سليمان حسن : سوريا مأساة لا تنتهي

2014-12-15

لم يتبقى من السوريين ما يكفي لإعادة اعمارها ولا لترسيم حدود حريتها من جديد وسن قانون الحرية والمساواة والعدل الذي اضاع الوطن وصبه في خانة المجهول والملعونين الى يوم الدين
وكما يقول الاغريق , حين تغضب الألهة  وتقذف بشرورها عليهم فلا ينجوا منهم لا ارض ولا هواء ولا ماء ولا بشر , نعم هذا هو حال السوري اليوم فمن نجا منهم من براميل الأسد وبطش جنوده لم ينجوا من انياب المعارضة الهشة التي استباحت كل محرم وخالفت جميع الشعائر الإلهية و الاخلاقية فلم يزد من الم السوريين غيرهم ثلة من الديماغوجيين ومحترفي السرقة اقسموا على نهب ما نفد من نظام الاسد وفضلوا بقاء الشعب جائعا باردا محرما من كل شئ حتى ينعموا بدفئ الفنادق والشقق الفخمة التي تدفع فاتورتها على حساب الاطفال المشردين في لبنان وتركيا والعراق او الاردن وفي حين يباع شرفنا في سوق النخاسة وتزف بناتنا الى العجائز وضعاف النفوس بحجة سترهم فان نساء المعارضة راقدون في الفراش مع ازواجهم في الفنادق  كي يخففو من معاناتهم والمهم حين عودتهم من حروبهم الدونكيشوتية كل يوم في سبيل تشكيل معارضة موحدة قد اقسمت على خدمة الوطن و المواطن وعلى تسليم الاسد للشعب السوري حين تنطلق بشائر النصر في جميع اجزائها , الا ان ما يؤلم اكثر والاقرب الى الواقع البشع هو اعتقاد السوري وايمانه بوجود تحالف سري خارق للكون غير رسمي بين الاسد والمعارضة بجميع اطيافها فكلاهما متفقان على تجويع الاطفال وتفريغ المنطقة من الشباب اللذين كانوا وقود الثورة وعلى بيع نسائنا في المزادات وعلى حرمان الباقين داخل الوطن اللذين يكالون على انفسهم كل يوم من نعمة الكهرباء والماء والطعام وعلى اجباره للرضوخ له دون اي مقاومة او تردد , ومن يجرؤ على مناقشة الآلهة, 
نعم هذه سوريا مهد الحضارات وموطن الانسانية هذه سوريا التي ضاعت تحت اقدام نظام ارهابي وضاعت في جيوب المعارضة المثقوبة فلا هم شبعوا ولا الشعب سلم 
selemanhasan@hotmail.com
فيس بوك
سليمان حسن