الاثار الاقتصادية لهيمنة تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأراضي السوريةوالعراقية

جوان فداء الدين حمو- عضو جمعية الاقتصاديين الكُرد في سوريا
تنظيم داعش تنظيم مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي، وهي تستعمل العنف المفرط باسم الدولة الإسلامية كي تزعزع أمن المنطقة، ولها إعلام ونظام تمويل كفؤ مما يؤهلها لتجنيد مجاهدين من حول العالم.
وليس لها جدول أعمال اقتصادي. وبرغم ذلك فإن مقدرتها على تعطيل الحياة السياسية في الشرق الأوسط بالفعل قد يكون لها عواقب خطيرة على الإنتاج والنمو وبخاصة في المناطق التي يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق.
تقدر مساحة الأراضي التي تسيطر عليها تنظيم داعش اليوم في كل من سوريا والعراق بحجم بريطانيا العظمى،ويحكمون حوالي تسعة ملايين نسمة من السكان في كل من سوريا والعراق.
إنَّ من أبرز الاثار الاقتصادية لهيمنة داعش على أجزاء من الأراضي السورية والأراضي العراقية على الاقتصاد السوري والاقتصاد العراقي ما يلي:
1- انكماش الاقتصاد السوري والعراقي بسبب وجود الصراع في داخلهما.
2- فقدان سوريا %18 والعراق %23 من نصيب الفرد من الرفاهية.
3- تراجع لمهارات اليد العاملة في كل من سوريا والعراق بسبب فقدان الأرواح والهجرة، وتدمير البنى التحتية، التي تعرضت لها المناطق التي تسيطر عليها تنظيم داعش.
4- توقف الصادرات والواردات بين كل من سوريا والعراق برياً، بشكل نهائي. بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على معبري طريبيل والوليد الحدوديين.حيث كانت تبلغ نسبة الصادرات السورية إلى العراق 46 في المئة من حجم التجارة السورية إلى جميع الدول العربية.
5- استنزاف كل من النفط السوري والنفط العراقي على المناطق التي يسطرون عليه.إذ يسيطر في سورية على ستة حقول للنفط وعلى سبعة حقول في العراق إضافة إلى السيطرة على المصافي النفطية، إذ يقوم التنظيم ببيع النفط المكرّر وبما يعادل 1,2 مليون دولار.ويسيطر "داعش" على نحو 60٪ من النفط السوري،وبات يسيطر على 17% من احتياطي النفط العراقي. ومع كل هذه السرقات فأنَّ الحقول النفطية باتت في خطر كون استخراج النفط منها بدائي ويؤثر على استمرارية الاستخراج.
6- تدمير التنظيم للبنى التحتية الأساسية كالطرقات والجسور، وتدمير المنازل العائدة للمواطنين، وتدمير الشركات ونهبها، وتدمير مركزاً للشرطة، ونهب محتويات المستشفيات، هذا فضلاً عن الخسائر في الأرواح في كل من سوريا والعراق.
7- تعطيل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في كل من سوريا والعراق حيثُ تقدر مساحة الأراضي الزراعية المعطلة بسبب سيطرة التنظيم في العراق بأكثر من مليون دونم زراعي معطل. ومساحات واسعة أيضاً في سوريا.
8- تعطيل الليرة السورية والدينار العراقي من تداولات المناطق التي يسيطرون عليها واستبدالها بالعملة المسكوكة من قبلهم (دينار الدولة الإسلامية) ادى إلى نتائج كارثية على كل من الاقتصاد السوري والاقتصاد العراقي.
إنَّ استمرار وجود تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق ستساهم في تعميق أزمة الاقتصاد الكلي، وتنعكس بأشكال ومستويات كارثية على القطاع الاجتماعي، وستقود بالتأكيد إلى أزمات إنسانية يصعب تجاوزها في المستقبل.
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك: