في أحد الأيام طلب رجل ثري من بيكاسو أن يرسمه فوافق على طلبه واشترط أمراً واحداً حتى يرسمه… اشترط الحصول على الكثير من المال فوافق صاحب المال مقابل أن يرى لوحة في غاية الجمال… وحين انتهى بيكاسو من رسمه.. حين رأى الرجل رسمه أصابه الذهول وكأنه رأى شخصاً مجهول أمامه على اللوحة فسأل بيكاسو ماذا جرى له؟

كل هذا المال مقابل هذه اللوحة العادية؟ بعد هذا الكلام دخل بيكاسو غرفته وأحضر لوحة كبيرة ومجموعة ألون وأقلام وقال: هات ما عندك… ضع ما شئت من الألوان وأرِنا ما هو الرسم يا فنان… حينها أصاب الثري صمتاً غير معتاد.. فقد فهم أن الرسالة ليست في الألوان.. أن الغاية ليست في اللوحة والأقلام. فهِم أن الغاية هي الفنان.. هي العازف وراء هذه الآلات.. العازف الذي يناغم بين الألحان.. الرسالة تكمن في الفنان الذي مزج واستخدم الألوان فمزجها ووحدها وأبدع وِحدة ولوحة لم يراها الوجود قبلاً ولن يعرفها بعداً