خالد ديريك : محاولات "داعش" لغزو مدينة كوباني (عين العرب)

2014-07-09

لقد سبق وأن حاولت الدولة الإسلامية"داعش" اقتحام هذه المدينة الكردية،لكنها فشلت أمام صمود ومقاومة أهلها. حملة "داعش"هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة لكنها الأخطر والأعنف حتى الآن
هي خطيرة بسبب التغييرات التي طرأت على الساحة بعد التمدد للدولة الإسلامية(داعش) في العمق العراقي وسقوط بعض المدن والبلدات العراقية الغربية والشمالية بيدها واستيلائها على الأسلحة الثقيلة عند فرار الجيش العراقي من مواقعه أمام  هجومها من ج هة،وتقهقر مجموعات مسلحة أخرى أمامها في سوريا أو مبايعتها من جهة أخرى.
والهدف "داعش"هو التوسع في كل الاتجاهات لاكتمال جغرافية الدولة الخلافة مفترضة،لا شك أن الصمود والمقاومة التي يبديها الكُرد في روجا فا كردستان سوريا تشكل حاجزاً وسداً منيعاً في وجه التمدد والحلم هذا التنظيم لضم المناطق الكردية إلى دولته المنشودة.
وقد سبق وأن ارتكب هذا التنظيم "داعش" الفظائع بحق المدنيين الكُرد في بلدات " تل حاصل وتل عران" في الريف الجنوب الشرقي لحلب ومدينة كرى سبي (تل أبيض) وتهجير المدنيين الكُرد ونهب أموالهم وأملاكهم وتوطين بعض أفراد العشائر الموالية له فيها.
يطمح التنظيم إلى خلق دولة واسعة ومترامية الأطراف بحيث يهضم جغرافية نصف الكرة الأرضية وبطابع مذهبي وهو كلما توسع نطاق سيطرته وازداد قوة نفوذه كلما شكل خطراً على المنطقة والعالم وأصبح رقماً صعبة في منطقة تكسوها النزاعات والحروب ضمن الحروب، ووجوده في العراق وسوريا هو لصالح جميع الأطراف،ففي وقت الذي يتوافق أعماله مع نظرية النظام السوري والعراقي بأن ما يحدث في كلا البلدين هو ثورة إرهابية ولا وجود للثورة الحرية في سوريا ولا الإقصاء والتهميش في العراق.
 
وجدنا،حصوله على الثناء والمؤازرة في بداية ظهوره في سوريا من أطراف في المعارضة باعتباره تنظيماً ثائراً طالما يحارب النظام حتى بين جلياً لهم بأن له مشروع خاص في ما تسمى بالدولة الخلافة، وكذلك الأمر في العراق حالياً.
 
 
العودة إلى الوضع الكردي السوري وكيفية مواجهة هذه الهجمات العنفية
 
لقد أعلنت الوحدات الحماية الشعبية الكردية النفير العام لصد هجمات "داعش" ومثل هذه المعارك تحتاج إلى قوات مدربة وذات خبرة عسكرية في إدارة المعارك واستعمال السلاح .والمدنيون يمكنهم دعم خطوط الخلفية وتقديم معونات اللوجستية أخرى للمقاتلين.
النفير، في حالات الحرب كهذه أمر مشروع لأنه لابد من مشاركة جميع في الدفاع عن وجوده وكينونته لكن في ظروف أزمة الثقة بين أطراف الكردية المختلفة لن يكون لنداء النفير جدوى كبير.
 
لاحتواء الأزمة لابد تعبيد الطريق للوصول إلى أهم المسلمات والبديهيات الأمور:
 
ـ تأجيل الخلافات الثانوية لأن الوجود الكردي مهدد.
ـ دعوة جميع الأطراف إلى عقد مؤتمر استثنائي للخروج برؤية موحدة في كيفية مواجهة الأزمة من خلال تشكيل مرجعية كردية سياسية وعسكرية لإدارة خلية الأزمة.
. تقديم التنازلات من الطرفين بغية الوصول إلى تشكيل قوة عسكرية مشتركة لردع العدوان
. طلب الدعم والمساندة العسكرية والسياسة من الأحزاب الكردستانية بشكل عاجل ورسمي لمواجهة بربرية الخصم وأسلحته الثقيلة.
 . خروج الجاليات الكردية في المهجر بمظاهرات ضخمة أمام السفارات والبرلمانات الدول ذات الشأن والقرار والمكاتب والمقرات تابعة لمنظمات الأمم المتحدة وحثهم على مساعدة الشعب الكردي.
لذا أفضل النفير هو عقد مؤتمر استثنائي خاص للخروج بقرارات هامة 
لحماية مدينة كوباني وسائر روجافا كردستان من هذا العدوان .
 
بقلم :خالد ديريك