فرحان كلش : جريمة على حافة الليل

كانت الساعة قد جاوزت الواحدة بعد منتصف الليل،عندما جفلتني زوجتي من النوم لأنها سمعت صوت رصاصتين في اللحم كما قالت،رفعتُ رأسي قليلا وللحظات،وعندما حاولت اعادتها الى الوسادة كانت أصوات على شكل همهمات تقلق محاولة استلقائي على ظهري،فاضطررت خجلا لاستطلاع الأمر.
انتبهت زوجتي لمحاولتي ازاحة الشرشف الذي يغطي نصفي السفلي وكانت احدى المنظمات قد وزعته على عدة بيوت في القرية منذ اسبوعين مع أشياء أخرى،غطت ثديها الايسر بعد أن سحبته من فم صغيرها:الى أين يا رجل في هذا الليل.
وانا اسحب جسدي من فوق اسفنجة المنظمة:ألم توقظيني ...سأفتح الباب لأسمع ما الذي يحدث.
خافت علي من الليل،وربما خافت أن تبقى وحيدة ان خرجت:دعنا من الناس ففي الصباح سنعرف ماذا حدث.
-أنام (مستغربا ومتسائلا)
خرجتُ ساكتا الى حوشي القروي الطويل متجاهلا لحلحتها،وكلما ابتعدت عن الباب الأصوات تزداد وضوحا،حتى وكانها تخرج على مقربة مني ربما هذاهو هدوء الليل المسكين،لم أستطع الرجوع الى بلاد نومي ،دفعني الفضول للخروج الى الشارع،وتحركت قليلا تجاه الهمهمة وأنا اتخذ قراري حتى كان جاري أبو صالح كاد يعبرني،وضعت ضوء بيلي الذي اشتريته من هولير في عينيه فعرفته وكاسرا عادة السلام القروي:ها...أبو صالح ما هذه الأصوات ،الا تشبه بكاء.
 رد علي ببرود ودون أن يعيرني اهتماما اعتياديا:والله مثلي مثلك.
كان خطوه سريعا،لحقته بخطو أبطأ وبين الدعوة العفوية الى الله بألا يكون هناك أمر سيء،واللهاث الذي بدأ يظهر علينا بلغنا باب الأستاذ حسن كان مفتوحا تماما يستقبل كل الأقدام وقبل أن نستوقف أحدهم لنعرف الذي حصل عبرتُ عتبة الباب كانت جثة ابنة استاذ الفلسفة هامدة في بركة لم استبن لونها حتى مد ابو صالح يديه ليرفح رأس ابنة أخيه عرفت لحظتها بأنها في بحر أحمر وفتحات جرحيها تفرفر دما.
هدأ الليل بعد أن هدأت جراح(gulẻ)فقط بقي ال(wawîlê)وال(wyȊtȊ)يجوبان الزمن المتبقي لنسيان مقتل(gulẻ)على يد أبيها العائد من تركيا منذ اسبوع من رحلة علاج انفصام الشخصية الذي لازمه منذ ثلاث سنوات تقريبا،لم يكن يسكن البيت الا القاتل الفيلسوف و(gulẻ)الممرضة التي تخرجت من احدى دورات التمريض المحلية لتهتم بقاتلها المستقبلي،ووالدتها التي تلومها نسوة النصيحة المتأخرة وتدافع عن نفسها:قلت لولديَّ في ألمانيا عبرالألترنيت كما كانت تقول،بأن والدهما مريض ظاهرة عليه علامات الجنون ، كانا يبعثان اليورو لمعالجته،ولكن من يعالج قلب والدتهما وعقل والدهما ويهدهد عويل جراحات( gulê)في هذاالوقت المتأخرمن الليل... 
Ferhan x keleș