أحمد العربي : الشعب السوري..بين قتيل ..ومصاب.. ومعتقل .وشريد ..وتحت الاحتلال

2014-04-07

سوريا ..نصفها دمر...
.نصفها الاخر تحت التدمير..
.العالم ..محكوم بثلاثية العار..
.لا اعلم .لا اتكلم .لا اسمع...
.محاولة جواب..عن ..لماذا يحصل هذا.؟!!.

اولا.اليوم يمر عشرين عاما على مذابح الرواندا التي راح ضحيتها اكثر من مليون انسان. والعالم يتذكر ويحتفل.؟!!. واليوم يمر اشهر كثيرة على اطلاق يد النظام لقتل الشعب السوري وتدمير البلد. بعد ان وعد بتسليم سلاحه الكيماوي.

ولم يعد يضر ب(اسرلئيل). نحن امام تدمير ممنهج لمدن ببقاياىسكانها الذينةعجزوا عن التشرد والهروب..مدن بالملايين. بلدات بعشرات الالاف.. كلها تحت قصف الطيران بالصواريخ والبراميل المتفجره.بالمدفعيه والدبابات وراجمات الصواريخ والسيارات المفخخه... والمذابح عبر السلاح الابيض في حال الاجتياح والحرق قبل القتل وبعده..كل ذلك ويوميا منذ ثلاث سنوات وحتى الان ويبدوا من ردة فعل العالم ان الحالة مستمره..

ثانيا.لن ادخل باسباب النظام فالامر عنده محسوم بدعم دولي.فاما بلد وشعب عبيد او تدمير البلد وقتل الشعب وتشريده..السؤال ما هو سبب الصمت الدولي وعدم التحرك الجدي لايقاف المجزرة والتدمير.؟!!.
.ان استمرار الحالة تعني على مستوى البشر ان جروحا تستمر في الجسد الحي للسوريين لن تندمل بعشرات السنين الشهداء والمصابين والمشردين والسجناء بالملايين.ولكل فرد منهم حكاية ومواقف وتبعيات.. الاصطفاف قاس من مع الثورة ومن ضدها..نحن امام خلط مجتمعي من ثار ومن استكان .من تشرد ومن بقي تحت الاحتلال.من انحنى ليعيش ومن ثار ليستشهد. من التحق بالثورة ومن اصبح شبيح...ما طائفة الثوار وما طائفة النظام. .وما مواقف الطوائف الاخرى من اصطف مع الثورة ومن مع النظام.وماذا عن التورط بالدم المتبادل .ابناء الحي والمنطقه والجيران احيانا. وماتبعيات ذلك.. استحضار الدين والنزاع في كل شيئ . من اين اتت القاعده وكيف استوطنت. وكيف اصبحنا في فترة وجيزة نصطف بمواجهة بعضنا لتقسيم عرقي او ديني او طائفي .يجهل محتواة الاغلب الاعم .هو فقط عصبة القاتل او المقتول...هذا بالضبط المقصود من ترك مجرى الدم مستمر...

ثالثا.التدمير لوحده حكايه..هو بناء يسقط جنى عمر يقوض برمشة عين.ومعه في اغلب الاحيان اهله. وان كانت الحاله عامه فنحن امام دمار يعيدنا للخلف عشرات السنين.التقارير الدولية تتحدث عن ثلاثين سنة لاعادة بناء ما دمر لنعود لما كنا عليه. الارض المحروقه الشجر المقلوع والبنية التحتية لكل شيئ اصبحت في خبر كان. مع مئات الالاف من البشر الذين انضموا لحكاية الغياب.. نعم ان من بقي في الداخل من البشر .ان عاش فهو مسكون بهاجس الموت والجوع والحصار .وحتى عصبة النظام فانهم يشربون بنفس كأس الموت ..صحيح ان لا تدمير عندهم لكن الموت يحصدهم وبعد الموت كل الفجائع تهون...و ان تحدثنا عنا كمشردين.. ملايين مشردين.. لن نبكي على دول اللجوء فهي تبكي ذاتها صادقة او كاذبه .لكن واقعنا مأساوي فمن سلم من الموت او الاصابة .ابتلي بالتشرد لقمة العيش معدومة اصبحنا متسولين على ابواب الدول ومنظمات الخير في كل مكان.. اولادنا للذل والامية ولفقدان اليقين والامل والضياع.. ومن يستقبلنا يحبسنا في مخيماته ويوصمنا ويسقط كل الموبقات علينا... واخيرا يخبرنا هذا ثمن الحرية التي تريدون..؟!!. اليست العبودية افضل .؟!!.

رابعا.ما الرسالة التي يريد العالم ان يوصلها لنا عبر ترك النظام يستمر في قتلنا وتدمير بلدنا وتشريدنا.. بالمختصر هذا ثمن طلبكم للحرية والعدالة والكرامة والدولة الديمقراطيه.. ممنوعين ان نعيش كبشر بمجتمع انساني. ممنوعين من التقدم والقوة وقدرة تحويل امكانات بلادنا بخيراتها كمردود خير على ناسها . مطلوب ان نبقى تابعين للغرب وان تبقى اسرائيل إله المنطقة والامر الناهي.فلا فلسطين كدوله ولا فلسطينيين كشعب . وحتى ربيعنا يريدون تحويله لمجازر وحروب اهليه.. وصراع مع الارهاب.. مصر شرعت ابوابها للمجهول والجحيم . والحبل على الجرار في ليبيا وتونس والحالة السورية مذبحة مستمرة..

خامسا. الاسوأ من كل ذلك اعطاء الصراع الذي نخوضه ضد النظام الاستبدادي الوحشي . على انه صراع السنة ضد العلوية والشيعة .واضطرار كل الاطراف الاخرى ان تسطف طائفيا وان تبحث عن خشبة خلاصها تارة مع الثورة وتارة مع النظام. والاسوأ ان يمتد ذلك ليصل الى دول الجوار العراق ولبنان وغيرهم.. المقتل هنا ان الصراع هنا اصبح وجودي واستئصالي ولا نهاية له لسببين . ان هناك من يمد الاطراف باسباب القوة لاستمرار الصراع.ولان الكل هم من اصل البلد وليس امامهم الا الحرب للدفاع عن الوجود لاستئصال الاخر.. في سوريا ارض خصبة لهذا النبت الشيطاني ..وله اسبابه ومن يرعاه ..وفي العراق ولبنان اسباب لذلك وعمل على الارض لتفجير الوضع الطائفي قتاليا وهو ناضج لذلك لعوامل داخليه ومن عقود وبسبب الاسطفافات المتناقضه من الثورة السوريه.من مع النظام ومن مع الثورة .وللاسف الاسطفاف يلبس لبوسا طائفيا فاقعا...

سادسا.هذا بالضبط ما يعمل له الثلاثي المعادي للشعب السوري وللشعوب العربيه.الغرب و (اسرائيل) والانظمة الاستبدادبه التابعه.
. تدمير البلاد كقوة واقتصاد وامكانات .وجعل الشعب يخوض حروب وجود لا حل لها .والكل يلهث لتحصيل لقمة عيش مستحيل .والعمل لتأسيس هيئة لاجئين سوريين تابعه للامم المتحده .مثل الفلسطينيين وهناك محسنين دوليين دائما..؟!! وخلق ارض صراع طائفي يتوسع ويمتد ليشمل الدائره العربيه وما بعدها لايران وتركيا..ولها في الارض شواهد افغانستان وباكستان والعراق والصومال واليمن ولبنان والقائمة تطول... وتذهب الديمقراطية ونتائجها الى خبر كان ويصبح الصراع قائما بوقوده الذاتي كبشر وعقائد. ويقدم له الامداد من مال وعتاد ليستمر.؟!!..

.اخيرا .ليس رجما بالغيب ما قلناه .هي وقائع تحتاج لتفسير سياسي وعلمي. وبكل الاحوال ورغم كل تخطيط وفي مواجهة كل تخطيط. ما زلنا في مربعنا الاول ثورة شعب ضاق الظلم والاستبداد والوحشيه من عصبة تسترت بالافكار القوميه وتدرعت باغلب طائفة معينه واستنجدت بامتداد مصالح الاخرين دوليا واقليميا روسيا وايران وعراق المالكي وحزب الله وكثير من المرتزقة الدوليين. ضد الشعب وما زلنا عند اهدافنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطيه.لن نتورط طائفيا او اثنيا وسنكون عند دم الشهداء والشعب وحقوقه المشروعه الخالده...

..احمد العربي...
7.4.2014...