وليد عمر : في استنبول

في اسطنبول
يسألني الضابط 
أين تأشيرة الدخول على جوازكَ
فقلت:
جوازي جرحٌ على ظهريَ
وعلى .....كفيَّ 
مئات الأختام 
من لسعات أسلاككَ 
فما أتيت إليك سائحاً 
و لا قصدت في تجارةٍ دياركَ
أنا المنفيُ من وطنٍ
قد وَعدتَهُ يوماً
 انك سندٌ لشعبه المظلومِ 
أم تراك قد نسيتَ وعدكَ
حماه خطٌ احمرٌ 
و حلبَ خطٌ احمرٌ
و احمرٌ في احمرٍ
فكم سمّكتَ خطكَ
أنا المنفي من وطنٍ
داهمته الأشباح في ليلةٍ
و اتخذت من بيوته قصورها
فهجره من هجر 
و من بقي قد هلكَ
في اسطنبول 
مأساة شعبٍ و وآلاف  الحكاياتْ 
تفترش  الأرصفة
و تضيع في زحمة الشوارع و الطرقاتْ 
و أحلام حقيرة ترفع شأن حالمها 
من  منفيٍ لمشردٍ إلى لاجئ  في الشتاتْ 
كل الأحلام تقزمتْ 
كل الحلول تأزمتْ
لا أمل يلوح في الأفقْ 
مسدودة كل الطرقْ
يا ويلنا كيف بتائهٍ 
أن يحل لغز المتاهات 
أيها المنفي لا خيار لك 
أيها المنفي لا قرار لك 
فإما قطعةً تُرمى في صندوق شاحنة
أو مصيرٌ مبهم على متن زورقٍ
يتأرجح مرتجفاً في بحور الظلماتْ 
هي حال الأوطان
 حين تترك وحيدة
 لأقدارها
يجتمع فيها كل أشرار الكون 
و تغدو خاويةً من أخيارِها
فلا تدقق في الأوراق الرسمية يا سيدي
فخلفي عند الحدود ألاف النازحين 
قد ملت من انتظار أدوارِها