عبدالحميدالكبي : اهلا رمضان

2016-06-07

رمضان فرصة لايفوتها الامتهاون مغبون ولايزهد فيها الا جاهل محروم 
اما من انار الله قلبه ونقى فؤادة فانه يستعد لرمضان قبل ان يلقاه وذلك بالتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها والاكثار من الطاعات دقها وجلها فهذا زمان التوبة  يقظة غير عادية في الضمير الايماني ورغبة عارمة في استدراك التقصير في الايام الخوالي ومحطة عامرة بتصحيح مسار سلوكاتنا واخلاقنا مع الاحباب والجيران وسائر الاخوان انه رمضان الذي يزينة الايمان 
مضى رجب وما احسنت فيه  وهذا شهر شعبان المبارك 
فيا من ضيع الاوقات جهلا 
     بقيمتها افق وحذر بوارك 
تدارك ما استطعت من الليالي   فخير ذوي الفضائل من تدارك
ان الصائم الصادق الصالح هو الذي يتقي الله في صومه فيصوم جوفه وسائر جوارحه صوما يكفه عن المعاصي ويحجزة عن الحرمات فلا يقول الا خير ولايسمع الا خير ولايفعل الا خيرا ويقلع عن قول الزور والعمل به فمن لم يكن كذلك فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه كيف لا وللصيام منزلة رفعية بين العبادات ففي الحديث القدسي الذي رواه الشيخان يقول رب العالمين كل (عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الا الصوم فانه لي وانا اجزي به )
والحكمة في ذلك ان الصوم سر بين العبد وربه لايطلع عليه احد سواه وقيل في معنى فانه لي اي لم تعبدا احد بمثلة الا انا فالعباد يركعون لبعضهم ويسجدون وينفقون تزلفا وتملقا ويقصد بعضهم بعضا الى غير ذلك مما يصرفه بعضهم لبعض من الاعمال  اما الصوم فلا يعرف ان احدا يصوم لاحد غير المسلم يصوم لله تعالى 
والمؤمن الرشيد يقدم بين يدي رمضان توبة تحجزة عن الملاهي والمنكرات التي تكتظ بها وسائل الاعلام والاجرام 
ويتزود بالتقوى والانابة قبل تزوده بالطعام والشراب والثمار المستطابة 
وفي رمضان فرصة سانحة للخلوة مع كتاب الله الكريم فان القران ورمضان شفيعان مشفعان يوم القيامة يقول الصيام اي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار ويقول القران منعته بالليل فشفعني فيه فيشفعان)