روني علي : وطن في أحشاء القرش

كل شيء انتهى
على خارطة الوصول
إلا حروف 
تعلقت بجدران كلمات
تلهث .. تتنفس
لكن ...
لا أوكسجين ... لا غرفة إنعاش
والأمل بات محشوا في جدران غرفتي 
قلبي يترقب خشية
من صفعة
أو قذيفة طائشة
تُرمل الحلم على سرير نومي
ليفقد النورس ريش أجنحته
وتبقى البِحار تقذف بأمواجها
على زعانف قرش
يفترش أحشاء ربانٍ
ساقتهُ الأقدار إلى خلجان
حين كان يسوق أشلاء وطن
إلى وطن من غير وجهة
 
كل شيء انتهى
بعد أن سقطت القبلة في كفي
دون وداع
بعد أن طرز البوم كفني
وقلبي لم يزل ينتفض
لا داعي لاستعادة الماضي
فالجرح مازال نازفا
حاضرنا أمسنا الملتهب
والأمس عراك في متاحف النسيان
قميص عثمان يحضر موائدنا
والنهر يشطر فؤادنا 
إلى صفين
لا تقلقلي من الوداع
فالكل في طريقه إلى رصيفنا 
لنملأ كؤوس الحنين إلى قاذورات
تحمل من طبخ الأمهات 
ونجترع نخب عشق
ولد بين النجوم
واختبأ في محراب الترهات
 
كل شيء انتهى
مذ جلجلت أساور يديك
بالقرب من فوهة البركان
حين كان السماء تمطر ياسميناً
وأصابع الجن 
تفرش على صدري
خميلة الوداد
وأنتِ تسحقين زهرة
أينعت في زحمة الآهات
خلف باب
تركته الرياح مشرعاً
لعشاق
طاردهم حب البقاء إلى البقاء
لا تزحفي إلى الغد
بوسائد قلبي
فكل الطرقات انسدت بدموع الزاحفين
إلا طريقاً
سنمضي إليه 
حين يحلق النورس فوق ياطر الربان
 
18/8/2014