أحمد العربي : المعارضه السياسيه السوريه ائتلاف وغيره. .في النقد الذاتي..

2014-09-04

 اولا. هل هذا الحديث مهم ؟. نعم مهم دوما.. فالمراجعه في الحياة السياسيه وتحديد التقدم والتراجع .وتعديل السلوك او خلق مسارات جديده مهم دوما..خاصة في ظروف ثورتنا. وان كل العالم . تقريبا. يقف ضدنا ..سواء الاعداء وهذا معروف ومفهوم .او الاصدقاء..وهذا ايضا يجب معرفته بدقه..
 
ثانيا. لنبدأ من المسار السياسي للائتلاف. فللآن لم يحصل اي تقويم للمرحلة السابقه لمساره .طبعا من قبله .فلم يجب عن اسئلة مهمة للشعب السوري. لماذا لم نتقدم لهدفنا المعلن باسقاط الاستبداد وبناء دولتنا الديمقراطيه.؟.سواء بالمسار التفاوضي او العسكري .والمسارين سياسه لمن يعتقد ان المسار التفاوضي فقط سياسه.؟!!. . فهم يعملون بطريقه المؤسسة التي تلتزم باللوائح .والتراتبيه وليس ممثلين لثورة .لم يقدموا للشعب جرده بشفافيه كاملة عن كل ما مر معهم في السنوات السابقه .منذ تحول الائتلاف ليكون ممثلا للشعب السوري وثورته خليفة للمجلس الوطني.. لم يقولوا للشعب السوري بشكل رسمي .كيف خضعوا لاستقطابات المانحين.. وصراعاتهم ايضا. وكيف كانوا رهائن المحاصصه الداخليه والتي تكون احيانا رهينة واحد او اثنين من افراده. يمتلكون العصى السحري.(المال والنفوذ) . وان الكل يصبحون مجرد شهود زور على توافقات تهتم بالمحاصصات ولا تلتفت ابدا لواقع الثورة ومتطلباتها.. لنعترف دون تجني او اساءة لاحد بشكل شخصي . ان اعضاء الائتلاف يتم تفعيل حضورهم ووجودهم فقط عند استحقاقات .الانتخابات او المفاصل الرئيسيه واغلبها تنظيمي. وبعد ذلك يعود كل ائتلافي لحياته العاديه. ويستلم مسار الائتلاف افراد عده .وفق لوائح الائتلاف الداخليه.التي تعطي لرئيسه وامينه العام مسؤوليه شبه مطلقه.تحول اعضاء الائتلاف لافراد مسؤولين امام رئيسه .وليس العكس كما تتطلب الديمقراطيه.؟!!.. لا مال في صندوق الائتلاف والمال يكاد يغطي المصاريف الدوريه من معاشات وغيره. وان وجد فهو في جيب المسؤول الاول او من يمثل القوى المانحه .ليستخدم حسب اجندة هذه القوى.. لا مال لتغطية النشاطات في الاغاثه او المناشط الاخرى لشعبنا.. والاهم ان الائتلاف لا علاقه له مع الثوار في موضوع السلاح.ابدا.؟!!.فهو مرتبط بالمباشر بالمانحين. وحسب خططهم هم.. وللدقه ان وجد دعم مالي فهو رمزي جدا. يخدم في الاساءة للائتلاف من ان المطلوب منه كثير وامكانياته معدومه..وبذلك تسقط مصداقيته.. والاسوأ هي طريقه نشر الغسيل الوسخ التي يعتمدها بعض الائتلافيين .من خلفيه فرديه وذاتيه وفي احسن الاحوال كعصبه.. الكل تلوث بهذه اللعبه .في يوم ما بعضهم في الواجهه وصامت عن الخطأ وعاجز عن معالجته .وفي آخر البعض يصرخ ويدين ويخرج من (اللعبه) !!. وفي كل الاحوال يصبح الائتلاف مجرد حالة متصارعه وغير فاعله .ومرمى لكل السهام من اصدقائه واعدائه.. ولكل اسبابه..
 
ثالثا.لم يعد الائتلاف يواكب الحدث السوري لا بما يتعلق بالمواقف الدوليه والاقليميه ولا بما يتعلق بالارض. والفعل الثوري المباشر.. فبعد ان اعترف بالائتلاف من جامعة الدول العربيه وكثير من الدول التي اسمت نفسها اصدقاء الشعب السوري. صارت تتصرف جامعة الدول العربيه وحتى الدول المؤثرة الدوليه . وكانها اعادت الائتلاف للصفوف الخلفيه في العلاقه .فلم يسمح للائتلاف بحضور مؤتمر القمه العربيه الاخير في الكويت.. وعندما تواصل الائتلاف مع امريكا وغيرها تحول ليكون هدفا للطعن بنفوذه وفاعليته وحتى مصداقيته . والكل يحاسب على واقع (هم) الدول الصديقه من صنعه..؟!!. لقد تحول الائتلاف لحالة اقرب للتابع الذي يتلقى الاملاءات من المانحين .ومن مؤسسات مخابراتيه ايضا.. للاسف. لماذا لا يخرج المخلصين والشرفاء والسياسيين الذين يدركون اللعبه الدوليه والاقليميه الى شعبنا وثورتنا .ويقولوا واقع الحال .من باب تبرئة الذمه .ان لم يكن من باب البحث عن حل..
 
رابعا. وعند الحديث عن الائتلاف ودورة بالنسبة للشعب السوري. فيما يتعلق بالحكومه المؤقته على محدودية امكاناتها وفاعليتها. هذه الحكومه محدودة الامكانيه ومحدودة الصلاحيه والتي تحولت لمجرد مكاتب عمل روتيني رمزي ودورها على الارض متواضع جدا.. وزارة دفاع لا امكانيات مال وسلاح لديها.ولا سلطه لها على احد في الميدان .والمجالس العسكريه التابعه للاركان تكاد تكون مجرد هياكل جوفاء ودون فعاليه. .وهم في حالة صراع وسجال واضطراب. ويخضعون واقعيا لفعل الدول المانحه واجنداتها وصراعاتها ايضا .. وبقية الوزارات.. حيث قدرتها الذاتيه التي ستحول لمشاريع واعمال تهم اهلنا في المناطق المحررة.. لا تتجاوز العشرة بالمئه من حاجة شعبنا باحسن الاحوال.. هذا غير سوء الادارة والمحاصصه والفساد ايضا.. وهنا طبعا نؤكد ان هناك من الشرفاء والثوار من يقوم بدورة تماما كالثائر الذي يضحي بدمه.لكنا نتحدث عن الاغلب الاعم..
 
خامسا. لا متابعه لمستجدات الثورة. كتحليل او تقييم وموقف ايضا.بما يخدم الشعب السوري وثورته.. تغول السلطه وحلفاؤها.وصمت اصدقاء الشعب السوري .وتحويل الثورة السوريه لموقع يصفي كل الاطراف الجوليه والاقليميه حساباتهم الا الشعب السوري. ظاهرة داعش والصمت عن وجودها ونموها.. والتفكير بحل لها بمعزل عن ثورتنا وحقوقنا المشروعه. محاولة تسويق اعادة انتاج النظام الاستبدادي السوري اقليميا ودوليا .تارة تحت دعوى الحل السياسي .او العجز العسكري او مواجهة الارهاب.. لماذا لم يدعم الجيش الحر حتى تم انهاؤه تقريبا..؟!. ولماذا عمل على تشتت الثوار وبعثرتهم..؟!. لماذا فصل بين السياسيين والعسكر في ثورتنا بارادة المانحين..؟!. بحيث اصبح الائتلاف مجرد واجهة لا تمون على اعضائها فما بالك بعلى الثورة والثوار.؟!!.. اسئلة كثيرة تحتاج لاجوبه ولموقف ولخارطة طريق.. تحدد البديل وكيف نتحرك له.؟. وهذا ما لم يتصدى له الائتلاف لا بصفه جماعيه. و لا حتى فرديا..وان حصل فالاستجابة متواضعه ولم تتقدم على طريق الحل..
 
سادسا. وعند الحديث عن المعارضه التي هي خارج الائتلاف.. والتي تنوس بين مختلف جذريا مع الائتلاف وبين متقاطع معه الى درجة ما .وبين من يرى ان ثوابته .تنصب على اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطيه .وبين من يعبر عن مرونة سواء في اسقاط النظام .عبر حل سياسي تفاوضي انتقالي .ليؤسس لدوله ديمقراطيه.وبين من يتوقف عند الدوله الديمقراطيه. ويعبر باحسن احواله عن دولة يرضاها الناس.. وهنا اخرج داعش والنصرة نسبيا من دائرة البحث..فلهم اجندتهم الخاصه.. المهم هذه المعارضات ينصب جهدها بين ان تطرح نفسها ندا او بديلا للائتلاف وبين ان تعمل لحل وطني جامع..ولو مع النظام. على اننا اصبحنا ضحية ارهاب داعش كلنا..وهذه الرؤية التي تكاد تكون احد ادوات النظام في تشتيت الثورة وبعثرة الجهد السياسي.فبين من يوازي بين من يدعم النظام ويدعم الثورة وعلى علاتهم. وبين من يرى الحل بتوافق مع النظام.ويتفاوض سرا وعلنا مع النظام وحلفاؤة ايران وروسيا... وهناك من يتحدث عن مؤتمر وطني جامع للثورة السوريه. ويروا ان النظام هو اس واساس كل الموبقات في سوريا.. وان اجندة الثورة لن تتنازل اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطيه.. وقد يضاف لنا مهمة جديدة وهي محاربة داعش لكونها عدوة للشعب السوري بالسلوك.. هذا على صعيد التوجه ورغم تخبط هذه المعارضات وعجزها وضعف خبرتها السياسيه. وهي كالائتلاف تماما اما ضحية فقر مدقع بالامكانيه. يحول مطالبها لآمال تتحول مع الزمن لاوهام تقتل صاحبها. او هي اسيرة اجندات القوى المانحه .فتارة مؤتمر في العاصمة الفلانية لخلق قطب مواجه للائتلاف لتشتيت قوى الثورة السوريه السياسيه. وتارة مؤتمر في اخرى لاعادة اللحمه الوطنيه في مواجهة الارهاب الداعشي.؟!!..واعادة انتاج النظام .؟!!.النظام الذي قتل مئات الالاف واعتقل وجرح واعاق مثلهم والذي شرد نصف الشعب السوري داخلا وخارجا. ودمر اكثر من نصف البلد .والذي اعادنا لعشرات السنين للخلف في البنية التحتيه والفوقيه. وفي السلم الاهلي والتعايش الاجتماعي.. ومؤتمر في مدينة اخرى يبعثرنا لاثنيات ومكونات ويجزء سوريا ويعطيها حصصا لاطراف تميت سوريا وتخرج شعبها من التاريخ.. هذه معارضات تجد الحاضنه.. وعند التساؤل عن اطروحات كل المعارضات .تجدها تجيب باحسن الحالات عن ما لا تريد .اما ماتريده فيكاد يكون معدوم او متواضع..وعند السؤال عن كيفيه الوصول للاهداف.؟. فسنجد اننا امام احلام واوهام وعجز وانتظار مخلص ما.. الكل يقتات على نقد الاخر ونقضه..
 
سابعا. هل الصورة سوداء الى هذا الحد..؟. الجواب نعم.. هل هناك حل .؟. الجواب نعم هناك دائما حل.. فما زال الشعب السوري يتحرك لحقه بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطيه. ويقدم التضحية تلو التضحيه.. وما زال بعض السياسيين ممسكين بجمر الانتماء للشعب والثورة ويحاولون رسم معالم الطريق قولا وفعلا..على قلتهم.. وما زال ثوارنا يسطرون اعظم الانجازات رغم قلة الامكانات. في مواجهة النظام ويقضمون الارض تحت اقدامه اول باول.. وما زال مطلوب من كل السياسيين والثوار ان يلتقوا على رؤية استراتيجية واحدة للثورة السوريه .وعلى توحيد للعمل السياسي والعسكري لمناشط الثورة جميعا..في الائتلاف وخارجه معه ومع الشعب السوري. من يمتلك تصور انه المخلص وحده كفرد او جماعة وتحالف وحتى الائتلاف.. واهم.. وواقع ثورتنا عبر السنوات الماضيه يؤكد ذلك.. لنتوحد ونوحد جهودنا . لنمتلك زمام امورنا بيدنا .ولنصحح مشكلتنا الذاتيه كثوار سياسيا وعسكريا.. ونواجه النظام والعالم كله. اعداؤنا واصدقاؤنا كموقف قوي واحد..
 
.اخيرا. ان المؤتمر الوطني لقوى الثورة السوريه سياسيا وعسكريا اصبح ضرورة ملحه. .ضرورة وجود. ومطلوب ان نضعه في سلم اولوياتنا لنوحد بعثرة المعارضه.ونقوم الائتلاف ونحوله فعلا لمظله للشعب السوري وليس مطيه لافراد او عصب او لاجندات الدول المانحه.. وخاصة ان واقع الميدان لثورتنا بجانبها العسكري ليست بأحسن حالا من الجانب السياسي..
.اما الجانب العسكري للثورة فذلك حديث آخر قادم...
 
..احمد العربي...
.4.9.2014...