الدور الإقتصادي للإذاعات المجتمعية في سوريا (إذاعة آرتا ف مARTA FMإنموذجاً

جوان فداء الدين حمو
ماجستير في الاقتصاد والعلاقات الدولية
عضو جمعية الإقتصاديينالكُرد- سوريا
 
مما لا شك فيه أنَّ الإعلام بمختلف أشكاله يلعب دور كبير في تحريك الرأي العام المحلي والعالمي. ولا يقتصر دوره على جانب واحد إنَّما يتعدى ذلك ليُطال الكثير من الأصّعِدة.
هُنا سنركّز على الدو الاقتصادي للإذاعات المجتمعية في سوريا وعلى سبيل الحصر سنركز على الدور الاقتصادي لإذاعة آرتا ف م ARTA FM في سوريا.
يعرف المشروع الإعلامي آرتا ف م ARTA FM بأنَّه إذاعة مجتمعية (إذاعة، وموقع الكتروني، ومطبوعات). يبث وينشر المواد الإعلاميةبلغات عديدة. ويشمل على العديد من البرامج، ويسلط الأضواء على حياة المواطنين اليومية والعامة، مؤكداً على محاولتهم على أنَّ تكون صوت جميع المواطنين.
ويعتبر شكلاً من أشكال الغنى والثراء الاجتماعي المشترك لأبناء المجتمع السوري عموماً، ومكوّنات كُردستان سوريا خصوصاً. لذا، يسعى المركز، وعبر المشاريع الإعلامية (محطّات الإذاعة والمواقع الالكترونيّة) والمطبوعات، وإقامة المحاضرات والندوات، والدورات التدريبيّة في حقل التنمية البشريّة...الخ، إلى دعم ومساندة التنوّع القومي والديني في المناطق الكُرديّة وباقي المناطق السوريّة. ومن خلال دعم النشاطات المشتركة بين الكُرد والعرب والمسحيين في هذه المناطق، وتعزيز وتمتين قواعد ومبادئ الحوار بين هذه المكوّنات، ويهدف المركز إلى خلق حياة مشتركة قوامها السلام والاحترام المتبادل والبحث عن القواسم المشتركة، وصولاً إلى تذليل وإزالة نقاط الخلاف، في حال وجودها، بين هذه المكوّنات. ويرى المركز أنَّ تحقيق ذلك، هي الأرضية المتينة التي تكفل وتضمن وجود مجتمع مدني حر وديمقراطي في سويا. ويعتبر المركز أنَّالإقرار بالتنوّع، هو السبيل إلى الغنى الاجتماعي، الممهّد للعدالة الاجتماعيّة في مرحلة التحوّل والتغيير التي تشهدها سوريا.
وأنَّ من أهم خصائص المشروع الإعلامي آرتا ف م ARTA FM ما يلي:
1- رسالته الإعلامية تستهدف المجتمع السوري عموماً.
2- لا يهدف إلى الربح، وإنَّما يهدف إلى تنمية الفرد والمجتمع في سوريا.
3- يشجع على ممارسة أشكال الديمقراطية وينمي الوعي الديمقراطي في سوريا.
4- إتاحة الفرصة أمام جميع أفراد المجتمع بسوريا للمشاركة في صياغة الرسالة الإعلامية التي تبث عبر موجته.
فيما يتعلق بالدور الاقتصادي الذي لعبته وتلعبه إذاعة آرتا ف م ARTA FM نذكر ما يلي:
1-  تغطية الكثير من الأحداث الاقتصادية في المنطقة من (مشكلات إقتصادية، وقرارات إقتصادية صادرة عن النظام السوري وعن الإدارة الذاتية في المنطقة، وتغطية المشكلات الاقتصادية الخاصة بالمواطنين... الخ).
2- الإصدار اليومي لنشرات أسعار صرف العملات (سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي واليورو والليرة التركية). مما أتاح لنا كإقتصاديين سهولة الحصول على البيانات اليومية من أجل توظيفها في عملية التحليل الاقتصادي.
3- الاستضافة السمعية للكثير من الأكادييمين الاقتصادين المختصين في المواضيع الاقتصادية من أجل إضفاء المزيد من الشرح لتداعيات إثارة الموضوع الاقتصادي. (نحنُ كأعضاء جميعة الاقتصاديين الكُرد- سورياتم استضافتنا هاتفياً أكثر من مرة في الإذاعة).
4- أمدت الكثير من المواطنيين (مزارعين، فلاحين، مستثمرين) بمعلومات عن الجو أو المناخ الاقتصادي السائد في المنطقة (المناخ العام للإستثمار، والقوانيين الاقتصادية).
5- تنوع المواضيع الاقتصادية التي تتناولتها الإذاعة (على سبيل المثال واقع الزراعة، وواقع الصناعة، وواقع التجارة) مما يترتب على ذلك إغناء الكثير من المواطنين بمجريات الأحداث الاقتصادية في المنطقة.
6- التغطية الدورية للأوضاع الاقتصادية في لمعابر الحدودية وخاصة معبر سيمالكا (فشخابور) الحدودي مع كُردستان العراق (المواد الغذائية المُتجارة بها، المساعدات الإنسانية والإغاثية، المواد الطبية ....الخ).
7- طرح المشكلات الإقتصادية الموسمية في المنطقة (كالمشكلات التي تواجه المزارعين والفلاحين في فصل زراعة الحبوب وفي فصل حصاده، والمشكلات التي تواجه زراعة الخضروات الشتوية في فصل الشتاء).
8- ساهمت الإذاعة في طرح أهم مؤشر إقتصادي وهو مؤشر التنمية البشرية (مشكلات طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، ومشكلات الطلاب الجامعيين، ومشكلة هجرة العقول والأدمغة للخارج، ومشكلات الفقر والهجرة).
وفيما يلي سنبرز أهم المواضيع الاقتصادية التي أثارتها الإذاعة على سبيل المثال وليس الحصر:
1-المشكلات المتعلقة بالمعابر الحدودية.
2- واقع التغذية الكهربائية في المنطقة.
3- مواضيع إعادة الإعمار (إعادة إعمار كوباني مثلاً).
4- المهن التجارية المنشرة في المنطقة (مهنة النجارة واساسيات التعامل بها مثلاً).
5- أزمة الخضروات في المنطقة.
6- أزمة الأفران والطحين في المنطقة.
7- أزمة السكر في المنطقة.
8- المشكلات المتعلقة بوسائل النقل البري في المنطقة.
9- مشكلات نقص الأدوية والمواد الطبية.
10- المشكلات المتعلقة بالثروة الحيوانية.
11- المشكلات المتعلقة بتوافر الوقود (الغاز والبنزين والمازوت).
12- المشكلات المتعلقة بالموظفين والعاملين في القطاعات الحكومية.
بالإضافة إلى المئات من المواضيع الاقتصادية الأخرى.
بالتالي فإنَّ أقل ما يمكن أن يُقال عن الإذاعة هو أنَّها ساهمت في الكثير من الجوانب الاقتصادية الخدمية في المنطقة، وأنَّها أغنت الكثير من المواطنين بالمعلومات الاقتصادية المهمة.
نتمنى للإذاعة الاستمرار على هذا النهج العلمي والخدمي الذي فيه الكثير من الفائدة الرجوة للمجتمع.
 
البريد الإلكتروني للجمعية:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك: