حسني كدو : كورد روشافا ....إلى أين ؟

2014-11-12

في السبعينات وعندما كان الصراع أشده بين اليمين واليسار كان لدى الوالد صديقا في قرية تبعد عنا حوالى خمسة عشر كم ، وكان يزورنا و نزوره  باستمرار ، وكان يشكو كثيرا من الشجار بين ولديه ، حيث كان أحدهم يمينيا والثاني يساريا ، وكان دائما يسأل من منهم على حق ، اليمين أم اليسار ؟.... ونحن بدورنا كنا يمنيين ويساريين ، لكن هذا الرجل الوطني و البسيط  فكر مليا حتى وصل إلى الحل فجلس مع ولديه وقال لهم ....حسنا إلى متى ستقاتلون يا أولادي ؟ خذوا هاتين النعجتين وبيعوها ثم اذهبوا الى الفيصل بينكم وبين الكورد، مصطفى البرزاني (الخالد) و تأكدوا منه منهم على صواب  ؟
وأنتم يا سادة كورد روشافا ، يا مجلسنا الكوردي الموقر بأحزابه التسعة ،يا من صفق لكم الشعب الكوردي كثيرا ،  ويا مجلس غربي كوردستان ، يا من شرعتم وسننتم وصفق لكم الشعب الكوردي ،إلى أين ستصلون ؟ و ماذا أنتم فاعلون ؟ وإلى متى ستجادلون يا سادات أحزاب المجلس الوطني الكوردي ؟ مالضير في كرسي واحد أو كرسين ؟ طبعا ندرك جيدا ان من حق البعض كرسين أو اكثر ، لقد صدعتم رأس ابن البرازني الخالد بهولير واحد وهولير إثنان ،ومن ثم دهوك ...من دون أن تبيعوا نعجاتكم.....! ، ألم تفهموا وتقرأوا رسالة السروك مسعود  في كل هذه الإجتماعات ؟ ألا يكفي السروك  مشاكله مع بغداد  ومع تركيا وايران بالإضافة إلى مشاكله الداخلية ؟ ألا يكفيه حدوده 1200كم مع دولة داعش ؟
الكرة في ملعبكم ياسادات أحزاب المجلس الوطني الكوردي ، عليكم تنفيذ إتفاق دهوك بالسرعة القصوى ، هروب البعض بسبب إملاات من هذا الطرف أو ذاك الطرف لن يفيد ، حصة كل حزب من الكراسي غير مهم وممكن حلها فيما بعد ، هناك خلل متراكم في مجلسكم في روشافا ، وأثاره وصلت إلى ممثليات دول الشتات ، وهذا الخلل لايمكن حله إلا بتنفيذ بنود اتفاق دهوك ، وبعدها يمكن أيجاد معايير وألية  لتطوير البيت الكوردي و المجلس الوطني الكوردي .
وأنتم يا سادة مجلس غرب كوردستان ويا سادات ي ب ك و ي ب ج و الأسايش  ، لقدغيرتم المعادلة الكوردية ، الكل يشهد لبطولاتكم في ساحات القتال وجبهاتها مع داعش ، في سري كاني ، وفي كرزيرو ،في شنكال و في جزعة  و في مخمور ، والعدو قبل الصديق يشيد بتضحياتكم وبطولاتكم في كوباني التي أصبحت على لسان زعماء العالم قبل شعوبها ، لقد فرضتم إحترامكم على العالم أجمع ، صمدتم بالرغم من الأهوال والأعداء الذين تراكموا علىيكم ،لقد نلتم الإعتراف العالمي بقوة وشجاعة الكورد ،كل هذا تم بفضل تضحياتكم وبفضل تضحيات الشعب الكوردي في روشافا وفي الشمال وفي الجنوب الذي هب لنجدتكم بالمال والسلاح والروح .
نعم يا سادات ب ي د لقد فعلتم الكثير وينتظركم الأكثر والأصعب في القادم من الأيام ،نعلم جيدا تضحياتكم والشعب الكوردي شعب معطاء ويقدر ذلك جيدا ، عليكم ان تقطعوا كل هذا القيل والقال والهرج والمرج  ، عليكم أن تراعوا عادات و تقاليد وديانة الشعب الكوردي عامة  في مراسيمكم و قوانينكم و قرارتكم ، فالشعب أمانة في اعناقكم ،والغلو في المراسيم والقوانين لها ردود عكسية.و اليوم استمعت الى مذيعة زاكروس وهي تتصل مع والد البنت (المزعومة خطفها) والذي لم يقطع الشك باليقين عند سؤال المذيعة له ....هل تم خطفها أم ذهبت البنت برضاها ؟...لقد رد  الأب بكل هدوء و وطنية و نزاهة ، قائلا لا أعرف ان ذهبت برضاها أم خطفت ، مضيفا كلنا شعب واحد واخوة ونرجوا منهم ان يعيدوا ابنتنا الينا لأنها صغيرة ،ولأن مستقبلها في مدرستها  ، ثم استضافت المذيعة عم فتاة أخرى من تربسبي والذي قال كلاما نقيض والد الفتاة وجزم بان أبنة أخيه خطفت من مدرستها من قبل ي ب ك. والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل يعقل أن يقوم  ي ب ك بخطف أبناء وبنات الكورد و خاصة الأحداث من المدارس ؟ انا أجزم ان مثل هذه التصرفات لا تليق ب ي ب ك بل تضرها وتفقدها شعبيتها ،وتفتح عليها جبهات هي بالغنى عنها  .
كورد روشافا و ي ب ك  كما سوريا في زمن الحرب ، و في زمن الحرب تحدث فظاعات وخروقات و تجاوزات كبيرة وهذه لا تبرر للسلطة الحاكمة تجاوزاتها ، بل تضعها أمام مسؤلياتها الجسام و الكثيرة و منها مسؤولية حماية وأمن المواطنين جمعاء. 
 وأنتم يا سادات الإعلام ، عليكم ان تكونوا صوت الحقيقة وان تكونوا إعلاما وطنيا كورديا موجها ومحترفا ، وان لا تكونوا صوتا لهذا الحزب ضد ذاك الحزب ، فالإعلام سلاح فتاك يتربص به العدو لإستخدامه حسب مصلحته .
 
أما أنتم يا من تطالبون بحق يراد به باطل  ، كفاكم اصطيادا  في الماء العكر ،وكفاكم تلاعبا بعواطف البسطاء من هذا الشعب المبتلي أصلا بكل شيء   .....كفاكم بثا للسموم و زرعا للإحقاد  و تضخيما للاحداث  ،ألا تدركون ان  في التفرقة  هلاك محقق لشعبنا المضحي ، و المبتلي  بعدوه الداعشي الذي لا يرحم ، كفانا صب الزيت على النار ، كفانا تجييشا واشعالا لمعارك جانبية قد تقود شبابنا العاطفي  إلى عواقب لا تحمد عقباها.
ختاما ، فلتكن رأية الكوردايتي ، ودماء شبابنا وشابتنا  من كل أجزاء كوردستان ورأية السروك مسعود وجهوده و حنكته  ماثلة أمام أعيننا و مبعثا  لوحدتنا ،و لتكن ملاحم  شنكال وكوباني والتحالفات الجديدة في المنطقة رغم إنف الأعداء حافزا لنا جميعا ككورد ان نعمل يدا واحدة ضمن جميع الأجزاء .
حزني كدو
10-11-2014