التقرير الشهري الصادرعن المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين

النظام السوري يقتل ثلاثة إعلاميين في حلب و درعا و يستخدم وسائل إعلامه لإبتزاز المواطنين في المعضمية خلال شهر شباط2015
وثق المركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، والمعني برصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة ضد الصحفيين والمواطنين الصحفيين في سوريا مقتل ثلاثة إعلاميين يعملون لدى كتائب عسكرية خلال شهر شباط/فبراير 2015، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الإعلام الذين وثقت الرابطة مقتلهم منذ آذار/ مارس2011 إلى 274 إعلامياً.
 
كما وثق المركز تعرض الصحفيين البريطاني "جون كانتلي"، المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لإنتهاكات إضافية و اعتقال الصحفي السويدي "يواكيم ميدين" في القامشلي، أقصى شمالي شرقي سوريا و نقله جواً إلى دمشق للتحقيق معه، في حين لجأ النظام السوري إلى تطبيق سياسة "الغذاء مقابل الإعلام" و ذلك من خلال إعادة فرض حصار خانق على مدينة المعضمية بريف دمشق، و معاقبة مواطنيها جماعياً بعد فشله في الحصول على تصريحات مؤيدة لسياساته منهم، ، هذا بالإضافة إلى انتهاكات أُخرى.
يُذكّر المركز السوري للحريات الصحفية، وهو إذ يشجب الانتهاكات بحق الإعلاميين، جميع الكتائب والمجموعات المسلحة التي تجد نفسها في خطٍ مناهض لنظام الأسد وتنظيم الدولة "داعش"، اللذين يرتكبان الفظاعات بحق الإعلام والإعلاميين، بضرورة احترام حرية العمل الإعلامي والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات، كما يدعو الجهات الدولية المعنية إلى تفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الصحفيين والإعلاميين ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحقهم، والعمل على الدفاع عنهم و عن حرية الصحافة و حق نقل المعلومات في سوريا.
 
أولاً: مقتل إعلاميين
1. مقتل الإعلامي في "الجبهة الشامية" أحمد بلال العبسي "المقلب بـ أحمد العلبي" بتاريخ 17 شباط 2015 و ذلك بسبب انفجار قذيفة هاون سقطت بالقرب منه خلال قيامه بتغطية هجوم قوات النظام السوري على قرية بريتان بريف حلب الشمالي.
2. وفاة الإعلامي في لواء "أسود السنة" عبدو المفعلاني في أحد المشافي الأردنية بتاريخ 17 شباط 2015. المفعلاني كان قد أُصيب قبل عشرة أيام من وفاته بجراح خلال تغطيته معركة "حاجز الكهرباء" التي جرت بين اللواء الذي يعمل لديه و قوات النظام السوري قرب قرية الشيخ مسكين بريف درعا، و دخل في غيبوبة ليتم نقله بسببها إلى الأردن.
3. مقتل الإعلامي في جبهة النصرة محمد يوسف قطيش بتاريخ 26 شباط 2015 خلال تغطيته المعارك التي خاضتها الجبهة مع قوات النظام السوري في محيط بلدة كفر شمس بريف درعا.
 
ثانياً: إنتهاكات أُخرى
1. إستهداف طيران النظام السوري مكتب قناة الجزيرة في مدينة درعا بتاريخ 02 شباط 2015 حسبما ذكرته القناة التي أضافت بأن القصف أدى إلى إصابة أحد المصورين. و قد تبين لاحقاً بأن الاستهداف كان بواسطة برميل متفجر سقط قرب المكتب، و بأن المصور المصاب هو أبو بكر و قد تم نقله إلى أحد مشافي الأردن لتلقي العلاج، في حين أُصيب المكتب بأضرار مادية.
 
2. إستهداف سيارة مدير المكتب الإعلامي للجبهة الشامية محمد أبو الشيخ بتاريخ 09 شباط 2015 في حي سيف الدولة بحلب، و ذلك ضمن إطار هجوم واسع بأربع سيارات بيك آب نفذته مجموعة مسلحة مجهولة الهوية استهدفت خلاله الحاجز الأمني للجبهة في الحي المذكور، الهجوم أدى إلى إصابة الإعلامي برضوض و السيارة بأضرار جسيمة.
 
3. اقتحام مقر تنسيقية عربين بتاريخ 09 شباط 2015 من قبل مجموعة مسلحة محسوبة على لواء الإسلام، و إعتقال أربعة من إعلامييها و هم: زكوان كحالة، سامر الشيخ حسن، عبدالستار شرف و نزار الحاج علي، و نقلهم إلى قرب خط الجبهة لاحتجازهم هناك، و قد جاءت عملية الإعتقال بناءً على مذكرة من "دار القضاء الموحد" في الغوطة الشرقية، و جرى خلال تنفيذها "مصادرة و تخريب و تكسير جميع المعدات التي بحوزة التنسيقية، و هي نفس المعدات التي يستعملها الفريق في توثيق الأحداث و رفع الأخبار على الانترنت" كما ذكرت تنسيقية عربين في بيانٍ لها. و قد جرى الإفراج عن الإعلاميين، الذين عاشوا طوال الوقت في معزلٍ عن العالم الخارجي بتاريخ 14 شباط بعد تبرئتهم من تهم "المساس بالأمن العام في الغوطة" التي وجهتها لهم دار القضاء الموحد.
 
4. مواصلة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" إظهار الصحفي البريطاني المحتجز لديه جون كانتلي في تسجيلات فيديو دعائية لمصلحته، فقد ظهر كانتلي بتاريخ 11 شباط 2015 في شريط جديد مدته 12 دقيقة على موقع "يوتيوب" حمل عنوان "من قلب حلب"، و ذلك بعد ظهوره سابقاً في الرقة و عين العرب/كوباني و من ثم الموصل، و قد أعلن كانتلي، الذي ظهر هذه المرة و هو يقوم بجولة في مدينة حلب بأن هذا الشريط هو "الأخير في هذه السلسلة" و هو ما ترك خشية من أن تكون حياته قد أصبحت في خطر جدي.
 
5. إعتقال الصحفي السويدي المستقل يواكيم ميدين بتاريخ 15 شباط 2015 في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، و من ثم الإفراج عنه بتاريخ 21 شباط 2015 في ظروفٍ لا زال يكتنفها الغموض، فقد دخل ميدين إلى المنطقة من معبر "سيمالكا" الحدودي مع العراق و كان في ضيافة "الإدارة الذاتية الديمقراطية" التي تبسط سيطرتها على مناطق في المدينة التي كان يقوم بجولة فيها مع مترجمه عندما أوقفهما حاجز بجانب البريد، قال ميدين في تصريحات صحفية له فيما بعد بأنه يظن بأنها تابع للنظام السوري الذي قام بنقله إلى سجن المدينة و منها جواً إلى دمشق لتقوم المخابرات السورية بالتحقيق معه حول دخوله و المهمة التي جاء من أجلها، و قد تم احتجازه طوال الوقت في زنزانة منفردة ليُعاد بعدها إلى القامشلي و يتم الإفراج عنه هناك، و قد ذكر ميدين لإذاعة "آرتا ف م" بأنه تم إبلاغه بأن "قوات الحماية الشعبية قد اعتقلت ضابطاً كبيراً تابعاً للنظام و عطلت حركة مطار المدينة و أغلقت شوارع الحسكة إلى أن تم الإفراج عنه".
 
6. قيام جبهة النصرة بالإعتداء على المصور نضال حوران  في قرية "تل عمار" بريف إدلب بتاريخ 24 شباط 2015 حسبما ذكره مراسل "وكالة الأناضول" في إدلب، نضال حوران كان يقوم حسب المراسل بتصوير مظاهرة قام بها أهالي "تل عمار"، هدفت لمنع عناصر النصرة من التنقيب عن الآثار في قريتهم، و قد وقعت خلالها صدامات بين الطرفين و قامت النصرة بكسر موبايل الإعلامي المعتدى عليه و مصادرة أجهزة التصوير التي كانت بحوزته، إضافةً إلى إعتقال عدد من الشبان المشاركين في المظاهرة.
7. قيام النظام السوري بإستخدام الإعلام كأداة للحرب، و ذلك من خلال مساومة المواطنين في مدينة المعضمية بريف دمشق الغربي على الأدلاء بتصريحات لمصلحته مقابل تمرير بعض المواد الغذائية للمدينة. فقد بادرت قوات النظام إلى محاصرة المعضمية بعد إغلاق معبرها الوحيد بتاريخ 17 شباط 2015 و منعت دخول المواد الإغائية و الإنسانية و الدوائية إليها بعد فشل الفريق الإعلامي التابع للنظام، و الذي دخل إليها بعد الاتفاق مع لجنة المصالحة الوطنية فيها في الحصول على أي لقاء إعلامي يمكن أن يخدمه من المواطنين، لا بل أن الفريق الإعلامي، الذي شهد مظاهرة تطالب بالمعتقلين في سجون النظام و تنتصر لمدينة دوما لم يقم بتغطيته التظاهرة، و هو ما شكل سبباً إضافياً لمبادرة النظام إلى معاقبة المدنيين من خلال فرض الحصار على المدينة.
المركز السوري للحريات الصحفية
رابطة الصحفيين السوريين
02.03.2015