المحامية نالين عبدو : المطلوب براغماتية وطنية فقط

2014-10-24

سيلان الكرد مهاجرين نحو الدول الغربية بحثاً عن حياة أفضل منذ العشرين عاماً، والنزوح بعد الثورة السورية نحو تركيا وكردستان العراق بأعداد مرعبة ،كلها محن تكاد تغير من ديموغرافية المنطقة الكردية من سوريا دون أن يعير الساسة الكرد أي انتباه لذلك ،وانشغالهم الأكبر منصرف إما للكراسي أو لمحاربة الطرف المناوئ لهم في الساحة السياسية،لا يصور  نهجهم هذا إلا ببراغماتية شخصية أو فئوية بحتة.
 -لعل القمع السلطوي للممارسة السياسية  في سورياخلال 50 عاماً افضى الى تخبط وفوضى  على صعيد التنظيمات السياسية ،حيث عدد الاحزاب في تكاثر مطردوكل حزب سرعان ما يدب بين صفوفه انشقاق أو اكثر فيحتفظ الحزب الأم باسمه،ويضيف الحزب المنشق صفة أخرى لأسمه لإحداث نوع من التمايز بينه وبين الحزب الذي انشق عنه ،أحياناً كثيرة لا يحصل الانشقاق بسبب انعدام تطابق وجهات النظر، بل يحصل بسبب سعي أحدهم ليكون هو سكرتير الحزب أي حباً بالكرسي .
 
-أنا اعترض فإذاًأنا موجود البعض يعترض لمجرد الاعتراض، ولا يهمه حصول التوافق ودرء الانتكاسات التنظيمية ..لا يهمه كم المنجزات التشاركية بقدر ما يهمه  تشكيل كتلة معترضة إلى جانبه حتى لو تم بذلك نسف اتفاقية مبدئية ربما تفضي اذا طبقت الى تجسيد تطلعات الشعب الكردي،فصحيحإن  مدى التأييد الشعبي لقرارات الأحزاب الكردية ومقدار المنتسبين والمناصرين لها ضئيل جداً في الواقع ،بالنظر إلى الزخم الاعلامي الذي حظيت به بعد الثورة السورية،لكنها تبقى بوابة التخاطب الكردي مع أي جهة اخرى ..
-من الأمور الاخرى المثيرة للازدراء تهافت بعض الحزبيين لوضع القضية الكردية على طاولة المفاوضات السورية بين النظام والمعارضة ،دون أي اتفاق او شبه اتفاق مع الأطراف الكردية الأخرى،فهذا لا يضيف أي نقاط لصالح القضية ،وإن كان البعض يعتقد مجرد حصول ذلك إنجازاً وبدايةتوضع حجر الأساس..
-من جانب آخرتعتبر طبيعية حالة الألتئام والانبطاح والوذمات التي تفتك بين الحين والآخر وتنخر في الجسد الكردي السوري ،بالنظر الى تاريخ المصالحات الوطنية بين حماس وفتح ومدة استمرارها ،والكم الكبير الذي شابها من انتكاسات، بالرغم من وجود قضية القدس القومية بالنسبة للشعب الفلسطيني بأكمله على طاولة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية .
ففي السياسة لا توجد قطيعة دبلوماسية وهناك دوماً ممرات لا يمكن إلا طرق أبوابها،لكن يجب أن يكون الحوار دوماً هو الوسيلة لا الهدف المبتغى من الحركة الكردية في سوريا
-المطلوب دوماًبراغماتية وطنية فقط لا مصالح ضيقة ومحسوبيات حزبية ،ولا حل بالتأكيد قبل تقريب وجهات النظر بين الفصائل الكردية الكرديةإلى حدود أخذ  التضاد في الفكر السياسي شكل حالة مجتمعية صحية ،وتلك مسألة لم تأخذ الحيز الكافي من نضال الكرد،كما إن المغتربين منهم لم ينجحوا أيضاً بتشكيل لوبي قوي مقارنةً بعددهم الكبير في الخارج بل انهمكوا بتجميع الأموال.
 
-بعد ذلك البراغماتية العظمى للكرد في سوريا اليوم هي تمتين النسيج الداخلي للمجتمع الكردي الأحوج ما يكون اليوم ليقظة \\صحوة \\ تبث في قياداته الوعي بجملة المتغيرات في محيطهم العربي والتركي والكردي ،والتي تلقي بظلالها  كل مرة بشكل مختلف على القضية الكردية في سوريا،كالتهديد الداعشي لكردستان العراق وسوريا ،وتحول الثورة السورية عن مسارها إلى شكل حرب أهلية اقليمية،ربما ستدور رحاها طويلاً...
لآرائكم تواصلوا عبر facebook.com
nalinabdo\lawyer\