ابراهيم شتلو : بؤس الإعلام العربي!

2015-07-21

ألا تلاحظون ، ألا تسمعون ، ألا تقرؤن أولا تسمعون الإعلام العربي عندما ينقل ويكتب عن الإرهاب والإرهابيين والفتك بالروح البشرية في العراق وسوريا يحصر إهتمامه ويركز تسليط الأضواء على جزء من مناطق القتال ضد داعش وتوابعها ، ويتغاضى بل ويهمل أجزاء أخرى من الحرب الطاحنة الدامية وكأنها مناطق لاعلاقة له بها ، ولا صلة ولا شأن له بها والأمر عنده سيان إن ذبح الإرهابيون عدة مئات من الأطفال والنساء والشيوخ في بيوتهم؟
ألم يلفت إنتباهكم أن الإعلام العربي ينقل أخبار القتال في درعا وإدلب والباب وحمص وحماه بل والقنيطرة والقلمون ولكن لاتتحرك شفاه مذيعيه وبجف الحبر في أقلام كتابه وصحفييه عندما يتعلق الأمر في الهجمات الوحشية للأرهابيين من شذاذ الآفاق على ديريك وكوباني وتل عران وتل حاصل وقسطل جندو وقرى الحدود مع عفرين.؟ 
بل تابعوا معي أوصاف الملاطفة والمناغمة التي تطلق على إرهابيي داعش ، إذ يقال عنهم: مسلحي أو مقاتلي  تنظيم الدولة؟ ياللعجب ، هل من إستغباء وهل من تضليل وهل أكثر من هذا إنحيازا عندما يوصف الإرهابيون بالمقاتلين ومجموعاتهم الإرهابية بالتنظيم؟
لقد بالغ الإعلام العربي في تضليل الرأي العام ، وتطاول إلى أبعد الحدود في طمر رأسه في رمال إستغباء الجماهير في الشارع العربي. أما نحن فليس لنا من هذا الإعلام من حل من بؤسه سوى أن نلغي محطاته ونقفل قنواته من أجهزتنا ولتحيا قنواتنا الكردستانية فهي على الأقل تنقل إلينا موسيقى تحرك فينا صدق المشاعر ، وتعرض أمام ناظرينا أجزاء من ربوع كردستاننا الرائعة الجمال وتعطينا من لغة أمنا ما حرمنا منه الأخوة الحكام العرب قرونا.
مع كل الإحترام للإعلام الكردستاني في كل مكان ، وأطيب التمنيات في مزيد من التقدم.