حسني كدو : كل نوروز وأنتم سالمون ،،،

إنه شهر آذار بلغة أهل الشام ومارس إله الحرب وجالب الحظ عند الرمان ، ويدعى مارت بالهولندية ومارس بالفرنسية ومارز بالالمانية. وفيه يتساوى الظلام مع النور ويتقابل إله الشر مع الخير وقد ينقلب أحدهما ضد الآخر،  حيث فيه الفيضانات والبراكين والزلازل وفيه عيد نوروز المأثرة القومية التي تجسد شموخ الكرد في وجه الظلم  والاستبداد الذي لم يبرح حياتهم منذ فجر التاريخ .....وهي ملحمة بطولية لشعوب عدة ضد الظلم والقهر ...فكرديا صب كاوا الحداد بمطرقته على رأس الملك الظالم أزدهاك معلناً بزوغ فجر نوروز ....اليوم الجديد....فجر الحرية ......فجر العدل والمساوة ......فجر يتساوى فيه الغني مع الفقير والسادة مع العبيد .......نعم اشعل كاوا النار في قمم الجبال ...ناراُ للخلاص من الظلم ومشعلا للحرية التي تصبوا إليها النفس البشرية. آذار هو الشهر الذي يتذكر الكردي فيه كل أتراحه وأفراحه ، واكلافه ففيه توفي البطل والقائد الكردي المسلم صلاح الدين الايوبي الذي وضع اللبنة الأولى للتعايش السلمي والتسامح الديني بين الاديان.
 وفيه أعدم مؤسس جمهورية مهاباد قاضي محمد مع عد من وزرائه وقواده. وفي هذا الشهر ولد الاب والقائد الروحي للكرد الخالد مصطفى البرزاني الذي وقع اتفاقية آذار في العام  1970 وفي آذار توفي.
.نعم يتذكرالكرد وبمرارة شديدة مآسيهم في هذا الشهر فبعد أيام قليلة تحل ذكرى مأساة حلبجة التي قصفت بالغازات السامة ومأساة الأنفال التي راح ضحيتهما اكثر من 190 ألف شهيد ودفن الكثير منهم أحياء،وأيضا انفجار بلدية قامشلو واغتيال حلبجة وثمانية اشخاص من اصدقاءها .
نعم يتذكر الكردي مآسيه وقلبه ينفطر حزنا على ضحاياه الباهظة ففي الجزء السوري يتذكر الكردي قبل اخاه العربي كيف ابتلي وطنه السوري بولادة مشوه قزم... مسخ..... اسمه حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استلم الحكم في سوريا والعراق وكانت باكورة انجازاته إعدام عبد الكربم قاسم ومنها كانت مصائب الكرد والعرب فكرديا لم يبخل هذا الحزب ذو النظرة الشوفينية العنصرية من صب جام غضبه وحقده على الكرد واستورد النظريات الستالينية والهتلرية وطبقها بحق الكرد ، من تعريب وتهحير، وفصل واعتقال، ومزارع الدولة والحرمان من اللغة والحياة الثقافية والاجتماعية .
 نعم سورياً يتذكر الكردي كيف استشهد البطل الكردي سليمان أدي أمام القصر الجمهوري في دمشق في مسير ة مطالبين بحقهم الاحتفال بعيدهم القومي .
نعم يتذكر الكردي حريق سجن الحسكة المركزي المفتعل والذي راح ضحيته اكثر من 75شخص.....نعم يتذكر الكردي كيف تم اطلاق الرصاص الحي على الكرد في قامشلو في 2004 وراح اكثر من 35 شاباً ضحية هذا الإطلاق الهمجي ...
نعم يتذكر السوري مرور ثلاثة أعوام على الثورة السورية في الخامس عشر من هذا الشهر بتكاليفها الباهظة وضحاياها الكثيرة في درعا النخوة وفي حمص العصية وفي مدينة أبي الفداء وفي جبل الزاوية حيث إبراهيم هنانو، وفي دمشق العظمة ،و حلب الشهباء  ونشامى دير الزور،  وفي قامشلو الحب وضحايا انفجارات داعش ،وفي الرقة السليبة المحتلة  .
 نعم يتذكر السوري العربي الأصيل كيف استطاع النظام ان يحرف ثورته التي انطلقت منذ ثلاثة أعوام ويتحسر ندماً وأسفاً على إستهتاره بصرخة الكردي ولهفته إلى الحرية وهو ينادي منذ نصف قرن آزادي ...آزادي ...آزادي ،  ويدرك كم كان أخاه الكردي مقهوراً ومظلوماً في جميع أجزاء كردستان وكم من الاكلاف والضحايا خلف وراءه جراء ظلم واستبداد النظام البعثي في كل من العراق وسوريا .
وفي كردستان تركيا ينظر كردي الجبل إلى شهر مارس ويمد نظره إلى قمم جبال كردستان الى آرآرات وقنديل وزاغروس ، ويتذكر جيداً كيف انتفض الثائر الكردي البطل السجين مظلوم دوغان ضد الظلم والاستبداد -مضرماً ناراً مقدسة من روح نوروز في جسده الفتي -  معلناً رفضه للظلم والاستبداد ومنيراً الدرب نحو نيل الحرية والكرامة الانسانية.
حسني كدو
17-3-2014