نارين عمر : نعم هكذا تكون المرأة الكرديّة "فريناز خسرواني"

2015-05-25

"فريناز خسرواني" فتاة كرديّة من "مهاباد", أرادت أن تلامس النّخوة الكرديّة المغيّبة منذ حين في كيان كلّ كرديّ رجلاً كان أم امرأة! أرادت أن تدغدغ ضمير كلّ كرديّ يقبل أو يحاول قبول المذلّة أو تبرير الغاية بوسائل ينتهجها فكره أو وجدانه لا تمتّ بعروةٍ أو صلة قربى بأخلاق الكورد وطبائعهم ومبادئهم, إنّما فقط ليحقّق مآرب لا يجني منها إلا ثماراً تطفح بالنّتانة والعفونة!
حاولت أنتدعم فكر ونفس وذاكرة كلّ كورديّ بنفثاتٍ من قدسيّة "القاضي محمد" الذي أثبت للعالم أجمع وللكورد على وجه الخصوص على أنّ القائد والقيّاديّ والرّياديّ والمناضل يجب أن يضحّي بكلّ ما يملك من الرّوح والدّم والمال والولد في سبيل شعبه ومجتمعه ووطنه وأرضه قبل أن يفكّر بالقيادة والرّيادة ورعاية الشّعب وأفراد المجتمع! "القاضي محمّد" ورفاقه من الشّهداء والمناضلين الذين أثبتوا على أنّالكرديّ الأصيل, الكرديّ الحقّ, الكرديّ القائد هو مَنْ يتعمّد في نبع الخصال الكورديّة الأصيلة والمتوارثة! أعادت هذه الفتاة الرّوح الوهّاجة إلى شعبنا الأصيل والثّائر أبداً في مهاباد.
هذا ما أرادت أن تقوله لنا هذه المرأة الكرديّة, التي أرادت أن تظهر للعالم أنّ المرأة الكورديّة إذا أرادت وقرّرت تستطيع أن تكون متميّزة من نساء الكون أجمعين! أرادت أن تصرخ في وجه نساء الكرد الّلواتي يهرولن للنّزول إلى  ميادين وساحاتليست بميادينهنّ وساحاتهنّوبطرق تجلب لهم السّخريّة والإهانة من حيث يدرين أو لا يدرين, فقط ليحقّقوا مآربهم وأحلامهم التي ما هي إلا كوابيس مزعجة.
"فريناز خسرواني"أرادت أن تعيد إلى المرأة الكرديّة جرأتها وإرادتها التي لا تعلو عليها إرادة إن سعت إلى أن تكون في الصّفّ الأماميّ من الأنوثة والأمومة والّلطف إلى جانب الشّموخ ورجاحة العقل والبطولة.
أثبتت على أنّ الفتاة العاملة والفتاة أوالمرأة التي تسعى إلى الشّهرة والنّجوميّة وإلى اعتلاء عرش الرّيادة والقيادة في أيّ مجال من مجالات الحياة تخوض فيه ليست مضطرّة إلى قبول الذّل والاستسلام لرغائب ضعاف النّفس والجشعين, بل بإمكانها أن تحقّق كلّ هذا وذاك وهي تتعامل مع نفسها ومع المتعاملين معها كإنسان واعٍ, واثق من نفسه, متوافق مع النّصف الآخر للمجتمع توافقاً منصفاً, متوازياً!
"فريناز خسرواني"كانت صرخة مجلجلة في نفس ووجدان الجشعين والانتهازيّين والخانعين الكرد قبل غيرهم!  كانت هتافاَ مدويّاً في مكامن السّمع للكرد, كلّ الكرد برجالهم ونسائهم على أنّهم إذا قاوموا, إذا أخلصوا, إذا قرّروا ثمّ صمّموا على تغيير مصيرهم الأسود بتغيير لون إلى النّقاء والصّفاء فسيكون لهم ذلك!
أرادت أن تعيد إلى الحاضر ما أثبتته "مهاباد" في الماضي من مآثر وملاحم في البطولة والفداء والتّضحيّة!
أرادت أن تهمس في أنفاس وأحلام كلّ فتاةٍ وامرأةٍ كرديّة على أنّها قادرة على حماية نفسها وجسدها وروحها إذا كانت مرتويّة من مناهل أنوثة وحكمة وتضحيّات المرأة الكرديّة الحقيقيّة التي ما يزال التّاريخ الإنسانيّ القديم والحديث يجعلها مضرب المثل للمرأة, كلّ امرأة في العالم.
"فريناز خسرواني"نأسف ونتحسّر على الطّريقة التي رحلت بها من عالمنا هذا, ونتأوّه على رقّة أنوثتك وخصب عواطفك وعلى عنفوان شبابك, ولكنّ نقف إجلالاً وإكباراً لقرارك الذي رأيته صائباً ولهدفك الذي بالتّأكيد نراه نبيلاً.
نصرخُ معكِ في وجه كلّ رجلٍ يرى في الاعتداء على المرأة الرّجولة الحقّة, ويرى في توظيف ذكوريته تشويهاً للرّجولة التي بارك فيها الله, فجعلها مع الأنوثة سرّ بقاء الكون, وأضفى عليهما القدسيّة والقداسة والطّهر.
شكراً لأنّك أضفتِ اسماً جديداً إلى سجّل الكرديّات الخالدات. لتهنأ روحك مرفرفة في ذاكرة الكرد على مدى الدّهور والأزمان