حسن حاجي عثمان أوسو : اسأل الله تعالى أن لا يكون صرخاتي في واد ولا نفخة في رماد

2014-08-26

إخوتي أخواتي الكتاب والسياسيين والقراء الأفاضل أوجه صرختي إلى كل فرد من شعبي الكوردي في غرب كوردستان وأقول:

يا شعبنا أضربوا على أيدي كل من أراد أن يقوم بتمزيق وحدة شعبنا المحروم والمضطهد والمجرد من كافة حقوقه المشروعة ، فهؤلاء هم في جسم الحركة كالسرطان ، يهدمون كيانها ويقوضون كل مقوماتها ،

 لا تربطهم بروابط خلق أو دين ، إذ رابطهم مصالحهم الذاتية وليس فيهم من روابط اجتماعية أو أسرية أو روحية أو قومية أو وطنية ، فقيم تلك الزمر منهارة بسواعد الشرفاء وهمم المخلصين.

يا شعبنا بكل الأطياف إن الأمر جدًّ خطير ، الانقسامات بلاء ومحنة وكما قلت أنها كالسرطان يعايش الفرد زمناً طويلاً ، لا يظهره إلا إذا ما اكتملت قدرته على الغزو في فتك ولا يملك أي رحمة ، الهم فيهم كيف الوصول والحصول على مأربهم مهما شرد أو أوهين وهو يهدم ويدمر لأنه الغاية عنده تبرير الوسيلة.

ولا يمكن أن يوجد أحط مستوى ممن يبيح لنفسه الخداع

 والكذب والتضليل والتمويه ، بل يجعلها من مبادئه وأخلاقه مادامت تصل به إلى مقاصده وأهدافه.

فهؤلاء لا يعرفون رحمة ولا شفقة في نظرهم إلى غير ذلك من العبارات الخادعة الخلابة التي يخدعون بها أفراد بل شعبهم ، ويغشون بها حلفائهم حتى إذا وقع في الفخ الذي نصبوه لغيرهم وقعوا فيه وذاقوا من الذل ألواناً.

لأن الجبان يا أخوتي جبان وإن عز ، والنفيس نفيس وإن قل ، فالعبرة بقية الأشياء. (فبغير حرية الرأي والتعبير ، وحرية الاجتهاد والبحث العلمي ، واستعمال العقل والاحتكام إليه ، واستخدام العلم ومنهجه وتطبيقاته وتطويرها ، تظل الأمة تدور حول نفسها حتى يصيبها الوهن).

فلا يعقل في عصر تكالبت علينا فيه الأمم، العربية والفارسية والتركية والموازون لهم من أجل مصالحهم قاطبة والأعداء في الداخل وبجميع أصنافهم أن ينفرد بأمر المواجهة فئة من الناس غير واضعة في حسابها هذه المعادلة ، مع ما أوجبه الله سبحانه وتعالى من ضرورة تراص الصفوف والتصاقها ببعضها في ساحات الوغى سياسياً أو عسكرياً.

 

ولا يقول أي عاقل إنَّ الذل والهوان والهزيمة والضعف والتيه والتشرذم من الفلاح! بل هو على عكس ذلك ومناف له تماماً.

وأشارك كل غيور يصرخ من داخله صرخة يود أن يسمعها كل العالم وكل الناس لأن يفيقوا على ما يعانيه الشعب بأفرادها الصارخون ، وليروا الحقيقة وأن يروا كيف يتمزق كل شاب وفتاة من جراء هذا الشرخ الذي وقع في جسم حركتنا منذ ولادته ، هذه الصرخة نداء إلى كل الأخوة من كوادرنا المتشرذمة ، اتقوا الله في مطالب هويتكم ربو جماهيركم على الإيمان بالله والقضية العادلة ربوهم على حب البعض ، اقتربوا منهم وتعرفوا على مشاكلهم صححوا لهم المفاهيم والحقائق ولا تتركوهم لذئاب الإنس والجن وأصلحوا ما فسد من قلوبكم وأعمالكم ، يصلح حال الرعية.

فهذه أمانة ، سيسألكم الله والتاريخ من بعدكم.

أخوتي الأدباء والكتاب ومسئولي المواقع الكوردية المحترمة من دون استثناء أقول:

(ما دمت حياً لسوف يخرج صرختي وأصرخ وأنضم لصرخات غيري واسأل الله أن يبلغ عنا وأن يخلص نياتنا ، إنه نعم المولى ونعم النصير).

25-8-2014