كريمة رشكو : نزيف شجرة التوت

يخيّل إلي
في كل مساء
أن شجرة التوت
التي جعلتَ من أغصانها
إرجوحة لطفولتي
غير مبال
ٍ لنزيفها وصراخها
لجرحها وصمتها
فتتساقط دموعها
وتتناثر أوراقها

كأنها عشتار
أضاعت طريقها
في متاهة يديك
يخيّل إلي
أن القمر يصلي عودتك
وأن نجوم الليل
في حالة البحث عنك
هناك ...حيث الآلهة
أو ربما هنا ...حيث لا أدري
تغار منك الشمس
تطبع على عنقي
وعلى الجزء المكشوف
من جسدي .
فتذكرني بجنونك ...
أضع يدي خلسة في حقيبتي
لأخرج ماتبقى من أعواد الكبريت
التي سقطت من قميصك
وأنت ...تغادر جسدي
سأشعل لك شمعة
في الكنيسة التي تبعد عن منزلك
بضعة أمتار
أقلّد الراهبة .
.الواقفة أمامي
بصمت
أرسم على جسدي ...
رمزاً ..أجهله
لا أسمع ماتهمس به
أحرّك شفتاي ...
فتظنني تائبة .
أبكيك بحرقة ..
تنطفىء الشمعة
أحاول إشعالها ..
لم يبقى في يدي
سوى عوداً رطباً
وشمعة تأبى البكاء