الذكرى الثالثة و العشرون على مجزرة سجن الحسكة

حريق سجن الحسكة 1993/3/24 التي راح ضحيتها حوالي 61 شخصاً من السجناء وبينهم 25 من الكرد، من أحد عمليات القتل الجماعية التي ارتكبها النظام البعثي بحق الشعب الكردي في سوريا.
يؤكد أكثر من سجين في سجن الحسكة أن الحريق الذي نشب في حوالي الساعة السادسة مساء بتاريخ الرابع والعشرين من شهر آذار 1993 وتسبب في حرق المهجع الثاني في السجن المركزي بالحسكة، كان سببه تواطؤ إدارة السجن مع مجرمي المخدرات في السجن بافتعال الحريق.
ويروي شاهد الحدث خضر شيخو الأومري أن السبب الرئيسي لحرق السجن ومن في داخله هو: أنه كان هنالك ثأر بين المسيحيين وآل ” الحسو ” الذين يقطنون في مدينة الدرباسية المحاذية للحدود التركية حيث كان من بين المساجين ستة أشخاص من آل الحسو (عبدي،كمال،المسؤل عن قتل المسيحي المعروف بـ “سليمان غزالة” ،مصطفى،بلند وفرهاد) وذلك على أنه كان سيطلق سراحهم قبل يوم من العيد آنذاك في 1993/3/20 إلا انه في ذاك الحين قامتت العوائل المسيحية في منطقة الجزيرة وبالتنسيق مع إدارة السجن بتوزيع مادة الكاز على السجناء الذي كان مفقوداً من قبل وأخبروا السجناء بأن الكاز سينقطع لذلك خزن السجناء كمية كبيرة من مادة الكاز التي تسببت في سرعة اشتعال المهجع، وبعد قيام تلك المجموعة التي كانت على علاقة مع إدارة السجن بافتعال الحريق، نشب الحريق في المهجع ورغم تعالي أصوات السجناء إلا أن إدارة السجن لم تفتح الأبواب.
وبدأت النيران تتوسع و تخرج عن السيطرة وخاصا مع تواجد كميات كبيرة من مادة الكاز داخل المهجع وفي هذه الأثناء قام قهرمان علي وهو أحد السجناء في المهجع الثالث بفتح باب المهجع بالمفتاح الذي أخذه من السجان بالقوة بعد أن حاول الهرب من المكان وبدأ السجناء بالخروج من المهجع ولكن بسبب طول المهجع الذي يصل إلى حوالي 30 مترا واتساع رقعة النيران حالت دون خروج كل السجناء من المهجع وأدى الحريق إلى مصرع حوالي 61 سجينا وإصابة الآخرين بالجروح وحالات الاختناق نتيجة الدخان المتصاعد من الحريق، وبحسب أقوال شهود الحدث أن جميع السجناء في المهجع فقدوا حياتهم اختناقاً بعد أن نالت النيران من أجسادهم.