عبد القهار رمكو : احترام الاخر وعد التدخل في شؤونه يزيد من احترامه

2014-08-10

ان احترام الانسان لاخيه الانسان وعدم التدخل في شؤونه يزيد من احترامه ويبعده عن تدخل الاخر في شؤون الخاصة به  .
 
قبل كل شيء هل تقبل ان يتدخل اي كان في شؤونك وحياة عائلتك  كيف الحال بالغريب عن وضعك وبالاخص حين لا يكون هنالك اتفاقا مسبقا على وجوده بينكم .
 
باعتبار عدم الاتفاق بين الفصائل المقاتلة مسبقا كما هو الحال البيشمركه البواسل في  كردستان الفدرالية
 
وعدم التخطيط معا من غير المستبعد ذلك التدخل من جانب واحد التسبب في افشال مخطط جحافل البيشمركه الذي يكون قد تم وضعه او حتى الاقتتال فيما بينهم ظنا من كل طرف بانه العدو داعش .
 
لذلك ضرورة الاهتمام بهذا الجانب الحيوي والوقوف عليه من قبل القيادة قبل اتخاذ قرار دخول عناصره المسلحة الى اية ساحة كردستانية .
 
اما مسالة الدخول في المشاحنات والدعايات الفارغة والكاذبة التي تدخل في خدمة ارهابي داعش كما هو حال اعلام ب ك ك ـ ب ي د  هو بحد ذاته اعلان الحرب على قيادة اقليم كردستان عن دراسة وسابق اصرار دون خجل او حياء  !.
 
كيف سيدافع عناصر ب ك ك ـ ب ي د , عن اقليم كردستان وهم يتهجمون على البيشمركه الشجعان ؟.
 
في الوقت الذي لم يعد بالخافي ان اتفاقيات  سايكس بيكو غيرت وجه المنطقة ولا يرضى بتغييرها الا عن طريقهم وبرضائهم .
 
باعتبار تلك الاتفاقية السوداء سمحت لتلك الانظمة الوحشية بذبح الكردي المسلم مثلهم في وضح النهار ونهش جسده الندي من دون اي رادع من الضمير او وازع ديني .
 
 وتسبب ذلك في خلق وضعا جديدا مختلفا كليا عن سابقه حيث تم فصل الاعضاء الكردية وضمها  الى ساحات مختلفة في اللغات والقوميات  والتوجهات .
 
لذلك  كان من افرازات تلك الاتفاقية السوداء خلال 100 عام من الاضطهاد المدروس للكردي وتغييب  دوره  خلق في كل ساحة كردستانية وضعها المختلفة عن الاخرى
 
مثلا انقرة: اللغة مختلفة  العلاقات الاقتصادية مختلفة  العلاقات السياسية  العلاقات الاجتماعية مختلفة عن الساحات الكردستانية الاخرى.
 
 ولا يمكن او يعرف غير شعبنا الكردي  كيف يتعامل مع الجونتا في انقرة وهو وحده من حقه التعامل معها من اجل تحقيق مطالبه الكردستانية العادلة وليس من حقنا التدخل في شؤونهم وفرض راينا عليهم  .
 
باعتبارلكل ساحة كردستانية ظروفها الخاصة بها وامكانياتها المختلفة عن الاخرى وحتى حجم مطالب كل ساحة   تختلف عن الساحة الاخرى فمنها النضال السياسي ومنها النضال العسكري .
 
لو نظرنا الى قول : " اهل مكة ادرى بشعابها " فهو يخفف من الشرح الطويل
 
بحكم ان الشعب الكردي وحركاتها السياسية المختلفة والمتعددة في كل ساحة هي بالاساس مختلفة معا  والاولى بهم تنظيم انفسهم ثم التوجه نحو حل هموم ساحتهم المهمة لهم اولا واخيرا ان كانوا مناضلين  وهم يعرفون الناس وكيف يتعاملون معهم .
 
لذلك القيادات المخلصة والشريفة تهتم باوضاعها ومصلحة شعبها في ضمن ساحتها اولا .
 
مثلا : قيادة حزب الديمقراطي الكردستاني ـ سورية من حقه الجلوس مع الحكومة المركزية في دمشق وليس حزب اخر من خارج الساحة.
 
 الا في حال يكون ذلك الحزب تابعا لها ويخدمها  والا سيعتقل افرادها من قبل االنظام ويتم طردهم الى خارج الحدود او تسليمهم لحراس الحدود .
 
لو نتامل قليلا حين نجد بان قيادة ب ك ك , تدخل في ساحة اخرى ولا يعترض عليها انقرة فهي اشارة خير لها ومضرة للكردي والا عارض ذلك .
 
الى جانب حين تتدخل قيادة ب ك ك , في شؤون الساحة الاخرى وهي لم تحقق شيئا ولا انجازا واحدا ولم يتم حتى الاعتراف بها من قبل المركزية فالمصيبة اكبر . لانه يعتبر التهرب من واجب ساحته وترك الجندرمة يعربد فيها على راحته .
 
مثالا اخر حين سمحت عناصر المعارضة السورية ـ الجيش الحر , بدخول الاجانب المسلمين ومن العرب من دول اخرى الى سورية ورحبت بهم وسلمتهم السلاح لم يستمر  تلك العلاقات الاسلامية والاخوية والعربية بينهم طويلا  بل خلق الحقد بينهم وغيروا الاجانب جبهتهم و واجهوا سلاحهم الى اخوتهم  وظهر الارهابي داعش ـ و غيره  باعتبار العناصر في كل ساحة  تفكيرها وطريقة نضالها  يختلف عن الساحة الاخرى .
 
لذلك اختلط الحابل بالنابل وها نحن في سورية ندفع ثمن تلك المواقف غير العقلانية  ولا يزال قيادة ب ك ك  يكررها قبل انهاء مشروعه للسلام في ساحته بل يعرضها للخطر علنا   .
 
وهذا يعود الى   وجود ايادي غير نظيفة تريد اخراجها من ساحتها وخلق المشاكل في الساحات الاخرى لكي لا ينفذ مشروع السلام  .
 
وهو بذلك يفقد قوته وقدراته ويفقد الشعب والثقة به ولم يعد يهمه امر الحزب الا خوفا منه على نفسه .
 
علما حين يدخل عناصر مسلحة او قيادة اي حزب من تلقاء نفسه في ساحة كردستانية اخرى دون الموافقة من قيادة الحزب هناك ويتدخل في شؤونهم الداخلية هو عملا مرفوضا نهائيا  ومضرا جدا .
 
لانه يعتبر الاستخفاف باهل الساحة واحزابها  وقيادتها ويستصغر بهم
 
في الوقت الذي يعتبر نفسه الاكثر قدرة ومعرفة وقوة  ويجدهم غير قادرين على ادارة شؤونهم  وليسوا على مستوى الحدث ولا يفكرون بشكل جيد وكانهم صغار ويعتبرون انفسهم معلمين لهم .
 
وهذه اهانة لهم قبل ان يكون اهانة للاعضاء وقيادة الحزب في داخل ساحته وهو الاجهاض لمجمل القضية ولمناضليها وهذا ما يرضي انظمة المنطقة الشوفينية والعنصرية 
 
هل لو كانت قيادة ب ك ك  يعتبرون المقابل مثلهم لفعلوا ما يفعلونه اليوم   ؟.
 
هل لو لم يكن هنالك سندا ودعما خفيا لهم لاستطاعوا الدخول الى الساحات الكردستانية الاخرى  بتلك السهولة .
 
لماذا لا تدخل قوات  ايرانية بشكل مباشر الى العراق طالما الامر بتلك السهولة ؟.
 
حسب قناعتي المطلوب ان تكون العلاقات بين القيادات الكردية  والامور سرية وان يكون كل طرفا سندا ودعما للاخر حيث يحتاج الامر وعدم التدخل في شؤونه . 
 
 في حال الذهاب ابعد من ذلك علينا ان نعرف باننا نعطي المبرر لتتعاون مخابرات تلك الانظمة معا وبالتالي وضع عناصرها بيننا وحتى الدخول عسكريا في الساحات الكردستانية بحجة ملاحقة عناصر من ساحتها ولقد ثبت فشل هذه الاطروحة خلال اكثر من 40 عاما  واعادتها تكرار الفشل .
 
لذلك حين يعمل كل طرف في ساحته ويخرج الحجة من يد النظام سيكون لها نتائج ايجابية اكثر .
 
نعم التدخل في شؤون الغير يقلل من قدرك وتبقى بلا هيبة ويتخوف منك خاصة حين تدخل من فشل الى فشل .
 
في الوقت الذي علينا جميعا الوقوف الى جانب اهلنا في اقليم كردستان ضد الهجمة الوحشية لارهابي داعش وثقتنا قوية بانتصار البيشمركه البواسل ودحر الغزاة وهو قريب .
 
 09 آب 2014
 
 عبد القهار رمكو