سليمان حسن : اتفاقية دهوك ضياع حبر ام اثبات وجود

2014-11-21

لم يعرف المجلسان الكرديان , اللذين يعتبران الواجهة الكردية السورية امام الرأي العام العالمي والأقليمي وحتى الداخلي, طريقا يوحدان به جهودهما وامكانياتهما في خدمة قضية شعب عالق بين انياب الأستعمار وبين ديماغوجية مجلسين اقسما على عدم الأتفاق بينهما مهما كان الثمن غاليا 
فبعد اتفاقية هولير في الفين واثني عشر الذي تمخض عنه تشكيل الهيئة الكردية العليا وترسيخ بنود تعاونهما ومن اهمها انشاء الية عمل مشتركة وتأسيس نواة جيش وطني الا ان تلك الاتفاقية سرعان ما اصبحت طي النسيان جراء تغلب الايديولوجيات الحزبية الضيقة فيما بينهما تلتها بعد ذلك اتفاقية هولير الثانية التي تمت بجهود كبيرة من قبل رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني في الفين وثلاثة عشر  في محاولة منه لملمة اجزاء المجلسين واعادة رص صفوفهما في سبيل خدمة الشعب الكردي السوري الذي اصبح حلمه متوجها نحو بعد اخر, فبعد القمع والاضطهاد الذي كان يطال كل كردي سوري من قبل نظام البعث الفاسد الذي لم يدخر وسيلة ولا حيلة لقمع الكرد فمنهم من كان مجردا من هويته وجنسيته ومنهم من كان مختفيا في اقبية سجون المخابرات ومنهم من كان منفيا الى الخارج فكان حلم كل كردي ان يحصل على حقوقه الثقافية والاجتماعية والاعتراف بوجوده وهو ما كان ينص عليه المنهاج الداخلي ايضا للعديد من الاحزاب الكردية التي لم تكن تتجرأ قط الى التطرق لمسألة الدولة الكردية السورية , الا ان تلك الاحلام البسيطة قد ذهبت ادراج الرياح بعد اندلاع الثورة في سوريا فتطلع الكرد الى ما ابعد من تلك الحقوق وباتوا يرون دولتهم القومية قاب قوسين او ادنى من اهم عوائقها خلافات المجلسين الكرديين وتسلط احدهما على الاخر فتمت اتفاقية دهوك الاخيرة في شهر اكتوبر من عام الفين واربعة عشر التي لم تكن مختلفة كثيرة عن شقيقاتها – هولير 1 وهولير 2- الا ان الآمال كانت كبيرة هذه المرة ككبر حلم الشعب الكردي الذي كان يعول على تقديم كل من المجلسين الكرديين تنازلات للاخر في سبيل وحدة الشعب الكردي الا ان جميع تلك الآمال قد تلاشت مع تلاشي الحس الوطني لقيادات المجلسين بعد تفرد احداهما بالسلطة ومحاولة انكار او انصياع الاخر له وما تلتها من قوانين ومراسيم استثنائية صادرة من طرف واحد كقانون الخدمة الالزامية وتجنيد القاصرين وعدم السماح لقوات المجلس الكردي للتدخل والمساعدة في تحرير كوباني كما كانت تدعي بعض الجماعات التي تحبذ الماء العكر عن الصافي 
من ناحية اخرى تغلبت الخلافات بين احزاب المجلس الكردي من ناحية تمثيل كل حزب وكمية الدولارات الهاطلة عليهم كل حسب تبعيته والمكان الآمن الدافئ ذي الكثير من الطعام والشراب المتوفر لهم ولذويهم فإما يهجروا كل ذلك النعيم ويقصدوا قامشلو للوقوف جديا على اتفاقية دهوك وتقديم التنازلات وبعض التضحية في سبيل انتزاع حقوق الشعب الكردي واما ان يحافظوا على رؤوسهم كما النعامة تحت الرمال كي لا يسمعوا احدا او يظنوا انه لا يمكن لاحد ان يراهم ويبقى بذلك احلام الشعب الكردي عالقة بين هوامش صفحاتهم في انتظار ان يزاح عنه غبار الديماغوجية والايديولوجية
selemanhasan@hotmail.com
فيس بوك
سليمان حسن