بيان بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا

2014-06-13

 في الرابع عشر من شهر حزيران تحل الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا, ويعدّ أول تنظيم قومي ديمقراطي كردي معاصر تأسس على يد نخبة من المتنورين الكورد وفي طليعتهم الدكتور نور الدين ظاظا رئيس الحزب  والمناضل اوصمان صبري سكرتير اللجنة المركزية آنذاك
حيث جاء التأسيس استجابة موضوعية ملحة وضرورية لمتطلبات المرحلة في المجالين القومي والوطني وليكون رافعة النضال السياسي المنظم من اجل الدفاع عن وجود الشعب الكوردي في كردستان سوريا وتأمين حقوقه القومية والديمقراطية في البلاد لقد تعرض الحزب منذ نشأته إلى حملة اعتقالات واسعة وزج بالعديد من مناضليه ومعظم مؤسسيه في السجون والمعتقلات إضافة إلى ما عاناه الحزب من انقسامات متتالية نتيجة خلافات حادة في البنية الفكرية والسياسية والتنظيمية لكن الحزب بقي محافظاً على قيمه ومبادئه وملتزماً بالنهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد.
 
  لقد سعى حزبنا وعلى الدوام نحو معالجة حالة التشرذم والانقسام التي عانته الحركة السياسية الكوردية وعمل بتفان وإخلاص لتوحيد الصف الكوردي من خلال تأسيس المجلس الوطني الكوردي في 26 / 10 / 2011 الذي أصبح مظلة لمعظم الأطراف الكوردية إلى جانب العديد من الفعاليات المجتمعية من الحراك الشبابي والمستقلين والمرأة لذا سيسعى بكل قوة من أجل تطويره وتفعليه في كافة المجالات، إضافة إلى ما قام به الحزب لترتيب البيت الداخلي للبارتي من خلال عودة جميع الرفاق إلى صفوفه وتوجت عملية وحدة الصف والموقف من خلال الوحدة الاندماجية بين أربع فصائل أساسية في الحركة السياسية الكوردية (( الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ( البارتي ) وحزبي آزادي الكوردي وحزب يكيتي الكوردستاني )) في هولير في 3 / 4 / 2014 باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، وبرعاية كريمة من الرئيس مسعود البارزاني قائد الحركة التحررية الكوردستانية .
 
  إن انطلاق الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا، نقطة تحول هامة في مسار الحركة السياسية الكوردية بفضل القاعدة الشعبية الواسعة للحزب بين أبناء شعبنا الكوردي وهو المعبر الأصدق لرغبات الجماهير الوطنية الكوردية وتطلعاتها القومية والديمقراطية وسوف يسعى وبكل إمكاناته جنبا إلى جنب مع جميع القوى الوطنية في البلاد بكافة مكوناته من عرب والكلدان السريان الاشوريين... وغيرهم, مسلمين ومسيحيين وايزيديين لخلق حالة من الاستقرار والاطمئنان في المنطقة، كما إننا ندين ما يتعرض له الحزب لمختلف صنوف الترهيب والاعتقال والتهديد بإغلاق مكاتب حزبنا ومنع سكرتيره الأستاذ سعود ملا العودة إلى الوطن، وكذلك المداهمات الليلية التي نفذها مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي لمنازل الرفاق ( بشار أمين, محمد علي أبو نادو, نافع بيرو ) أعضاء المكتب السياسي, ومحمد سعدون عضو اللجنة المركزية وعلي إبراهيم عضو اللجنة المنطقية لحزبنا واعتقالهم وإبعادهم قسراً إلى إقليم كردستان وإرغامهم مجددا بعد عودتهم في 12 /6 / 2014 من معبر سيمالكا, وكذلك المحاكمات الصورية للعديد من رفاقنا بتهم باطلة ومفبركة وزجهم في السجون ومن بينهم الرفيق حسين ايبش عضو اللجنة المركزية للحزب، ولا تزال عمليات الاعتقال اليومية تطال قياداتنا وكوادرنا هنا وهناك، إلى جانب الحملات الإعلامية المضللة والمسرحيات السيئة الإخراج بحق الحزب ورفاقه من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ومسلحيه وكان آخرها عملية التفجير لمنزل احد رفاقنا في بلدة تربه سبيي، إننا نرفض تلك الاتهامات ونؤكد بان هذه الممارسات التصعيدية المعادية لحزبنا أمر مرفوض من قبل الحزب وجماهيره وكل المخلصين من أبناء شعبنا ولا تخدم بأي شكل من الأشكال وحدة الصف الكردي، كما نؤكد مجدداً بأن هذه الإجراءات والممارسات لن تنل من عزيمتنا ولم تثنينا عن النضال القومي المشروع من اجل شعبنا وقضيته المركزية، ولم يحيد الحزب عن نهجه الوطني نهج الكوردايتي نهج البارزاني الخالد في النضال والتضحية والإخلاص وسيظل مثابرا على هذا النهج حتى يعيد للحركة الوطنية الكوردية لحمتها ويعمل على تعزيز دور المجلس الوطني الكوردي في سوريا خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي نحن جميعا أحوج إلى وحدة الصف والموقف، والتي كرستها اتفاقية هولير في 11 / 7 / 2012 وتفاهماتها  23 / 12 / 2013 والتي تشكل أرضية مناسبة للعمل المشترك للحيلولة دون الوصول إلى الصراع الكردي الكردي وذلك من خلال الشراكة الحقيقية وإحلال روح التعاون والتضامن والتفاهم الأخوي بين فصائل  الحركة الوطنية الكوردية ونبذ وتحريم سياسة فرض أمر الواقع واللجوء إلى القوة في حل الخلافات الكردية، وذلك لتفويت الفرصة على خصوم وأعداء شعبنا ومضطهديه, خاصة إن الثورة السورية انزلقت إلى متاهات القتل والتهديد من قبل النظام الدكتاتوري الدموي مما دفع ببعض أطراف المعارضة إلى حمل السلاح لحماية المدنيين في مواجهة آلة النظام العسكرية مما نتج عنه تعقيد للمشهد السياسي في البلاد واستغلال المجموعات الإرهابية التكفيرية هذا المناخ ليبسط سيطرته على بعض المناطق في سوريا وليعيث فيها خراباً وقتلاً وتهجيراً, وكما أننا ندين نستنكر هجمات داعش الإرهابية على بعض المناطق الكردية والمشتركة في كوردستان والعراق وبسط سيطرته بقوة السلاح عليها، إننا ومن خلال المجلس الوطني الكوردي في سوريا وعبر شراكتنا مع المعارضة الوطنية والديمقراطية في البلاد نؤكد تمسكنا بالحل السياسي، ونحمل النظام مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ونطالب أخوتنا في المعارضة الوطنية السورية وخاصة شركائنا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إلى مراعاة خصوصية المناطق الكوردية والمشتركة وضرورة تبني الحقوق القومية المشروعية لشعبنا والالتزام التام بالوثيقة الموقعة بين الطرفين واحترام إرادة شعبنا، ورؤية المجلس الوطني الكوردي، والتي تتمثل في دولة اتحادية تعددية ديمقراطية برلمانية متعددة القوميات والأديان بما يضمن حقوق جميع المكونات والاعتراف الدستوري بالحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا، وفق العهود والمواثيق الدولية، وبما إن المكون الكوردي هو جزء أصيل من الشعب السوري ويشكل قومية أساسية في البلاد وحركته الوطنية جزء من الحركة الوطنية والديمقراطية في سوريا، لذلك نطالب بإلغاء جميع السياسات والمراسيم والإجراءات والقوانين التميزية المطبقة بحق شعبنا الكوردي في كوردستان سوريا، وإزالة آثارها وتداعياتها وتعويض المتضررين.
 
   بهذه المناسبة العظيمة نعاهد شعبنا والحركة الوطنية في البلاد عامة، أن نكون أوفياء للمبادئ القومية والوطنية التي آمنا بها ونستمر في نضالنا في المجالين القومي الكوردي والوطني السوري، واضعين مصلحة شعبنا وقضيته المركزية نصب أعيننا، كما نبدي مساندتنا الكاملة لنضال الشعب الكوردي وحركته التحررية في كافة أجزاء كوردستان.
 
تحية إلى الذكرى ( 57 ) لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا
 
تحية حب وتقدير إلى مناضلي حزبنا وجماهيره الوطنية
 
تحية إجلال وإكبار لشهداء حزبنا والحركة التحررية الكوردستانية
 
تحية إجلال وإكبار لشهداء الحرية وشهداء الثورة السورية   
 
تحية إلى روح مؤسس نهج الكوردايتي البارزاني الخالد
 
 
 
14 / 6 / 2014                                                المكتب السياسي
 
                                                      للحزب الديمقراطي الكوردستاني - سوريا