حوران حم : للمرجعية الكوردية: «مَنْ هرب من الحرب لم يتخلّص من تبصيقكم، ومَنْ بقي لم ينجُ من اتهامكم له بتعامله مع داعش؛ فإلى أين المفرّ؟»

2015-02-26

أيها السادة في المرجعية الكوردية بطرفيها (ENK.S - Tev Dem) إنني سأضع بين يديكم عدة نقاط، متسائلاً: 
هل يلزم الكوردي بطاقة تعريف ليثبت ولائه لقضيته وانتماءه لكوردستان؟
في ظل الحرب والهجمة الداعشية على منطقة كوباني وضواحيها ونزوح أغلبية شعبنا الكوردي إلى تركيا، حيث لاقوا فيها اﻷمرّين تحت الشتاء القارص في المخيمات والشوارع والحدائق، وعند دحر داعش من قبل القوات المشتركة والتحالف الدولي وتحرير كوباني
وضواحيها عاد النازحون الكورد إلى مناطقهم عبر معبر سروج ـ كوباني، فكان الـ YPG لهم بالمرصاد، فأحضروا (نعو) ذاك الإنسان البسيط  إلى بوابة المعبر، كي يهين العائدين. 
1 ـ (نعو) المكلّف من قبل مسؤولي YPG والـ PYD وإدارته الذاتية الديمقراطية لإهانة النازحين الكورد العائدين إلى كوباني، للتخلص من ظلم وألم المخيمات وصعوبة العيش فيها، وإذ يتفاجؤوا بإهانة مزدوجة، الأولي على يد الشعب التركي، والأخرى من قبل إخوتهم في وحدات حماية الشعب، حيث يقوم نعو بالبصق في وجوههم وشتمهم بكل حقارة، وتوجيه عبارة: «انحنوا برؤوسكم ﻷنكم عار علينا ولا تستحقون العودة» لهم أمام الناس. 
2 - بعد تحرير ريف كوباني هناك مَن تبقى ولم يخرج من بيته أو منطقته لحماية ممتلاكاته من السرقة والنهب، وهناك مَن آمنَ بعدم الخروج من منطقته مهما كلف حياته!! هناك نقطة أثارتني عند كتابتي لهذه الحالة المأساوية، «مَنْ هرب من الحرب لم يتخلّص من تبصيقكم، ومَنْ بقي لم ينجُ من اتهامكم له بتعامله مع داعش؛ فإلى أين المفرّ؟». إذا هناك مخطط ودلالات سياسية في ما يفعلونه، وكل هذا لا يخدم قضيتنا في كوردستان سوريا إنما يخدم أعداء الوطن ليتم تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وخاصة طالبتم في أجتماعكم منذ أيام من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة بوضع بند لحل القضية الكوردية في سوريا ضمن قوانين ومواثيق دولية. 
3 - هناك أكثر من 375 قرية في كوباني أغلبها أفرغت من محتوياتها وحلّ بمدينة كوباني كل هذا الدمار والخراب في بنيتها التحتية والسرقة والنهب الذي جرى في قراها على مَن تقع مسؤولية ذلك قانونياً؟ ومَن كان المسؤول بتكليف لجنة تقصي الحقائق من قبل مرجعيتكم للتحقيق من أجل هذا الشعب المسكين الذي لا قدرة له على ماجرى؟ وهل سيتم تعويضهم بجزء بسيط ممّا فقدوه؟
 
4 ـ أين أنتم من تجار الحروب ومستغلي الفقراء؟ فنازحو ولاجئو كوباني فقدوا كل شيء ممَن تدمرت بيوتهم وقراهم، والآن فضلوا العودة والعيش بين الركام والأنقاض فيعودون عن طريق المهربين الكورد من الجانبين والذين يقبضون من كل فرد 100 ل.ت، فيما مقاطعة كوباني تفتح أبوابها أمام تركيا للعبور بجيشها وقواتها العسكرية وتغلقه أمام شعبها.
كل هذا الذي جرى قبله الشعب الكوردي في كوباني وضواحيها من الدمار والخراب والنهب الذي حلّ بهم من قبل داعش وصانعيه وداعميه بشتى السبل والوسائل؛ أما أن يأتي الموضوع بإهانة شعبنا وتلقين الشتائم له واتهام ممَن بقي في المنطقة بتعامله مع داعش هذا ما لم ولن نقبله مطلقاً، فهناك قاعدة معروفة في العمل السياسي "الشعوب لا تلعب بمصائرهم" إنما الحركات واﻷحزاب الكورية هي مَن تلعب وتساوم بمصير الشعوب. 
يجب عليكم رد الاعتبار ﻷهالي كوباني على ما اقترفه شركاء مرجعيتكم، كفاكم غباء واستهزاء واستغلالاً لمصير الشعب والقضية والتعامل معهم بحماقاتكم وعقلياتكم البعثية المريضة، خلقنا كورداً وما زلنا مخلصين لقضيتنا وشعبنا، شهادتكم لا تعني انتمائنا لكوردستان كي تهينوننا!!