حسني كدو : اوباما يخون الكورد

2014-10-01

تعهد الرئيس أوباما في خطابه الإسبوعي أمام الأمم المتحدة للعالم بان أمريكا ستضرب الدولة الأسلامية داعش في سوريا والعراق،  قائلا ان هذه الدولة الارهابية ارتكبت فظاعات تندى له جبين البشرية ، لقد قامت هذه الجماعات بالسلب والنهب  و الاغتصاب والابادة الجماعية ضد الأقليات العرقية والدينية والأثنية ،

و أخذت النساء كسبايا وباعتهم في اسواق النخاسة في الموصل وفي سوريا ، وقطعت الرؤوس وبثت فيديوهات لتبث الرعب في نفوس الأطفال والنساء ، لم يبق أي فعل رجس لم تمارسه داعش ، لذا ، ستضربها أمريكا و معها تحالف كبير ، وستعمل على تفكيك هذه الجماعات الإرهابية  ،لأن هذه الجماعات لا تفهم سوى لغة القوة .ان أمريكا ستدعم السوريين والعراقيين لمقاتلة هولاء الارهابين واستعادة مجمتعاتهم .

ان الله لن يتغاضى عن هذا الارهاب ، ليس هناك من عزاء نقدمه عن هذا الارهاب ، ليس هناك مبرر أو مفاوضات مع هذا النوع من الأشرار ,اللغة الوحيدة لهذه الجماعات الارهابية هي القوة ، لذا سندرب العراقيين والسوريين ، و سنقود تحالفا لإستئصالهم ، بهذه الكلمات الشجاعة والبليغة أنهى أوباما خطابه .

مضى ثلاثة شهور وداعش تتمدد في سوريا والعراق ، ولكن جل إجرامها تحولت صوب المنطقة الكوردية في سوريا والعراق ،لقد  إحتلت شنكال وإرتكبت المجاذر بحق الكورد واليزيدين ، ثم غيرت مسارها في سوريا وإتجهت صوب الكرد في كوباني ، وهي ترتكب الجرائم وتقطع الرؤوس وطائرات التحالف تراقبها من فوق .

عند كتابة هذه السطور ، كان داعش يعزز حصاره لأكثر من 400000 كردي في كوباني على الحدود التركية .حصار يحاول ان يطبق عليه من كل الجهات بكافة أنواع اسلحة الجيوش ، وبوجود كفائات متطورة ومتدربة . وبالمقابل الكورد المدافعون باسلحتهم الفردية وبعض الرشاشات عيار 47 و صواريخ غريناد...لقد طلب الكورد من التحالف و من أمريكا ان تزودهم بالسلاح وان تقصف مواقع التنظيم ....و فعلا قامت أمريكا بضرب داعش في كوباني ودمرت دبابتين لداعش ثم ولت ...الكرد يتوسلون ويتوسلون ،يريدون أسلحة على وجه السرعة ...الإدارة الأمريكية لم تلب طلبهم فحسب ،بل مارست الضغوط على الناتو وعلى إسرائيل بعدم مساعدة الكورد...أكثر من 140000 كردي فروا من كوباني الى الحدود التركية ....تركيا صدت الأبواب و الحدود ....لكنها سمحت الاسلامين بالانضمام إلى داعش من أراضيها ، وبنفس الوقت انضمت العناصر الاسلامية من الجيش الحر الى هذه الجماعات الارهابية لتقوم بعملية إبادة جماعية ضد الكورد في هذا الجيب.

وحسب راي الكورد فأنهم اصبحوا بين فكي كماشة ، داعش من ثلاثة جهات ، وتركيا التي تحشد قواتها من جهة والتي تدفع بالكورد تارة الى المغادرة أو البقاء والإبادة حتى تنفذ خطتها وتسيطر على كوباني وتبتلعها .

ان تركيا تفعل تماما كما فعل ستالين عندما سمح للنازيين بتدمير السرية البولندية  في وارسو عام 1947 والقضاء على قواتها في اماكن أخرى ،  بينما ستالين كان منشغلا بجبهات أخرى  ،وبعد ذلك زحف بجيشه واحتل بولندا ،وهذا تماما ما تخطط له تركيا مع الفرق ان تركيا لم تقم باي شيء ضد داعش ، بل العكس تساعد داعش ضد الكورد و تخطط لذلك .وبالنسبة لأمريكا التؤاط مع هذه المخططات وهذه المجاذر امر سيء .

اذا أرادت أمريكا ان تكسب الحرب ضد الدولة الارهابية عليها ان تنشر قوات برية ، وهذه القوات موجودة وهي القوات الكردية الشجاعة التي طلبت التسليح  ،وان تكون جزء من التحالف وتطلب صداقة أمريكا ومستعدة لكل شيء بما فيها الاسناد الجوي وعندها يمكن هزيمة داعش في فترة قصيرة بدلا من سنين طويلة.

الإدارة الأمريكية رفضت هذا الرؤية والصداقة واليد الكردية الممدودة وإختارت الخطة السعودية -القطرية في ترك الكورد لمصيرهم وتدريب عناصر سورية سنية اسلامية معتدلة وبهذا سيستمر سريان الدم السوري والكوردي ، وسيرتكب جرائم جراء القصف للقرى والبلدات السنية وللذين يدخلون في صفوف داعش ،وسيستمر القصف الأمريكي الذي يبدو بانه لايملك اية استراتيجية .

وهكذا و حتى يعيد الرئيس صياغة سياسته ، ستكون الامهات و الأخوات وبناتهم عرضة للاغتصاب كأدوات مباحة في الحرب،والأطفال الأبرياء سيقتلون ، وتقام المقابر الجماعية ، وسيتم  تجويع الأقليات الدينية حتى الموت،وسيستمر دحرجة الرؤوس وجميع الأعمال الوحشية عبر فيديوهات مرسلة لجميع انحاء العالم لتعبر عن صدمتها وعجزها " وبالتأكيد.... هناك عمل أفضل ممكن القيام به .

حزني كدو

مترجم عن المدير الإقليمي للدراسات الأمنية الأمريكية