأبدأ من آخر آية هذه الآية لهم تفسيرات ومن عظمة القرآن أنه يعطي أكثر من معنى في آية واحدة ويكون المعنيان مطلوبان أولهما أنه كان هناك أناس لديهم إقدام جاهلي لذلك عندما كانوا يواجهون كأفراد كانت العزة والحمية تظهر فيطلبون الرد ولكن الله كان يريد أن يبني قوة حكيمة ومضبوطة لا تطغى عندما يفسح لها المجال فكانت مرحلة تربية النفس وعندما جاء وقت القنال المناسب ظهر خداعهم وجبنهم المبدئي لأن قرار الإقدام كان دون انفعال وبعقل بارد وإرادة عقلية فقالوا( ربنا لم كتبت علينا القتال ...)
والمعنى الثاني أنهم كانوا بالأصل جبناء فما كان منهم إلا أن اتخذوا هذا الأمر الإلهي ذريعة لتبرير ضعفهم فالله يريد لنا أن لا نرد ولسنا نحن الذين لا نستطيع ولقد نسوا أن ذلك يعمق ضعفهم وإن هذه مقدمة لمواجهة كبيرة فعندما جاء الوقت الموعود لم يستطيعوا إلا الصراخ (لم كتبت علينا القتال )
والمعنيان وجهان لعملة واحدة ؟!
الامر يحتاج الى اتصال وثيق بالله تعالى ومتابعة لصيقة للنفس
و إلا تدخل المذلة في نفس الإنسان وتعشعش فيصبح تغييره مستحيلاً .. كما حصل مع بني إسرائيل بعد الإذلال المستمر لفرعون لهم فكان أن طلب موسى إخراجهم من مصر وليس الثورة على فرعون لكي يعيشوا في جو من الحرية ويخرج من أصلابهم من يستطيعون حمل الرسالة وكان أن آمن له (ذرية على خوف) والذرية هم الشباب الصغار الذين لم يتجذر الذل في نفوسهم ومع ذلك (على خوف ) ومع ذلك كانوا يقولون (أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد) وعبدوا العجل بعد الآيات الواضحات وهكذا حتى كبر الذل معهم وأصبحوا يحرفون الكلم عن مواضعه..
إذاً العزة لله , ومعظم الناس الذين كانوا شجعان في الجاهلية ودخلوا الإسلام للأسف وحسب خبرتي الآنية طبعاً وليس حسب ما قرأت عن الماضي أصبحوا جبناء بنسبة ما ويحسبون حسابات للناس لأنه خسروا رصيد جاهليتهم دون أن ضعوا مكانها عزة حقيقية
- إن السبب الوحيد للأخذ بالأسباب هو القدرة على التوكل على الله والاستمداد من النبع الوحيد والحقيقي (فما النصر إلا من عند الله )ولكن إذا لم تأخذ بالأسباب يبقى ذهنك متعلقاً بها لماذا لم أفعل كذا ولو أني فعلت كذا تتشوش بينك وبين الله ولا تستطيع الاستمداد بصفاء لذلك تفشل فالأخذ بالأسباب مقدمة للصلة بالله ثم تكون النتائج أكبر بكثير من المقدمات لأنها غير مرتبطة بها ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وللأخذ بالأسباب والجهاد هدف آخر وهو تهيئتك لتحمل أعباء النصر فإذا جاءك النصر وأنت جالس ستستغله لمصلحتك أو تضيعه بجهلك وتقصيرك (ما يبنيه الاتفاق يهدمه الاستحقاق )
ففي طريق النصر (يبلى المؤمنون منه بلاءً حسناً ) فيرتفع إيمانهم وقدرتهم على تدبير وقيادة الأمور وهو يسمع نداءا تهم ونجواهم وشوقهم للكمال ( إن الله سميع عليم) مع أنه (هو الذي قتل وهو الذي رمى)
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62)
إذاً الاضطرار إلى الدعاء والارتفاع العقلي والروحي الذي يولده حتى اللحظة المناسبة للكشف هو مقدمة لخلافة الأرض في المواقع المختلفة بحسب التجارب المختلفة
إذاً العزة والقوة والقدرة والجاه والسلطان كلها لله فقط
ومن كان يريد العزة فإن العزة لله جميعاً ...
*الموضوع الثاني الذي سأتكلم لك عنه هو الاستغفار والتوبة والدعاء وهو مرتبط ارتباطا عضوياً بما سردته سابقاً ...
يقول الله سبحانه وتعالى
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (لأعراف:55) (تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (لأعراف:56)
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)
(قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً) (الفرقان:77)
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) (هود:3)
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة:118)
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ..)
(لا يرفع البلاء إلا الدعاء ...) (الدعاء مخ العبادة)
(ليس منا من لم يحاسب نفسه في اليوم ساعة..)
عندما يتعرف الإنسان على ذنوبه بدقة يندم على فعلها وينزعج منها ويقرر عدم العودة إليها ويبدأ رحلة العودة إلى الصواب وتطهير النفس
فقرار العودة إلى الصواب هو الاستغفار وإذا وجد الله الصدق من الإنسان (فيغفر له )ليبدأ رحلة العودة إلى الله أو (الأوبة) أو التوبة
وعند كل ذنب يكتب للإنسان بلاء ليطهر ويصحح آثار هذا الذنب فإذا ما ندم الإنسان لوحده وطهر نفسه من نفسه يكون قد حقق نتيجة الإبتلاء دون ابتلاء فيرفع ويكون ذلك من خلال الدعاء ومحاسبة النفس إذاً لابد للاستغفار أن يكون يومياً وبدقة أي أن تذكر الكذبة الفلانية والكلام القاسي الفلاني والنظرة الفلانية فلو كان الاستغفار مبهماً أي استغفرك اللهم من الكذب والقسوة والنظرة الشهوانية لا تستطيع أن تشخص الذنب وبالتالي لا يمكن التصحيح فتتعمق الأخطاء ويبتعد الإنسان عن الطريق حتى يخلع عن رقبته ربقة الإسلام ( ليس منا من لم يحاسب نفسه في اليوم ساعة)
الدعاء هو التعبير عن الحاجة والشوق فأنت عندما تزداد معرفتك بالله تشعر بحاجتك إليه وتتساقط الأرباب واحدة بعد الأخرى مع اقترابك من الله لتطلب كل شيء من الله حتى شراك نعلك فكلما ازداد إيمان الإنسان يطلب الأمور الأصغر من الله لأنه يعلم أن كل شيء من عنده سبحانه وتعالى وكلما ابتعد وازداد يطلب الأمور الأكبر لأن الأمور التي دونها يستطيع غير الله أن يقضيها حتى يصل إلى مستوى
(...وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (يونس:22) وبعد هدوء العاصفة والأمان تعود الأرباب ويعود الشركاء وهكذا درجة إيمانك بمقدار دعائك و (مخ العبادات الدعاء)
ثم إن الدعاء هو تعبير عن الشوق فالإنسان قبل أن يصل إلى الحاجة يراها فيعيش الشوق إليها حتى لحظة الوصول فأنت عطشان وترى الماء من بعيد فتشتاق إلى الشرب وتبدأ بنسج الخيالات حول لحظة الوصول وشرب الماء والارتواء والنوم تحت ظل الشجرة
قبل أن نصل إلى الكمالات الروحية نراها ونبصر ضعفنا فندعو الله شوقاً إلى تلك الكمالات ولكي يجبر ضعفنا فلا نسقط من الإنهاك في وسط الطريق ...
وللدعاء ترتيب منطقي قد يتجاوزه الإنسان حسب الحالة النفسية والظروف ...
وقبل أن أذكر تسلسل الدعاء أحب أن أشير إلى أن الدعاء لابد وأن يكون بكلماتنا ولغتنا لكي يكون قريباً من وجداننا فالأدعية المأثورة لها دور كبير في التربية الروحية وتعليم أسلوب الدعاء ولكن الدعاء كدعاء لا يؤتي أكله إلا بلغة الإنسان ومن تأليفه هو ...
الدعاء يبدأ بالتفكير في عظمة الله وذكر نعمه واحدة بعد الأخرى والاسترسال في ذلك حتى إذا تعمق ذلك في قلبك تتذكر تقصيرك بالتفصيل وذلِّكَ وصغرك أمام هذا الفضل والعظمة ثم تطلب من الله أن يغفر لك وأن يجبر كسرك في كل ذنب ذكرته وتدعو لإخوانك و تتكلم مع الرسول والأولياء وهكذا ينتهي الدعاء بالرغم من أنه قد يكون فقط تمجيداً لله أو فقط طلباً أو اعترافاً ولكن ما ذكرته هو الشكل النموذجي أو المتكامل
إذاً الدعاء هو تاج أهلية الإنسان للخلافة فقد يقطع الإنسان مراحل الإيمان ويصل إلى درجة الإحسان فتقترب منه رحمة الله ولا نحتاج منه إلا الدعاء أو مد اليد ليأخذها ولكنها لن تأتيه إلا إذا دعا لأنها الخطوة المتوجة
(وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين )
(قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً)
وفي الحقيقة الإنسان الذي لا يدعو الله يستكبر عن عبادته لأنه يعبر عن استغناءه عنه وهذا سيدخل جهنم داخراً ...بالنسبة التي لا يدعو بها تكون نسبة الاستكبار
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60)
إذاً لابد من محاسبة النفس لمعرفة الذنب والندم على فعله ثم طلب المغفرة (الاستغفار) ليعطينا الله (الضوء الأخضر ) ثم نقطع رحلة التوبة أو الأوبة
من خلال الدعاء الذي هو تعبير عن الحاجة والشوق ودرجة الإيمان
ولا بد للاستغفار ألا يكون مبهماً بل دقيقاً ولا بد للدعاء أن يكون بلغة الإنسان بالإضافة إلى الأدعية المأثورة
في النهاية الأمور إما حق أو باطل وأنت إذا كنت صاحب حق فلا تخف فقوته كامنة فيه وإذا كنت صاحب باطل فاستغفر ربك وعد إلى حمى الحق وكنف الله (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ...)
إذا أنفقت شيئاً من وقتك أو قوتك أو مالك فأنفقه في صمت لأن هذا يضاف إلى رصيد حقك وبالتالي قوتك والله يعلمه وهذا يكفي فسيظهره في الوقت المناسب فحتى لو لم يعلم أحد بعمل الخير فإنه يورثك نوراً تسحر به من حولك وتجذبهم وتعطر به نفوسهم لتظهر بجوارك (المؤمن كبائع المسك)
أما إذا استعجل الإنسان وأراد أن يمن عمله بالإفصاح فسيأخذ ما يريد من إطراء هزيل ومدح على مضض وانتهى الأمر
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران:188)
كن مع الحق تكن خليفة الرحمن وتملك زمام الكون تذل لك الجبابرة وتحن لك الجبال والطيور وتغار عليك السماء والأرض
كن مع الله يصنع لك النصر من قلب الهزيمة ...... يخلق لك مؤمن آل فرعون ...ونعيم بن مسعود الذي كان سبباً في هزيمة الأـحزاب يوم الخندق .... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
أخي محمد هذا ما انتهت إليه (رحلة تجاربي مع الحقيقة ) كما يسميها غاندي منذ أن افترقنا وقد جهدت أن أقدم لك خلاصتها مثل النحلة التي تدور على زهور مختلفة لتعطي شراباً مختلفاً ألوانه على اختلاف التجارب منه شفاء للناس ...
إن هذا هو مثل المؤمن الذي يعيش التجارب المختلفة ليعطي الخلاصة التي فيها شفاء للناس وهنا يبدل الله السيئات حسنات ... فعندما يندم الإنسان على ارتكاب الذنوب يغفر الله له ويمحي سيئاته ولكنه عندما يدرس تجربته ونقاط ضعفه ويقدم الخلاصة (العسل)للناس يحميهم من الدخول في نفس الخطأ يبدل الله هذه السيئة إلى حسنة لأنه جنب غيره الدخول فيها وهكذا تتضاعف هذه الحسنات مع تضاعف عدد الناجين ومع فضل الله ....
أخي محمد ...وأنا أطبع هذه الخلاصة بين يديك أشعر بالتقصير والخجل منك أرجو أن تكون عربوناً لعفوك عني ... ولقد حاولت كل جهدي أن لا أدخل نفسي فيها فكانت كما أظن خالصة لوجه الله إن شاء الله ...
أرجو أن تكون على العهد الذي افترقنا عليه ... واعلم أننا لم ننسك في يوم من الأيام فتكاد لا تخلو جلسة من ذكرك أو تذكرك ...أرجو الله أن يحميك ويوفقك ويرجعك إلينا ...محملاً بتجربة تخلصنا بخلاصتها من السقوط في ديار الغربة ....
إلهي يا من علت قدرته على كل شيء ... يا من لا يعزب عن علمه شيء .. ولا يدركه شيء .... وهو يدرك كل شيء
إلهي علا مكانك وعظم سلطانك وخفي مكرك وجل شأنك .....
إلهي هب لنا الصبر والحلم والعلم
إلهي هب لنا من القوة والاستغناء والاستعلاء والعطاء والتواضع
إلهي علمنا الدعاء والاستغفار وأعنا في رحلة العودة
إلهي لا تحرمنا من ألم الشوق إليك ولا تعذبنا بلذائذ الدنيا
اللهم هب لنا قوةً في عبادة وفراغاً في زهادة
وارحمنا برحتك يا أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين

User offline. Last seen 12 سنة 37 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/12/2005

شكرا أخي خورشيد
لا أزال أقرأ مقالتك و لكن للمرة الثانية
أحاول أن أستخلص منها الأفكار الأساسية
و خاصة ما يتعلق منها بتربية النفس (..........................................)
و أنا أشعر بأمس الحاجة لها
أرى فيها الكثير من الغنى في أفكارها في الدعاء الذي يحتويه
و السلام

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

شكرا اولفان وفقني واياك الى السداد

User offline. Last seen 11 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

تربية النفس تلك التربية التي نكون غافلين عنها في بدايات تكويننا الجسدي والعقلي ونتغافل عنها في بداية تكويننا السيكولوجي لسلوكنا وتصرفاتنا...ثم ما أن تبدأ تلك الهالة من الغموض وخطوط ملامحها غائبة عن وعينا الخارجي ...
وحين تواجهنا مصاعب وتعترينا حالات من الوهم والضياع حتى نرجع لخطوط عريضة تناسيناها وتجاهلناها في
تصرفاتنا هنا تبدأ الحلول بالظهور وتطفو المشاكل مع كل حل من وعينا لأننا لم نعود أنفسنا أن التربية يجب أن تبدأ
بالنفس لأن كما قال تعالى أن النفس لإمارة بالسوء والتربية
تبدأ من رجوعنا للتربية الإسلامية وتطهير نفوسنا من
شوائب الماضي المزخرف بالشهوة والابتعاد عن عبادة
الخالق ...والانبهار بمباهج الحياة ونسيان تعويد النفس على
التقشف والطاعة وأن تهذيب النفس يكون بذكر الله ألا بذكر
الله تطمئن القلوب...
وعند تعويد وتربية النفس على معرفة الخالق واللجوء إليه
في كل محنة والتفاؤل برحمة الله عندها السلوك من تلقاء
نفسها سيلاقي السكينةوالطمأنينة....
أستاذ خورشيد الكلمات لا تعبر عن فرحتي بقراءة هكذا مقال
أدعو لك بالتوفيق ولي عودة بالتوبة وباقي تكملة المقال

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

شكرا همرين هل هذا التعليق الرائع
اللهم وفق هذا الجمع الى ما تحبه وترضاه واجمع كلمتنا على الحق
الهم اجعلنا اخونا في رحلة الحق وسببا في الوصول اليك
امين

User offline. Last seen 13 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 29/07/2006

بارك الله فيك أخي في الله خورشيد
يوجد في النص بعض الأخطاء المطبعية أرجو أن تصححها
وخاصة التي في النصوص(..........)
مرة أخرى بارك الله فيك أخي في الله خورشيد
علمني الله على يدك بعض الذي كنت أجهل
مواضيعك تشعرني بأنني لست الوحيد في الميدان
لا بد للولادة من مخاض ولا بد للمخاض من آلام
والحمد لله على كل شيء لقد حصلت على أجوبة ةأستفسارا
لتساؤلات أخرى
لا تنساني من دعاءك
أسأل الله العلي القدير أن يبارك فيك أكثر
هل ترضى أن تكون أحد أساتذتي؟
أخوك في الله ادم

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

الله يسامحك يا ادم نحن اخوة
ساصحح الاخطاء الاملائية ان شاء الله شكرا

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

لقد حاولن تصحيح الاخطاء الاملائية والمطبعية للايات
شكرا ادم واذا كان في شي تاني خبرني
سلام

User offline. Last seen 13 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 29/07/2006

بارك الله فيك أخي في الله خورشيد
بس ردودك لسا فيا أخطاء
:wink: :wink:

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

:) :)

User offline. Last seen 11 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق

اللهم لاتؤاخذنا أن أخطأنا او نسينا

لا إله إلا الله اللهم اني كنت من الظالمين

اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار

قال الرسول (ص)من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر الله له وإن كان فر من الزحف

وقال (ص)أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء

التوبة مرتبطة بالدعاء والذكر والتوبة النصوحة اول بندودها الندم على ما فعله ثم الرجوع إلى الله وطلب الغفران وثانيا تجنب ما

يغضب الرب والإكثار من ذكر الله قال تعالى (فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون)

(يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا)

(والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما)

وقال (ص)يقول الله تعالى :أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في

ملأ ذكرته في ملا خير منهم وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

إذا التذكير أيضاً من شروط توبة العبد ورجوعه إلى خالقه ...

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

همرين كلماتك العميقة تجدد في الامل
شكرا جزيلا

User offline. Last seen 14 سنة 37 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/10/2005

ستظل كلماتنا عرائس من الشمع لا روح فيها ولا حياة ...........
حتى اذا ما متنا في سبيلها ..................
دبت فيها الحياة وأصبحت شموعا لا تنطفئ ................

أشكرك أخي خورشيد

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

شكرا شفان على المرور

User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/08/2007

مقالة أكثر من رائعة فقد لامست شغاف القلب والوجدان
وأذاقتنا حلاوة الإيمان ....
نطلب منك المزيد أخ خورشيد إن استطعت
وليوفقك الله ويسدد خطاك

User offline. Last seen 13 سنة 39 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/08/2007

مرورك هو الرائع روك
اشكرك من قلي على الاهتمام
اخوك خورشيد