الاثار الاقتصادية لصك عملة تنظيم داعش على كل من الاقتصاد السوري والاقتصاد العراقي

2014-11-21

جوان فداء الدين حمو- عضو جمعية الاقتصاديين الكُرد- سوريا
قام تنظيم داعش مؤخراً بصك العملة الخاصة به على شكل عملة قائمة على
القيمة الذاتية لمعدني الذّهب والفضة، تتضمن سبع مسكوكات، اثنتان من
الذهب، وثلاثة من الفضة، واثنتين من النحاس. كما وحددت لها اسعاراً للصرف
مقابل الدولار الأمريكي.
وقد موّل التنظيم نفسه بالاعتماد على المصادر الداخلية التي سيطر عليها
من أهمها ما يلي:
1- إيرادات مبيعات النفط العراقي والسوري. ففي محافظة دير الزور السورية
مثلاً يسيطر التنظيم على أكثر من 98% من مساحة المحافظة، الغنية بالنفط،
وبالتالي فأن إيرادات بيع نفط تلك الحقول النفطية من أكبر مصادر دعم
التنظيم في الأراضي السورية. حيثُ تقدر قيمة الإيرادات اليومية لتنظيم
"داعش" من موارد النفط والغاز وحدها بأكثر من ثلاثة ملايين دولار في
أماكن سيطرتهم في سوريا والعراق.
2- الضرائب والاتاوات على المدنيين في الأماكن التي يسيطرون عليها.
3- الأموال التي سيطروا عليها من بنك الموصل في العراق سابقاً حيثُ قدرت
أصول وأموال التنظيم النقدية نحو 2 مليار دولار لاسيما بعد سيطرتهم على
مدينة الموصل العراقية وسرق مليارات الدولارات من البنوك والبنك المركزي.
بالإضافة إلى ذلك فأنَّ التنظيم يلقى دعماً من بعض الدول وبعض المنظمات
ذات العمل والطبيعة المشبوهة.
إنَّ من أهم الاثار الاقتصادية التي سيخلفها التعامل والتداول الداخلي
لهذه العملة في كل من أماكن سيطرتهم في سوريا والعراق ما يلي:
1- تعامل الافراد غصباً أو طواعية بالعملة المحدثة على مساحة تقدر بــ:
35 % من مساحة سوريا، و38 % من مساحة العراق. أي أن التنظيم سيفرض على
المناطق التي يسيطر عليها القيام بعملية (الدرهنة) أي التحول نحو التعامل
بالدرهم المصدر من قبلهم.
2- إخراج الليرة السورية والدينار العراقي من التداول الخاص في مناطق
سيطرة التنظيم. حيثُ سيلجأ الأفراد القاطنين في مناطق سيطرة التنظيم في
كل من سوريا والعراق باستبدال عملاتهم السورية والعراقية بدنانير التنظيم
مما سيؤدي إلى تعطيل أو كسر في قيمتي الليرة السورية أو الدينار العراقي.
أذ سيقوم التنظيم إما بالاحتفاظ بالنقود المبدلة (الليرة السورية
والدينار العراقي) على شكل اكتناز عقيم في مستودعات خاصة بها، أو
اتلافها.
3- توجيه الخلل نحو سلطة النقد في كل من سوريا والعراق وبخاصة من جانب
التأثير في القدرة على إدارة دفة السياسة النقدية في كلا الدولتين.
4- فقدان السلطة النقدية السورية والعراقية لعائد الإصدار (السنيوريج):
فغياب العملة الوطنية يؤدي إلى فقدان الدولة لعائد الإصدار (السنيوريج
يمثل الريع الذي يمكن للدولة الحصول عليه من جراء الإصدار).
 
 
 
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com
صفحة الفيسبوك: