أصدرت الهيئة الداخلية في مقاطعة عفرين بياناً توضيحياً للتعميم الصادر عن إدارة الأسايش في مقاطعة عفرين بتاريخ 1/ 5/ 2014.

2014-06-28

وجاء في نص البيان:
منذ بداية الأحداث في سورية تسعى جهات عديدة لاستخدام الأكراد وقوداً لهذه المعركة إلا أنهم لم ينجرفوا واثبتوا وطنيتهم ولم يرتبطوا بأجندات خارجية  ، وطالبوا بحقوقهم المشروعة  سلمياً وأصغوا إلى موقف النظام والمعارضة معاَ وبكل أسف فإن من نصبوا أنفسهم زعماء للمعارضة ويعيشون في دول الديمقراطيات ويتحدثون عن حقوق الإنسان تعروا أمام العالم وثبت بأنهم لا يعرفون شيئاً عن الحرية والديمقراطية وبأنهم تلامذة البعث .
لذلك سلك الأكراد منحى ثالثاً في هذا الصراع وقاموا بإدارة مناطقهم وحماية شعوبهم ولم يعتدوا على احد .
وبفضل هذه السياسة بقيت المناطق الكردية أكثر أماناً من غيرها لذلك لجأ إليها أعداد كبيرة من النازحين هرباً من المعارك الطاحنة وأدى هذا النزوح الكبير إلى نتائج خطيرة على حياة سكان المقاطعة الأصلين .
حيث من المعلوم أن نصف سكان عفرين كانوا يقيمون في مدينة حلب ونتيجة للحرب الدائرة فيها والتي تركزت بشكل مقصود في الأحياء ذات الغالبية الكردية ( الأشرافية – الشيخ مقصود – بستان الباشا ) اضطر هؤلاء للعودة الى قراهم وأهلهم اللذين كان أسوأ حالاً منهم بسبب الحصار المفروض عليهم منذ عشرات السنين والذي ازداد إحكاماً وقسوة بعد قيام من أسموا أنفسهم بالثوار على ممارسة سياسات أكثر عنصرية وظلماً من النظام بحق الشعب الكردي .
أن وضع المقاطعة وكما هو ظاهر للجميع : الدولة التركية من طرف والإرهابيين التكفيريين من طرف ثانً والعصابات واللصوص من طرف ثالث والثوار اللذين يتشدقون بالديمقراطية والحرية من طرف رابع.
أمام هذا الواقع ونتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة وعدم قدرة المقاطعة على استيعاب أعداد إضافية ولأسباب أخرى كارتفاع نسبة البطالة والجريمة وغلاء الأسعار كانت قد أصدرت إدارة الاسايش ذلك القرار لأن العبء الذي تحمله سكان المقاطعة تعجز الدول عن تحمله .
لكن البعض تجاهل هذه الحقائق وأراد استثمار ذلك القرار لإيقاع الفتنة بين الكرد والعرب والتسبب باندلاع الحرب بينهما .
فقبل أسبوع تقريباً بثت كل من قناتي أورينت وحلب اليوم خبراً كاذباً مفاده بأن إدارة وحكومة عفرين أمهلت العرب عشرة أيام لمغادرة المقاطعة دون أن تقدم هاتين القناتين أي دليل أو أثبات على صحة هذا النبأ أو الجهة التي أصدرته ولا مصدر معلوماتهما .
إننا نؤكد بعدم ورود كلمة كردي أو عربي في ذلك التعميم وكان القرار يخص سكان المقاطعة من كرد وعرب فحتى أكراد الجزيرة وكوباني منعوا من الإقامة في عفرين في تلك الفترة وعلى من يشك في ذلك مراجعة إدارة الاسايش والاضطلاع على الطلبات المرفوضة .
نتمنى التحرر والتخلص من ثقافة البعث والنظر إلى الأكراد على أنهم أخوة وشركاء لهم في هذا الوطن والوقوف إلى جانبهم لنيل حقوقهم المغتصبة .
إن مطالب الشعب الكردي في سوريا مشروعة ولا تمس وحدة البلاد وأمنه ، فهي الإدارة الذاتية الديمقراطية وهي ذاتها الإدارة المحلية المنصوص عنها في الدستور السوري وهو الحق الذي لم يعارض النظام ألبعثي العراقي في منحه لأكراد العراق .
فصدام حسين وبكل ما قيل عنه وما نعت به من صفات سيئة كان قد سمح للأكراد منذ أكثر من ثلاثون عاماً بالحكم الذاتي لإدارة مناطقهم والدراسة بلغتهم الأم .
كما أن رئيس الدولة بشار الأسد هو الآخر تراجع عن سياساته تجاه الأكراد معترفاً بخطبه أمام العالم بأن الأكراد يعيشون على أرضهم منذ آلاف السنين ولهم كافة الحقوق في هذا الوطن وهم جزء من النسيج السوري ، أما المعارضة فلا تزال تعتمد في تعاملها مع الأكراد على ثقافته التي تلقاها من المناهج الدراسية البعثية التي عملت على تحجيم الأكراد وإقصائهم وتهميشهم ووصفهم على أنهم عبارة عن بعض  العوائل التي هربت من بطش الدولة التركية واستقبلهم العرب كرماً منهم .
نتمنى من الأخوة العرب أن يعودوا إلى كتب التاريخ الصادقة لمعرفة الحقيقة لا أن يعتمدوا على ما دونه أولئك المخادعون اللذين حرفوا التاريخ وكذبوا على شعوبهم دون خجل أو حياء و دون اعتبار للقيم والمبادئ والأخلاق .
إن الشعب الكردي يعيش على أرضه التي قسمت بين أربع دول هي تركيا و سوريا والعراق وإيران وقبل الكرد بالتعايش السلمي مع بقية مكونات الشعب رغم ممارسة سياسات جائرة بحقهم من قبل هذه الدول ولم يطالبوا يوماً بالانفصال ولم يخونوا أصدقائهم وجيرانهم ،طالبوا بالمساواة والتآخي ولم يلقوا من شركائهم سوى الغدر والظلم والاضطهاد والخيانة .
فحتى يومنا هذا ترتكب بحق الأكراد أفظع المجازر الوحشية دون أي سبب وعلى مرأى ممن أسموا أنفسهم بالثوار ، فالآلاف من الكرد ذبحوا على الهوية وعشرات الآلاف من الأطفال تيتموا  ، بيوت الأكراد تهدمت أموالهم سلبت كل هذا ولم يتحرك ضمير ثوري واحد ليقف ويستنكر ويقول كلمة حق وبأن هدف الثورة السورية ليست إبادة الأكراد.
ومع كل ذلك وانطلاقاً من المبادئ والقيم الكردية الأصيلة ومراعاة للأوضاع الإنسانية ولوأد الفتنة وإفشال المخططات الخبيثة الرامية للإيقاع بين الكرد والعرب فقد فتحت المقاطعة أبوابها لاستقبال النازحين الفارين من نيران المعارك التي اشتدت مؤخراً في مدينة حلب وريفها ، حيث تم السماح للنازحين بالإقامة المؤقتة في عفرين شريطة تأمين كفيل مقبول من الناحية القانونية ويكون من سكان المقاطعة وبعد الحصول على الموافقات اللازمة من الجهات المختصة والتقيد بقوانين المقاطعة وآدابها . وكلنا أمل أن يراجع هؤلاء حساباتهم ويكونوا أكثر وعياً وحذراً ويستفيدوا من التجارب السابقة لوضع حد لهذا العنف والمحافظة على ما بقي من سوريا الكبيرة التي تتسع لجميع مكوناته وإعادة بناء ما تهدم على أساس ديمقراطي سليم ، فسوريا كانت مضرب المثل ولنتعاون في إخماد نيران هذه الحرب التي أشعلت لتخريب سوريا ولنفتح صفحة جديدة ......فسوريا هي لكل السوريين ولنتكاتف لطرد كل ظالم يعث فساداً على  تراب هذا الوطن الغالي. 
 
عفرين 26/6/2014.
المكتب الإعلامي لرئاسة المجلس التنفيذي – مقاطعة عفرين.