المرأة عنوان السلام

2014-03-08

يطل علينا من كل عام في الثامن من شهر اذار شهر الحرية والكرامة عيد المرأة العالمي الذي يحتفل فيه العالم أجمع، لأن المرأة جديرة  بذلك لأنها ثمار الربيع ونجم الصباح وكنز الأفق وعماد كل بيت، فحكاية المرأة حكاية التاريخ ناضلت وكافحت إلى أن توجت نضالها بعقد المؤتمر الأوللها في عام 1910م، و واصلت نضالها بشكل دؤوب من أجل تحررها ونيل حقوقها، ففي عام 1919م أثناء قيامهن مظاهرة دفاعاً عن حق المرأة تم قتل المناضلة روزا لكسمبورغ في يوم الثامن من أذار من ذلك العام وأصبح هذا  اليوم عيداً عالمياً للمرأة .

فهي قائدة الموكب الشرعي وبداية التاريخ وعالم يكاد يكون متكاملا من خلالها.فهي التي اخترعت اللغة  عندما كانت تبقى وحيدة مع اطفالها في الكهف,حيث تأقلمت مع واقعها لتحويل الصوتيات والاشارات الى كلمات للتفاهم مع أطفالها وهي التي رسمت أولى الرسومات الفنية لتسلية أولادها,فالمرأة عانت ومازالت تعاني من ذهنيات متخلفة وتحديات فرضتها عادات المجتمع المتخلفة والتقاليد القديمة التي عطلت قدراتها ومنعها من مواكبة حركة التطور، لا بل أقصتها بسبب سياسة التمييز بين الجنسين وستبقى قوانين وافكار أكثرية المجتمعات التي تطبق بحق المرأة وخاصة المتخلفة منها مرفوضة لأنها تعمل على تهميشها وإبعادها من المشاركة مع الرجل لتطوير المجتمع.فالمرأة في أكثرية الدول من العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط خضعت لاضطهاد مزدوج لأن شعوب هذه الدول مضطهدة أيضا لأنها ابتليت في تأخير شعوبها في كل المجالات وهي التي أوجدت أجيالا تربت في ظل ظلمهم لا يؤمنون إلا بالإقصاء والتهميش والعسكرة وزرع الشوفينية، وجلبت للمنطقة الكوارث والويلات قديماً وحديثاً ولاتزال  الشعوب المضطهدة هي التي تدفع الثمن وتبقى ضحية مشاريعهم العنصرية لكن في نهاية المطاف هي التي ستنتصر لأنها صاحبة الحق وما يحدث في منطقتنا اليوم من الانهيارات للمؤسسات الفكرية والثقافية للأنظمة الشمولية لدليل على أن رياح التغيير الديمقراطي آتية وستشمل المنطقة بكاملها حتماً لتحقيق رغبات وطموحات الشعوب وخاصة الشعب الكردي الذي عانى ولايزال الظلم والاضطهاد والتشريدمنذمايقارب المائة عام بعد تطبيق اتفاقية سايكس - بيكو الاستعمارية بعيداً عن إرادة ورغبة شعوب المنطقة والتي زرعت بذور الفتنة والتفرقة والعنصرية والهيمنة فيها وحرمان الشعب الكردي المسالم والسرياني والكلدواثوري والأرمني من حضاراتهم ولغتهم وأوطانهم .
ونحن اليوم أمام مهام صعبة للاستعداد لمرحلة مابعد هذه الانهيارات التي جلبت معها تحولات ساهمت في توضيح معالم جغرافية سياسية جديدة وحالة انتقالية صعبة بسبب افرازات الأزمة السورية وتفاعلاتها الداخلية والاقليمية والدولية التي ساعدت بدورها في التغيير البنيوي والجوهري للتوجهات السياسية والمواقف وبكل الاتجاهات والتخلص من براثن التخلف التي أوجدتها الأنظمة الشمولية منها النظام السوري وبحكم مركزيته غابت الحياةالسياسية الديمقراطية والمشاريع الوطنية التي تخدم مصلحة الشعب السوري، وكان توجهه واضحاً بإقصاء الشعب الكردي ومحاولات مسحه من الخارطة السياسية السورية بل من الذاكرة الوطنية وذلك من خلال تطبيق المشاريع العنصرية من حزام وإحصاء وغيرها .
وأمام هذا الواقع المعقد وفي هذه المرحلة الحساسة يطلب التحرك بعقلانية وممارسة السياسة بامتياز وأخذ العبر من تجارب الشعوب والاستفادة من صمود وخبرة المناضلين الذين ضحوا وقدموا الكثير في سبيل إنقاذ شعوبهم ونخصهم بالذكر –ملا مصطفى البرزاني– نيلسون مانديلا – ليلى قاسم – غيفارا ...الخ. ووضع جميع الأمور الخلافية الثانوية جانباً للعمل من أجل :
1-    إيقاف قتل الشعب السوري وعودة المهجرين إلى وطنهم وإطلاق سراح المعتقلين .
2-    إيجاد حل سلمي للأزمة السورية وبإشراف الأمم المتحدة أساسها الإتيان بنظام ديمقراطي برلماني تعددي للتخلص من الاستبداد والإقصاء والتهميش والمركزية في الحكم .
3-    تثبيت الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا ووجوده دستوريا وفق المواثيق والعهود الدولية، وضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري .
وهنا لابد من التحرك السريع للأحزاب الكردية في الساحة السياسية لتوحيد صفوفها وخطابها السياسي لأنها تدخل حتما في مصلحة الشعب الكردي الذي نال المآسي والويلات على أيدي الأنظمة المستبدة وهو يعيش على أرضه التاريخية وفتح المجال للطبقة المثقفة لتوطيد التعاون مع الأخوة العرب والسريان والكلدواثوريين في المشاريع الوطنية التي تصب في مصلحة الشعب السوري والمنطقة ومنح المرأة الكردية المثقفة مجالاً أوسع وحرية كاملة لتلعب دورها إلى جانب الرجل لأن المرأة التي تتمتع بحريتها تكون أكثر جرأة لاتخاذ المواقف السياسية كما أنها لا تحب الغموض والتعقيد وتبقى صادقة ووفية لشعبها وبأسلوبها المرن واللطيف تساهم في كسب الأصدقاء لقضيتها ومن طبعها أنها تكره التفرقة والظلم مهما كانت الذرائع.وهمها وهم الرجل معاً ترسيخ الحرية والعدالة والمساواة لعموم فئات الشعب.
فألف تحية وتحية إلى المرأة في كل مكان بمناسبة عيد المرأة العالمي
وتحية اجلال واكرام للمرأة الجائعة والسجينة والنازحة والمقاومة والصامدة والمربية السوريات في هذه الثورة المباركة.

                                                                 الهيئة الإدارية
لمنظمات من حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)