رسالة ليس لها جواب…

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

وحينما يدعوني الفناء في قلبي.. حتى أوجه للإنسان في سوريا سلام...
أرسل مع نسيم الصدى رسالة ليس لها جواب… ذلك الصدى سيعود إلي حاملا ما أرسلته من كلام… لكن حقا… هل من كلام..

إنتهى الكلام
الإنسان يحيا في سوريا الحبيبة عصرا من الظلام
لا شأن لي بأي أحد أو طرف من الأطراف أو أية أسباب… جميعها أوهام
وحده حقيقي هو هذا الإنسان ولد كي يحيا في سلام

لمست قلبي صورة رأيتها اليوم ترمز لأن الكثير من العائلات في سوريا الحبيبة باتت تعرف عن أفرادها.. فيقف بعضهم وتضم الصورة إلى جوارهم قبراً فيه من فارقوهم بسبب الحروب وباتوا فيه نزلاء
كل الكلام تافه بال سقيم أمام هذا البلاء

وتظل المعاناة وألم عيش ليلها الطويل رفيقة ونديمة من طالتهم يداها
وتظل النار لا تحرق سوى صاحبها لكن ليس إن علمنا وفَهمنا وعشنا بل ورأينا حقيقة أننا كيانا كونيا واحدا.. كيانا انقسم بعد نزوله من العلاء ليغدو على الأرض أفرادا هي وحدة واحدة متصلة ببعضها في الخفاء

كيف لإنسان أن يسعد أو يهنأ حقا وحق الإنسان بالحياة في سوريا الحبيبة يهتك في أبشع الصور والأشكال التي تفوق أسوء التصورات..
مَن اخترع الأسلحة بجميع أنواعها ومن الذي صنعها.. لابد أنه كان عقل شديد الغباء

بأي حق ندمر جسد ونفس وسيكولوجية إنسان..
ماذا عن الأطفال..
لاوعيهم سيجمع ما يجمعه من ذاكرة مخيفة.. ذكريات عنيفة والشكر لجميع أصحاب الحروب من كل الملل والأشكال والإنتماءات

ماذا فعلنا..
جميعنا منافقين
وجدنا مبررا للإفصاح عن غضبنا وحقدنا وكَبتنا ومرضنا النفسي الدفين فقتلنا الإنسان تحت جميع العناوين

ألم نقف يوما ونكون لأرواحنا من السائلين..
ماذا سيحل برحلتك الكونية الأبدية.. ماذا سيتحتم عليك من كارمات تقضينها وكيف سيكون حالنا حينما بمأساة ما تسببت به أيدينا لغيرنا.. سوف تشعرين.. حينما تكونين في نفس موقف من فقد أسرته أو تشوهت نفسه وجسده.. من دمرت حياته.. تعيشين..

ألهذه الدرجة بتنا عميان طرشان حاقدين جاهلين..
نقتل الإنسان لأجل طوائف متنازعة بإسم الدين..

إمنحوا الإنسان محبة.. إمنحوه رحمة.. إمنحوه عيشا بريئا هادئا مستكينا… إمنحوه صباحا لا يسمع فيه سوى صوت العصافير لا المدافع وأنين الدمع الحزين… إمنحوه ظهرا يعود فيه إلى منزله يسعد مع عائلته يسترخي ويقضي أوقاته كما يحلو له فيحتفل بحياته مع المحبين… إمنحوه مساء حنونا طيبا يتأمل فيه لفحة النسيم الصديق على وجهه.. يكون فيه عاشقا يمشي على شاطىء البحر ناظرا إلى النجوم.. يجتمع ويسهر ويتسامر مع الساهرين… إمنحوه فرصة يحكي فيها عن موهبته حكايات… وسيقول لكم هذا هو الدين

الدين أسلوب حياة فيه نسيمات محبة وحرية وبراءة.. فيه نفحات طفولية رقيقات بريئات
الدين حال وعيٍ تحترم و تقَدس في حضرته جميع أشكال الحياة
غير هذا فأديانكم عناوين تخفي خلفها رياء ونفاق وعنف ودماء السياسات

في الواقع كفانا من كلمة دين… لا معنى لها… إنما المعنى في التدين… والتدين معنى يعني حال الوعي الصافي الرقراق اللين كبراعم زهور الصباح اليانعات والخالي من أي غضب وكره وغيرة وفكرة وسيطرة وعنف.. خالي من كل شيء إلا سر المحبة ينبض بها قلب الكون كما ندى الفَجر قبيل أن يصل الصباح فتفتح قلبها البتلات

لأناس من سوريا الحبيبة في بعض الشوارع والطرقات وممرات البيوت .. حكاوي وأيام جميلة وذكريات
هكذا ندمر ونسحق دون أن نسأل ونفهم بل ونأخذ رأي الإنسان..
ما علة الحروب هذه..
فرق متنازعة ليس فقط في سوريا الحبيبة بل في كل مكان… يظن طرفاها أنهما في الكون وحدهما ولا وجود لأحد غيرهما.. فلا يستشيرا الإنسان الذي يحيا في سلام… الذي حقه أن يحيا في أمن وأمان… ويبدآ بشتى أنواع العنف والغليان دون سؤال… دون استئذان… ألهذا الحد بات الإنسان مهان..

لأناس في سوريا الحبيبة عائلات وحكايات مودة ومحبة مع قلوب أبرياء… قلوب قدرها أن تلتقي وتجتمع على ممرات الحياة… ببساطة نقتلها فنحرمها سعادتها واحتفالها… نحرم الأطفال من أهاليها والأهالي من أطفالها..

آآآآآه كم سيحيا جميع صناع الحروب على درب رحلتهم الأبدية حملا ثقيلا تلاحقهم فيه أرواح ظلموها وداسوا بصخر سلاحهم على أزهار قلوبهم الطرية فسحقوها…

الوجود ميزان… الوجود مرآة تريك ما أنت بفاعل
ولا تظنوا أعذاركم الواهية بالنسبة للوجود بأعذار مقبولات
لن يجد الوجود للعنف تبرير مهما كانت في نظركم مقدسة ومبجلة تلك التي تستخدمونها من عبارات

الإنسان نفس من معدن الحب صيغت.. فيها بذرة الألوهية.. وقدرة الفناء فالتوحد شذرات نور في جميع السماوات… ترانا نحمل كل هذا وسيجد الوجود للعنف في حياتنا تبريرات..
هذا شيء كثير
للشقفة مثير

أنتم تلعبون بأقدار البشر
أنتم تعبثون برحلات أرواحٍ أتت اليوم إلى الأرض في هيئة بشر
لماذا تلقون على كاهلكم هكذا حمولة جامدة صلبة كالحجر..

إنتهى الكلام
وها هو نسيم الصدى يعيد لي رسالتي كما هي
لم يسمعها صناع الحروب
ستسمعها قلوب البشر في سوريا الحبيبة
لكن الرسالة ستظل رسالة
كلمات أشبه بجناحات لأجل أن تحمل إحساسي الذي يكتسي لحالنا جميعاً بالعبرات

سوريا لنا جميعاً مقال
بأننا فشلنا في أداء رسالة الحياة
بأننا لم نصل بعد لمستوى أن نكون إنسان
بأننا لم نصل بعد لمستوى الحيوان

بأننا خدعتنا كلماتنا المعسولات ومعتقداتنا المتكلفات المتَصنعات وثقافاتنا المزيفات… بأننا لاشيء سوى مجموعة من الآلات لا قلب لها ولا روح ولا حتى اقتربنا من أن نكون أوراق شجر يابسات… أننا بتنا على الأرض عالة لا ننتمي إليها فقد أذيناها شر إيذاء.. فما حفظناها… ما طلناها وما طُلنا السماء