نالين عبدو : في مفاضلة المطالب الكردية

2015-02-04

 
لطالما كان الكرد في الجسد السوري الخراج القابل  للالتهاب والفوران في أي لحظة ،والتعليل بديهي للغاية فهم الأكثر تعرضاً للمظلومية والظلامية والاستعبادوالاستبعاد بشتى أنواعه ووسائله مقارنةً بكونهم ثاني أكبر قومية في البلاد..
-لم يذق الكرد في سوريا  لاحقوقالأقليات ولا المواطنة الحقيقية تأسيساًعلى ذلك وبإنطلاقة الثورة السورية بدأت الرهانات على دور الكرد في نصرة الثورة ودعمها،ولم يكن المقابل الذي انتظره الكرد طويلاً سوى دأب قيادات الحراك الثوري السياسي على التأكيد بأن الكرد وسواهم من باقي أطياف الشعب السوري كانوا ضحايا الطغمة الأمنية الحاكمة في سوريا وبزوالها سيأخذ كل ذي حق حقه بموجب القوانين الوطنية التي ستجعل كل السوريين سواسية دون نظر للونهم العرقي أو الطائفي ،ولا يعني هذا سوى رفض أكبر فصائل المعارضةتثبيت الكيان الكردي في سوريا دستورياًأما المواطنة الحقيقيةفمن المستحيل طبعاً أن تتحقق في أمد قصير ،بالنسبة لدولة شرق أوسطيةنخرها الفساد،وهدتها الحرب الأهلية،ولن تحفظ تلك المواطنة حقيقية كانت أم صورية بما تفرض من واجبات وحقوق والتزامات والزامات ان سلمنا بها جدلاًالوجود القومي الكردي في سوريا بكل تجلياته بدءاً بالحقوق الثقافية وانتهاء بالحقوق السيادية الجغرافية ،فذلك لا يتحقق إلابالاعتراف الدستوري بالكرد في سوريا كثاني قومية في البلاد،والرهان على غيرذلك ليس سوى رهاناً على فرس خائر..
لعل المغتربون الكرد بما فيهم النازحون إلى كردستان العراق وتركيا أكثر تبنياً للطرح القومي للقضية الكردية في سوريا،قد لايتبنى ذلكفئات لا يستهان بها من الكرد الذين لم يبرحوا أرض الوطن فمن وجهة نظرهمصحيحأن ما لن يتحقق الآن لن يتحقق أبداً ويجب العمل ببراغماتية لصون المصلحة الكردية وجعل الكرد طرفاً لا يستهان به في المعادلة السورية ،لكن الواقع دوماً يفرض شروطه وأولوياته
فكما يقول المثل الشعبي الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار،ولا يحق لكل من اغترب ونأى بنفسه عن الظروف القاسية التي يعانيها الكرد في روجافااليوم أن يطالب بما لن يشارك هو فيه ويتحمل مخاطره
آخرون يرون ان المغالاة في المطالب القومية تعنت لا طائل منه ،فزمن النعرات القومية قد ولى، والطرح القومي للقضية الكردية متضمن في الحقوق الثقافية للكرد، وبإمكان الكرد تطوير مناطقهم من خلال ممارستهم لحقوقهم الوطنية السورية كسائر السوريين ،وتترك مسألة الاعتراف القومي أو الفدرالية لعهد آخر تنتعش فيه الحالة الكردية على الصعيد السياسي والاقتصادي،فالتشرذم صارخ في الوسط السياسي والفقر مدقع في المناطق الكردية من سوريا بسبب السياسات التي انتهجها النظام الحاكم لأكثر من خمسين عاماً،وبنظر هؤلاء تمنح الادارة الذاتية \اللامركزية الضيقة\ ما لا يستهان به من الحقوق والامتيازات للكرد  .
الرؤى متفاوتة من جهة أولوية المطلب الكردي في أي محفل دولي أو وطني لحل الازمة في سوريا،  والظروف الاقليمية اليوم ربما تلعب دوراً في انتاج مفاضلة بين أكثر من سيناريو لحل المسالة الكردية في سوريا، جميعها تفضي إلى حصول الكرد بسوريا في المستقبل القريب على حقوقهم القومية نظراً لقدرتهم على ترجيح  أحد كفتي الميزان لصالح احدى القوى المتصارعة في حال وقفوا لجانب أحدهم، ونظراً  لموقعهم الاستراتيجي حدودياً ونفطياً، الفرصة سانحة اذًاً، والتعويل هو على مدى نجاح الحركة الكردية في توحيد قراراتها وتوجيه أجندتها..
 
لآرائكم تواصلوا عبر ال
facebook.com : nalinabdo \lawyer \