أحمد العربي : الصراع مع القاعده في سوريا... .شر لا بد منه..؟!!.

2014-01-07

حذرنا...
.طالبنا بالتوحيد والضبط والعزل...
.اليوم جبهة اخرى تفتح...
.نحن امام المجهول ...
.ان لم نعرف ماذا نصنع...؟.
.وكيف...؟...

اولا.نعلم ان الربيع العربي.والسوري منه.لم يكن يمتلك من شروط الثورة الا اسبابها الموضوعيه.من مظلومية طالت كل شيئ في حياة الناس.في الحريه المغتصبه. والكرامة المهدورة.والعدالة الغائبة .ولقمة العيش التي كانت مستحيلة وقرينة للذل والمهانه.كنا مهدورين ومستباحين داخلا وخارجا..

.منعنا وعبر نصف قرن تقريبا .من ان نشكل قوة سياسيه قادرة ان تمثل الشعب وتقودة لمصالحه .بمواجهة الانظمة الاستبداديه التابعه.كان مصيرنا السجون والمقابر والمنافي..واحتلت الانظمة الفضاء السياسي للبلاد كما احتلت كل شيئ...لذلك عندما قام ربيعنا وتحول لثورة مسلحه.كان كالوليد الذي خاض معاركة طفلا .يحتاج للوعي والعلمية وادراك الصديق والعدو والقوى الدولية والفاعلة.من مع النظام ولماذا ؟.من مع الثورة ولماذا ؟ .والى اي مدى وكيف.؟..كنا بحاجه للبندقيه.وللتنظيم وللرؤيه السياسيه. ولممثلين سياسيين لثوار الارض. بصدق وايمان ومسؤوليه..كل ذلك بدأ من الصفر .وكان هناك معيقات.؟!!.

ثانيا.عندما كنا في المرحلة السلميه من ثورتنا .كنا باهرين للعالم ولانفسنا ايضا..فربع الشعب السوري كان في الشارع..وهذا ما لم يحصل في التاريخ ابدا...وعندما تحولنا للعمل الثوري المسلح.لمواجهة عنف النظام ووحشيته. وقرارة ان يعيدنا عبيدا في مزرعته.ولو افنانا.كان اغلب شبابنا منخرطون في الثورة..وعندما تحولنا للعمل الميداني المباشر..كنا نتشكل مجموعات صغيره تتحرك لضرب مواقع النظام وتجمعاته... ولان كل العالم كان معنيا بما يحصل عندنا.اولهم النظام الوحشي وامتداده في ايران وحزب الله وعراق المالكي وداعمه الدولي روسيا.كان قرارهم الاستمرار بالحكم باي ثمن.ودعم النظام استراتيجيا وباي شيئ وبكل شيئ.وكان موقف الغرب محكوما بضوابط مصلحته.واركانها اسرائيل التي ارتأت ان تحويل سوريا لبؤرة صراع بين اعدائها افضل حل لمصلحتها.وكذلك مصالح الغرب الاستراتيجيه .بالنفط وغيره.وبالحكومات التابعه مطلقا والتي يجب ان يتوقف الربيع العربي في سوريا.وان يتم قتله حيث انتصر..

ثالثا.على مدى الاعوام التي مرت في سوريا..في صراع الشعب ضد النظام.كان واقع حال اللاعبين الدوليين.يقول سوريا ازمة تدار لمصالح الكل وبالدم السوري وليس لها ان تحل بالقريب العاجل.فالشعب منع النظام بالمطلق ان يعيد سيرته الاولى الاستبداديه.وترك النظام يقتل الشعب ويدمر البلد.وترك يزيد من التحشيد الطائفي.. وفيما يتعلق بالثوار فقد سمح بامدادهم بما يجعلهم يستمروا بالصراع ولا ينتصروا على النظام...ومنعوا من التوحد عبر تعدد مصادر الدعم .وعبر خلق الولاءات الفرعيه للفرقاء الاقليميين.الداعمين للثورة. وهذا يتراكم مع ان الثوار بدؤوا من الصفر المطلق في كل شيئ .بنيه تنظيمه وفكريه وسياسيه..لا يمتلكون غير شرعية الثورة. ووضوح العدو وضرورة الصراع معه..

رابعا.من هنا جاءت نشأة الثورة المسلحة .عفويه وعشوائيه.وبلا استراتيجيه واضحه. ومفتقدة للخطط ولآلية عمل تضعها في طريق تحديد الهدف والتحرك له ..عبر السلوك للوصول للهدف....في هذا المناخ حضرت القاعده..ولم تكن بعيده .بعضهم خرج من سجون النظام في سوريا والعراق. وبعضهم على الارض في العراق. والبعض جاء من انحاء العالم.فهنا معركة مع نظام يكفرونه .ونصرة لمسلمين ومحاربة الغرب عبر المعركة في سوريا. وبناء دولتهم الاسلاميه الموعوده. كانت البدايه بجبهة النصره وكانت قد ملأت فراغا .من غياب الدعم والامداد.وامتدت في شباب الثورة السوريه.مقدمة الحاضنه والسلاح والمال.. وكانت اقرب لاجندة الثورة.بثوابتها اسقاط النظام ومحاسبته وبناء دولة يرضى عنها الشعب..ولكن ذلك لم يرق لقيادة القاعدة .وحصل خلاف بينهم تولد عنه النصرة وداعش...التي عرفت بتاريخها في العراق. قوة عسكرية باطشة.تحمل رؤيا فكريه متخلفه مرفوضه اسلاميا من الكثير. تكفر الاخرين وتقصيهم.وتقتل من لا يعلن الولاء لها.تعتمد اسلوب التفجيرات في المناطق الامنه وبين الناس.تستسهل هدر دم الناس للوصول لاهدافها.المهم هي بنيه مغلقه ومبهمة ومرفوضه شعبيا.وتعتمد شرعية القوة التي تملكها .مغطية نفسها بشرعية دينية مدعاة...

خامسا.عندما حضرت القاعده الى سوريا. رفعنا الصوت عاليا.انه يجب ان يكون هناك توافق بين كل الثوار على الارض.حول موقف استراتيجي موحد من النظام.والية مواجهته.طالبنا بالتوحد الميداني..وطالبنا بوجود الية ضابطة للكل .وملزمة ومحدده لمسار العمل العسكري بمواجهة النظام. وبالتعامل مع المناطق المحررة. ومع الشعب ايضا .وطرحنا فكرة ميثاق شرف للعمل المسلح بين الفرقاء.وطالبنا بوجود اتفاق القوة .الذي يعني عمل المجموع لضبط المخطئ او المسيئ للثورة او الشعب. ولو بالقوة لمصلحة الثورة...كل ذلك لم يحصل .لاسباب بعضها لعدم نضج الثوار سياسيا لادراك ذلك. وبعضهم لان داعميهم اوهموهم بقوتهم هكذا متفرقين. وبعضهم كالقاعده لا تؤمن الا بمن يتبعها كبيعة مطلقه.يعني معي او تكون عدوا...

سادسا.على الارض فرض التفرق وتعدد الولاءات وغياب استراتيجيه عمل موحده. وصراع السيطرة ولمن الهيمنه .فرض نفسه كمقدمه للصراع وبين الكل.للاسف..؟!.ولان القاعده كانت تمتلك رؤيا وتعرف ماذا تريد..فقد عملت لتحويل المناطق المحررة لمشروعها.عبر اعادة احتلالها وفرض هيمنتها. ولم تواجه من احد. وذلك لان الثوار تصرفوا وفق اولويه الصراع مع النظام. والحقيقة انهم بتفرقهم كانوا اضعف من ان يواجهوا القاعده.فهي الاقوى وتصرفت هكذا...اخذت مواقع وقتلت ناشطين وقاده للثوار..تصرفت بعنجهية تذكر بالنظام وافعاله.في البداية اعتمدت ضرب بعض الحركات كاحفاد الرسول واسمتهم صحوات.والبعض صمت عنهم واعتقد ان الخلفية الاسلاميه المدعاة ستحميهم او تجعلهم متقاربين..ولكن كان لا بد من وصول الحالة الا مرحلة الصراع. لاختلاف الاجندات ولصراع الهيمنه.فقانون الاتفاق او الصراع يحكم كل عمل سياسي. خاصة في مناخ ثورة تتشابك معها كل الاطراف دوليا واقليميا ومحليا...

سابعا.الان ابتدءنا رحلة جديده مريره لا نريدها لكنها حتميه.الصراع مع القاعده.. والغاء حضورها وتحجيم فاعليتها.التوحد الحاصل حجمها كثيرا لكن لن ينهيها على المدى القريب.قد تنتقل للعمل التفجيري وتعتبر الثوار اعداءها كما النظام.وقد تعتبر الشعب عدوها لانه لم يحتضنها..نحن موعودون مع عمليات تنكيل وتفجير وقتل مجاني خارج المعركة مع النظام..هكذا يريد اعداء الشعب وهكذا يحصل...المهم تحجيمهم واستئصالهم وفتح باب التوبة والانسحابات منهم .والمهم ان يعود اولادنا الذين وجدوا عند القاعده المال والسلاح والهيبه. ويجدوا ذلك في ثورتهم وثوارهم... وان ننتقل نهائيا من الفرقة للتوحد على رؤية استراتيجيه.تعتمد المصلحة الوطنيه السوريه.والشعب السوري مرجعها. وان تتكامل مع السياسيين وتأخذ الثورة والشعب للنصر بأذن الله...

اخيرا.نحن الان امام استحقاقات كثيرة .وان لم ندرك ماذا نريد ؟.وكيف نصل له؟.فنحن نتحول لمجرد ادوات الغير لضرب الشعب .ولمصلحة كل الاعداء والشعب هو الضحيه.. امامنا القاعده وتحجيمها ؟.امامنا جنيف وكيف نتصرف.؟. امامنا الائتلاف وكيف يكون بحجم مسؤوليته التاريخيه امام الشعب.؟. امامنا مؤتمر قرطبه وكيف يكون خطوة على طريق الثورة.؟. وامامنا اجتماع اعلان دمشق القادم وكيف نكون كلنا في المسار واضحين ومتفاهمين .؟..وفي المسيرة متوحدين...
.الدم السوري المستباح ينادي فهل من مستجيب..؟!!..
..احمد العربي...
7.1.2014...



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.