سليمان حنيف : حنجرة الحرب

من "سليمان الى ولات"
 
يا "ولات" لن تعرف ماذا كتب "سليمان "
 
لأن الاحياء أمثالك لا يعرفون ماذا يكتب الاموات أمثالنا
 
*** *** ***
 
الحناجر خلعت أصواتها
 
وبقيت عارية في حضرة الموت والدم
 
مستحية  كريح تشرين
 
الايادي كسرت أصابعها ومراجلها
 
وابتلعت العيون تلك الاصابع ندماً
 
نزفت الأجساد دماً..دمعاً وألماً
 
غرقت الشوارع حزناً
 
وبقيت الأيادي فارغة تلوح في حنين
 
*** *** ***
 
في يوم ولادتك كأنسان وموتنا كأشباه بشر
 
صمتَ ..قُتِلَ ..شُرِدَ ..ودفن الجميع
 
في يوم تسلقك السماء كأنه سلم دارك
 
العصافير لم تمشي ولم تطر
 
بل زحفت على الارض تاركة لك السماوات والبحار
 
الاشجار أصفرت
 
القبور انتحبت
 
الاطفال لم يلعبوا
 
النساء زغردوا
 
الشباب هرموا وشيبوا
 
وحتى السحاب لم يمطر
 
وكأنه يعرف أنك أطهر من مطره ومائه
 
في ذلك اليوم
 
سألت الابنية لماذا أنت شاحبة؟؟
 
سألت الأرض لماذا أنت صغيرة؟؟
 
سألت المقابر لماذا أنت كبيرة؟؟
 
سألت نفسي ماذا فعلت ؟؟
 
سألت كل هذه الأسئلة
 
وألقيت نفسي في المستنقع والبحر
 
*** *** ***
 
الدموع والدم
 
الحزن والألم
 
كلها تلاقت لتصبح نهرا وبحيرة سهل وغابة
 
في تلك الجمعة اللا مباركة
 
كنت تصرخُ بالزحف الى دمشق
 
ولكن في الاخير جميعنا زحفنا
 
كالأمواج نضرب شواطئ المقابر
 
*** *** ***
 
يقولون عنك :
 
شمعة وانطفأت ..نار وخمدت
 
مياه وعكرت .صرخة وصمتت
 
شمس وغابت ...غابة واحترقت
 
كاذبون وماذا يعلمون
 
أنت الثائر الوحيد
 
 اخرج رأسك من بين المقابر والنوافذ
 
اصعد فوق الأمواج والقمم
 
اصرخ وغني...قاتل وأرقص
 
فأنت المعركة التي لم تنتهي
 
والربيع الذي لم يرحل
 
الحرية التي لم تعتقل
 
أنت الحي الباقي الوحيد الأوحد
 
*** *** ***
 
سيذكرونك ويكتبون عنك في ذكراك
 
أنت ليست لك ذكرى
 
سأكتب لك وسأغني وسأبكي وسأذكرك في كل يوم
 
سلام يا رفيق الدراسة