الهيئة العليا لمركز لالش: تهنئة وبيان

2014-10-06

بمناسبة عيد الأضحى المبارك، تتقدم الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، بالتهاني القلبية إلى عموم العالم الإسلامي، والى الشعبين العراقي والكوردستاني، والى رئاسة إقليم كوردستان رئاسة برلمان إلاقليم ورئاسة حكومة الإقليم الموقرون.
نتقدم بهذه التهاني، لأنه واجب اجتماعي وأخلاقي دأبنا عليه منذ تأسيس مركزنا عام 1993 حيث كنا وما زلنا نرفع التهاني في مختلف المناسبات الدينية والقومية والوطنية.
وعندما نحرص على الالتزام بهذا الموقف، رغم هول الفاجعة التي أصابت أهلنا في شنكال المحتلة، فإننا نؤكد على إن التعايش السلمي والتسامح الأخوي هو مصيرنا جميعا في هذا الوطن، والتسامح لا يشمل عناصر المنظمات المتطرفة والإرهابية ومن وقف بصفهم وساهم بذبح أهلنا وخطف بناتنا وأطفالنا.
المحنة التي نمر بها جميعا، في إقليم كوردستان من كركوك إلى شنكال، ستنتهي ذات يوم، وسينتصر النور على الظلام، وسيزهق الباطل، وتشرق الشمس من جديد.. لكن.. ماذا عن سبيانا لدى تنظيم داعش الإرهابي، وماذا عمّن خان الملح والزاد من أبناء بعض العشائر العربية والتركمانية (السنية) في شنكال وأطرافها من الذين كنا عوناً لهم في الشدائد منذ استيطانهم هناك؟ وماذا عن شهدائنا الذين قتلوا غدرا على أيدي من لا يعرف الرحمة والشفقة ولا ثقافة التسامح والتآخي؟
بلا شك، انه مثلما هناك أشرار ومجرمون ينتمون لمنظمات متطرفة راديكالية إرهابية، هناك أخيار ومحبون للحياة وان منهجهم هو التسامح والقبول بالآخر مهما نختلف معه دينيا أو قوميا.
وبناءا على ذلك، نناشد شيوخ العشائر الأصيلة من الإخوة العرب في شنكال وربيعة، وشيوخ العشائر من التركمان (السنة) في تلعفر وأطرافها، ممن لم يتورطوا في أعمال القتل والخطف والاغتصاب بحق أبناء أهلنا في شنكال المحتلة، إلى أن يبذلوا ما بوسعهم لإعادة أسرانا من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ، ونناشدهم القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي وتقديم الدعم في المساهمة بإعادة بناتنا المخطوفات اللواتي يعاملهم تنظيم داعش الإرهابي كسبايا حرب، ونقول لهؤلاء الشيوخ الأجلاء، إن التاريخ لن ينسى وقفتكم المشرفة، مثلما لن ينسى مواقف الخزي والخيانة والعار التي ارتكبها بعضهم.
وفي نفس السياق، لابد من أن نشيد بجهود الكثيرين من أبناء شعب كوردستان البررة، الذين قدموا ويقدمون بشكل طوعي جميع أشكال الدعم لإخوتهم من النازحين الكورد الإيزيديين، وقدموا أمثلة رائعة في الكرم والسخاء والتعاون بين أبناء شعب كوردستان بكل مكوناته.
كما لا يمكن إلا أن نقدم وافر احترامنا وشكرنا لفخامة رئيس الإقليم الأخ مسعود بارزاني وبرلمان وحكومة الإقليم الموقرون الذين لم يدخروا جهدا في تقديم ما باستطاعتهم من دعم ومساعدات إلى نحو نصف مليون كوردي إيزيدي نازح في مدن الإقليم منذ نكبة شنكال في الثالث من شهر آب الماضي، بالرغم من إن ما قاموا به يأتي في صميم الواجبات الملقاة على عاتقهم تجاه شعبهم، إنسانيا وأدبيا وقوميا، ونطالبهم بتقديم المزيد من العون خاصة وان فصل الشتاء على الأبواب مما سيضاعف من معاناة أهلنا النازحين لمختلف مدن الإقليم.
ونود التأكيد على إن الأمل الوحيد وسبيل النجاة المضمون وإعادة الأمور إلى نصابها بالنسبة لنا ككورد إيزيديين، يتمثل بالقيادة الحكيمة لإقليم كوردستان الموقر، وبشخص الأخ الرئيس مسعود بارزاني، الذي بفضل المكانة الدولية المحترمة التي يحظى بها، تمكن من جمع هذا الحشد الدولي الكبير لمقارعة الإرهاب والخونة المارقين.
كما إننا لا نكشف سرا عندما نؤكد انه وبإشراف شخصي ومباشر من لدن الرئيس بارزاني تم إعداد خطة عسكرية لتحرير شنكال التي سترجع لأهلها قريبا والأخذ بثار شهدائنا الأبرياء وأمهاتنا المكلومات وبناتنا المخطوفات الأسيرات لدى قوى الظلام الإرهابية، بعزيمة البيشمركة الأبطال ومختلف الفصائل المسلحة من أهلنا البواسل في جبل شنكال جنوبا شمالا، وبدعم دولي واسع.
كما لا يخفى على أي منصف و ذي بصيرة، انه لا توجد أية قوات بديلة على الأرض، باستثناء قوات البيشمركة البطلة وتحت قيادة بارزاني بإمكانها تحقيق هذا الحلم الذي يداعب مخيلة كل شعب كوردستان.
ونحن على ثقة تامة بان مستقبل مشرق ورائع ينتظر كوردستان، رغم إن الجراح العميقة التي أصابتنا لا يمكن نسيانها بسهولة.
ومن اجل تخفيف شدة ما أصاب أهلنا في شنكال من مصاب عظيم، قمنا وما زلنا نحن كمركز لالش، بتشكيل لجان اغاثية من مختلف الهيئات الإدارية لمنتسبينا في مختلف فروعنا، فضلا عن عشرات المتطوعين بالتنسيق مع المؤسسات الإدارية في محافظة دهوك والمنظمات الإنسانية، وساهمنا في توزيع المساعدات الإنسانية والاغاثية وإيجاد الحلول للمشاكل والمعاناة التي يكابدها إخوتنا النازحون من شنكال وغيرها من أبنائنا من الكورد الإيزيديين.
ولا تفوتنا الإشادة بجهود الإخوة الأعزاء في مركز لالش ألمانيا وأصدقائهم على ما تبرعوا به من مواد ومساعدات متنوعة للمشاركة في تخفيف معاناة أهلنا النازحين وخاصة من أهالي شنكال المذبوحة.
ونشير أيضا إلى مواقف بعض الناشطين من أهلنا، ممن اتخذ قرارا متعجلا مبنيا على العاطفة، لا الحكمة والتعقل، ونحن إذ نقدّر موقفهم وشعورهم، نعلم جيدا مدى حبهم وحرصهم على أرضهم وتاريخهم وتاريخ آبائهم، ونقول لهم، إن أبواب العودة لجادة الصواب والواقع مفتوحة، لان الفاجعة التي أصابتنا أوشكت أن تقتلع منا كل أمل، وهزت قناعاتنا وأفقدتنا ثقتنا بأنفسنا بالكثيرين من حولنا، وان العمل معا ضمن الإطار الكوردستاني، وكل من مكانه وعبر طريقته الخاصة سيساهم في التعجيل بإيجاد حلول لما نعانيه من مشاكل حقيقية تشكل مخاطر على مستقبل الكورد الإيزيديين.
ولابد من أن نتقدم بالتعازي القلبية لذوي الشهداء من أبناء البيشمركة الأبطال الذي يسقطون في سبيل الدفاع عن ارض كوردستان من طوزخورماتو إلى شنكال، وندعو الله عز وجل أن يشملهم بواسع رحمته ومغفرته.
كما يجدر بنا الإشارة إلى إن التضحيات التي يقدمها الكورد الإيزيديين، في سبيل حرية ورخاء كوردستان ليست وليدة اليوم، بل إنها بدأت منذ تقسيم كوردستان إلى أربعة أجزاء منفصلة قبل عدة عقود، حيث ساهم الكورد الإيزيديون في التصدي لكل من سعى لتكريس تقسيم كوردستان، ولكل الأنظمة الشوفينية الديكتاتورية التي أرادت إلحاق الأذى بشعب كوردستان، ودفعنا فاتورة باهظة من التضحيات والتهجير والمؤنفلين وما زل لدينا المئات من الشهداء الذين لا نعرف أين دفنوا وبأية مقابر جماعية في صحاري جنوبي العراق.
وسنبقى ملتزمون بتلك الإرادة الصلبة التي جُبلنا عليها في التمسك بأرضنا ووطننا كوردستان حتى ينعم شعبنا بكامل حريته أسوة بالشعوب الأخرى.
الرحمة لشهداء كوردستان جميعا من البيشمركة والمدنيين.
النصر القريب والنهائي لقوات البيشمركة والفصائل الإيزيدية المسلحة لتحرير شنكال وباقي المناطق من عصابات داعش.
الحرية لأسرانا جميعا من الأطفال والنساء والشيوخ.
الحرية لبناتنا المخطوفات الأسيرات.
النصر لإبطال كوباني والمجد والخلود لمن يسقط منهم شهيدا على أرضها الطاهرة
الخزي والعار للإرهابيين المجرمين ولخونة الزاد المارقين.
 
الشيخ شامو شيخو
رئيس الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي
دهوك ـ 5 /10/2014