عماد يوسف : واقع التربية و التعليم في غربي كوردستان

2015-10-20

أدى الانسحاب التدريجي لنظام الأسد من المناطق الكوردية في سوريا ( غربي كوردستان ) إلى حدوث تدهور في العملية التعليمية و لا سيما بعد المشاكل التي تعرضت لها اثر هجمات تنظيم داعش و سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على المنطقة و تحول بعض المدارس إلى ملاجئ و أخرى ثكنات عسكرية و موجات النزوح الكبيرة التي تعرض لها الشعب الكوردي إلى إقليم كوردستان و تركيا و أوربا و التي أدت إلى نقص كبير في عدد الطلاب و المعلمين على السواء ..
و قد عمد النظام خلال سنوات الثورة الأربعة الماضية إلى حصر تقديم امتحانات الشهادتين الإعدادية و الثانوية في مدينتي القامشلي و الحسكة بالرغم من انعدام الأمان و صعوبة المواصلات بين المدن و المناطق و الفوضى العارمة مما أدى إلى عدم قدرة الكثيرين على التقدم للامتحانات و إشاعة الفساد و الغش و إدخال الملخصات و الكتب و السماعات إلى قاعات الامتحان بهدف افشال التعليم و تدهوره .
و رغم المناوشات التي حدثت بين مديرية تربية نظام الأسد و هيئة التربية في الإدارة الذاتية التابعة ل PYD في العامين الماضيين من رفض إدخال مادة اللغة الكوردية للمدارس و رفض توزيع جلاءات للطلبة تتضمن نتائج مادة اللغة الكوردية و ما رافقها من إغلاق المدارس فترة من الزمن إلا أن سير العملية التعليمية بقي مستمراً حتى نهاية العام الدراسي .
 
و جاء العام الدراسي الجديد 2015 – 2016 ليحمل في طياته اقرار الادارة الذاتية لمناهج تخص الصفوف الثلاث الدنيا للمرحلة الابتدائية باللغة الكوردية دون ادراج للغة العربية و اللغات الأخرى , و قررت أن يكون هذا الاجراء للمدارس ذات الأغلبية الكوردية فقط بل فصلت بين الطلبة العرب و الكورد و السريان ضمن المدرسة الواحدة ليتم تدريس البقية منهاج التربية العائدة للنظام و يدرس الطلبة الكورد المنهاج الذي أصدره حزب الاتحاد الديمقراطي و إدارته وفق سياسته و أدلجته و فلسفته .
 
و نتيجة لهذا الإجراء الذي سنه حزب الاتحاد الديمقراطي أعلنت مديرية التربية في حكومة الأسد إغلاق كافة المدارس التي يتم تدريس المنهاج الذي أصدره PYD و إغلاق المجمعات التربوية الموزعة في مدن المناطق الكوردية في كل من ديرك و الرميلان و جل آغا و تربه سبي و عامواد و الدرباسية و سري كهنييه لعدم تسيير أمور المدارس و تعيين الوكلاء الذين يمثلون نسبة 50 بالمئة من نسبة كل مدرسة بحاجة إلى شواغر من المعلمين المختصين , و بذلك انهارت العملية التربوية و التعليمية بشكل كامل في المناطق الكوردية ليتحول كل طالب و عائلته إلى مشروع نازح أملا بحياة كريمة و بحثاً عن مستقبلهم أو مشروع مجند في جبهات القتال الغامضة الوجهة و الهدف .
 
إن هذا التدمير و الانهيار الممنهج للعملية التعليمية هو مخطط سعى له أعداء الكورد قديماً و يتم تحقيقه و فرضه اليوم تحت شعارات كوردية الشكل مؤدلجة المضامين و تهدف إلى إفراغ المنطقة الكوردية من أهلها و إحداث التغيير السكاني فيها و يشتت الكورد في المهاجر بلا دولة ولا وطن يضمهم و يحفظ وجودهم .
 
عماد يوسف
السبت 17 / 10 / 2015