احمد الحسن : مقاتل كردي: نحن نحب كل الشعوب

2015-06-24

"نحن نحب كل شعوب الشرق الاوسط لذلك ندافع عنهم ضد الارهاب" هكذا قال لي مقاتل في صفوف حزب العمال الكردستاني حين سألته ماذا تفعلون في قرى عربية وانت كردي وحتى لست من سوريا ؟
لكنه قال لي انا من اورفا واشار لي الى الحدود التركية وقال قريتي في الجهة المقابلة للحدود واكد انه ابن هذه الارض وابن الفرات الذي يغذي كل تركيا وسوريا والعراق حسب الخارطة المتعارف عليها منذ سايكس بيكو ولكن في الحقيقة هي جغرافية واحدة ولها تاريخ مشترك وثقافة مشتركة، فالجذور متشابكة في باطن الارض وكذلك عبر التاريخ ولا يمكن لأحد ان يقتلع الكرد من جذورهم وكذلك محاولات بث التفرقة وخلق الفتن والصراعات التي تسعى لها بعض القوى السلطوية الغاصبة لحقوق الشعوب لا يمكنها النجاح.
 
سألته عن اللغة وكيف يمكنه التواصل مع شعب المنطقة؟ قال لي من السهل تعلم اية لغة ان كنت تحبها وأنا الان اجيد اللغة الكردية والتركية والعربية وان حصل لي الشرف وناضلت في ايران ضد نظام الملالي فسأتعلم بسهولة اللغة الفارسية ايضا وبحكم تجربتي فأن من يحب اي شعب ويعيش معهم ويناضل من اجلهم يمكنه تعلم لغتهم في فترة قصيرة، ونحن كأعضاء حزب العمال الكردستاني ليس لدينا ابدا كلمة مستحيل ونعمل وفق ما نؤمن به واذا كنا نقول الامة الديمقراطية فحينها التواصل بين شعوب المنطقة بكافة اللغات لن يكون صعبا ابدا لأنك تعتبر الجميع جزء منك وتناضل في سبيل الحرية في كل مكان وبدون تفرقة.
 
تعجبت لأمره وسألته لكن العرب والترك والفرس هم اعداء الكرد التاريخيين وارتكبوا مجازر كثيرة بحق الكرد وحتى الان لديهم حقد شوفيني ضد الكرد فكيف ستحقق هذه الامة الديمقراطية التي تتدعي؟!
 
أجابني بابتسامة تفيض محبة وقال نحن لا نعتبر الشعوب مسؤولة عن هذه الحالة وفي الحقيقة فان الشعوب العربية والتركية والفارسية ايضا تعاني من ظلم واضطهاد حكامها وبالأساس فان حالة الكراهية جاءت مع تقسيم المنطقة وفق اتفاقية سايكس بيكو اي ان الذي زرع بذور التقسيم والتفرقة ودائما سعى لاستخدام سياسة فرق تسد هي الدول المحتلة للمنطقة والتي تسعى لنهب المنطقة بشكل عام وهي بحاجة لخلق هذه الحروب والصراعات وهذه اكبر مصيبة تواجه شعوبنا اليوم وعلينا معالجتها بشكل واقعي وسليم وان نتمكن من تجاوز حالة الصراع والتفرقة وان نصبح جزء من اجل التطور والبناء وهذا ممكن فقط بفتح الطريق امام افكار ومفاهيم جديدة تتجاوز الحالة العقيمة التي خلقتها افكار ومفاهيم الدولة القومية وان طرح الامة الديمقراطية يوما بعد اخر يحقق النجاح ويصبح حقيقة واقعية على الارض سواء في سوريا او العراق او تركيا او ايران وهذا يتم بفضل نضال حزب العمال الكردستاني ففي تركيا مثلا حقق حزب الشعوب الديمقراطية انتصارا رائعا باسم الشعوب وكذلك في سوريا حققت وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي انتصارات رائعة باسم الشعوب ضد الارهاب العالمي وكذلك في العراق بدأً من شنكال وحتى جلولاء هناك مقاومة ضد ارهاب داعش وهذا يظهر حقيقة اننا نحب جميع الشعوب وندافع عنها ونجد ان هذه هي مهمتنا الاساسية أما الذين يعادوننا سواء كان داعش او داعميه الاقليميين فانهم اعداء الانسانية ولا يحبون حتى قومهم لأنهم يدفعونهم نحو الظلام المتمثل بداعش بمعاداتهم لنا.
 
وقال لي ان القائد اوجلان كتب في نهاية احدى مرافعاته الانسانية ستنتصر وهذا يختصر مجمل مرافعاته اي انه يدافع عن الانسانية ونحن نسير على نهج هذا القائد العظيم فما علينا القيام به هو العمل والنضال بكل جدية من اجل انتصار الانسانية بالدرجة الاولى.