عبد الرزاق التمو : انه الوقت المناسب

2015-01-17

ينبغي أن ندرك أن المجتمعات تبنى عند الانتقال الي العمل  الجمعي، و يكون مصدرًا لهويتها وثقافتها الذاتية، ومن هذا المنطلق يجب أن يتم السماح لكل الفئات ولكل المجموعات التي استطاعت أن تشتق برنامجها العملي من هذا الإطار أن تتنافس في خدمة أمتها ومجتمعها، من دون اللجوء الى حصر العمل في فئة محددة أو في إطار ضيق خاص،
و بناء على ذلك تستطيع الحركة الكوردي وليس الحزبية أن تجعل من نفسها مرجعية مقبولة لكل هذه الفئات والمجموعات المتنافسة، وتستطيع أن تشكل عاملاً من عوامل التقريب بين مكونات المجتمع، وعاملاً من عوامل وحدة المجتمع وتماسكه، بشرط الابتعاد عن الصراع الحزبي على السلطة ، وأن تنأى بنفسها عن الانخراط في مجال التنافس على المصالح.
في كوردستان سورية ، سجل المواطنون وأغلب المراقبين لشؤون الكورد أن التوتر هو السمة الغالبة لحياتنا الحزبية والسياسية  وأن أحدا لم يكن يريد الإنصات لأحد، فضلا على انغماس أطراف حزبية وسياسية في العمل لحسابها الخاص، دون أن تنتبه إلى بقية الحكاية، أي إلى ما يقع لمن يحسب لوحده، وكل هذا جر ممارستنا الحزبية والمؤسساتية إلى كثير من الاصطدام والتوتر، وإلى انتفاء الأخلاق والاحترام.
الوضع الكوردي اليوم في حاجة ماسة إلى تجاوز حالة التوتر القائمة بين أطراف حقلنا الحزبي والسياسي، والخروج من حالة الانتظارية التي لا تخلو من تداعيات سلبية على الوضع القومي الكوردي والوطني السوري، ومن ثم ترسيخ حوار عقلاني ينتج الأفكار والرؤى، ويطرح الحلول والبدائل، ويفتح باب الأمل أمام شعبنا وشبابنا.
من هنا نحن في حاجة  الي مبادرة انا كوردي من كوردستان سورية  يشارك فيها  المثقفون  والأدباء والمفكرون والشعراء والفنانون والشباب ورجال الدين  الذين يفترض أن يقودوا عمليات التفكير وإنتاج الآراء للمستقبل، وليس لعب دور التابع والمفسر لكلام الآخرين، أو أن يكونوا مجرد رجع صدى لخطاب السياسيين، من هنا يجب الإصرار على  انتاج أفق مفتوح وحر، بدل الدوران في حلقة التعصب الحزبي ضيقة الاتساع والنظر والمدى.
 أن هذه المبادرة لتنتظم التفكير في السياق الكوردي  المختلف كثيرا عما تعرضه لنا يوميا سورية ، كما أن الفعل يكتسي في واقعنا القومي اليوم طبيعة الاستعجال، ويتطلب مبادرات عملية لإحداث الأثر، ولكي يكون الحكم حينها على الأفعال وليس على الأقوال والنوايا.
الدكتور عبدالرزاق التمو