كيف يفكر مثقفو شمال كوردستان بصدد ما يجري في غرب كوردستان! .. في غرب كوردستان حزب PKK/PYD يبني نظاماً تسلطياً وشمولياًغير ديموقراطي

2014-01-04

في غرب كوردستان
حزب PKK/PYD
يبني نظاماً تسلطياً وشمولياًغير ديموقراطي
الأستاذ إبراهيم گوڇلوAmed 28 /11/2013
ترجمة عن الكوردية: جان كورد
http://cankurd.wordpress.comcankurd@mail.dekurdistanicom@yahoo.dekurdaxi...
بعد اتفاقية لوزان تم تقسيم كوردستان، وخضوع الجزء الصغير منه – جنوب غرب كوردستان – إلى السلطة السورية. وللأسف ألف مرة، بعد أن قامت في غرب كوردستان سلطة سورية، تأسس في كوردستان نظام أدنى من الاستعمار.

فقد أصبح الشعب الكوردي محروماً من كل حقوقه القومية، وفقد في وطنه الحكموالسلطة بكل أشكالها. فتعرض إلى الظلم وعدوانٍ لا إنساني. ولم يتم قبول الكورد كمواطنين سوريين أيضاً، ولم يكن لهم الحق في التعلم في المدارس العربية، أو أن يجدوا لهم عملاً بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية. ولم يكن يحق للكورد أن يصبحوا أصحاب ملك أو بيت. إذا ما أردنا تثبيت حال الكورد على العموم في تلك الأوقات، فسيكون كالتالي: كانت كوردستان قد أصبحت وطناً مجزأً والكورد أمةً ممزقة أيضاً، وفي كل جزءٍ من كوردستان كانت الأمة الكوردية محرومة من حقوقها القومية، الاجتماعية والثقافية.
ولذا انتفض الكورد في وجه النظام الاستعماري وكافحوا من أجل حريتهم ومن أجل أن يصبحوا حاكمين لأنفسهم. ولأن كوردستان صارت مجزأة، لذا لأنهم لم يشرعوا بالكفاح معاً، ولم يستمروا. ولم يكن شكل الكفاح القومي واحداً في الأجزاء المختلفة.
في الأجزاء الثلاثة من كوردستان (شمال-جنوب– شرق) حيث توافرت الظروف من أجل الكفاح المسلح، فقد حدث الكفاح المسلح بعض الأحيان.
في غرب كوردستان، لم يحدث أن بدأ كفاح مسلح كشكل نضالي في وقتٍ من الأوقات من أجل انتزاع الحقوق القومية. لذا فإن غرب كوردستان كان على الدوام ذي خاصية معينة. وتم قبول المسلك السياسي في غرب كوردستان طريق استراتيجية للحصول على الحقوق، وتم التنظيم على هذا الأساس.
إحدى خصوصيات غرب كوردستان هي أنه على أثر الثورات في شمال وجنوب كوردستان قد التجأ عدد كبير من رؤساء وكتاب وسياسيي القضية الكوردية إلى هناك، ولذلك فقد كان في غرب كوردستان طاقة ثقافية حيوية وكبيرة جداً. ولذا فإن التنظيم الكوردستاني (خويبون – Xweybûn) تأسس في غرب كوردستان، وصار عاملاً مساعداً للثورات القومية في الأجزاء الثلاثة الأخرى أيضاً.
وعلى أساس هذه الثقافة وتجارب الثورات القومية أيضاً: فقد تأسس في عام 1957 "الحزب الديموقراطي الكوردستاني – سوريا). ولذلك فإن القصد من تأسيس الحزب وهدفه كان توحيد كوردستانواستقلال كوردستان. ولكن تم تغيير اسم الحزب بعد فترة إلى "الحزب الديموقراطي الكوردي في سوريا"، عندها خاض الحزب سياسة محلية من أجل غرب كوردستان.
أصبح الحزب في غرب كوردستان في فترة وجيزة قوياً جداًوكتلوياً (جماهيرياً). ولكن مع الأسف ألف مرة، فإن الدولة المستعمِرة لم تفسح المجال للحركة في غرب كوردستان لتتقدم، بل قامت بعمليات كبيرة ضد الحزب، فاعتقلت مؤسسي الحزب ومسؤوليه وعذبتهم وحكمت عليهم (بدأت حملة الاعتقالات قبل تغيير إسم الحزب – المترجم) ولكن الحزب لم يتخلَ عن نضاله، واستمر في نضاله في ظروف عسيرة وخطيرة للغاية، فظل واقفاً على قدميه، وأصبح في سوريا معارضاً قوياً ومنظماً في سرية باستمرار.
تعرض الحزب في عام 1966 (في عام 1965-المترجم) إلى الانشقاق تحت تأثير الحركة القومية في جنوب كوردستان. فانتظم الشق اليساري والشق اليميني كل على حدة. ويمكن للمرء القول بأن انشقاق الحزب آنذاك قد فتح الباب لمزيدٍ من الانقسام الحزبي والتعددية، إلا أنه من ناحية التمثيل المجتمعي والديموقراطية كان تقدماً إيجابياً.
******
أخذت الحركة القومية في غرب كوردستان لوناً آخر ودخلت مرحلةً جديدة في عام 1980، خاصةً بعد أن ربط نظام البعث حزب العمال الكوردستانيPKK بنفسه. ولكي يجعل النظام البعثي الحركة القومية في غرب كوردستان والأحزاب وقادة الكورد بلا اعتبار فإنه قد أعلن عليها الهجوم عن طريق تسخير PKKومارس ضدها حملة شعواء، ووضع آلاف الشباب الكورد في خدمةPKK، لا ليناضلوا من أجل مناطقهم، وإنما في ليحاربوا في شمال كوردستان، فقتل الآلاف من شباب غرب كوردستان ضمن صفوفPKKفي شمال كوردستان.
وصل هذا المشروع بعد فترةٍ من الزمن إلى مرحلة أن قام حزب العمال الكوردستاني PKK بتأسيس حزب الاتحاد الديموقراطي PYD، الذي كان ثمرة تلك الجهود المشتركة، لذا فإن إسم هذا التنظيم خالٍ من "الكورد" و "كوردستان".
بعد تأسيس حزب الاتحاد الديموقراطي فإنه عمل منفرداً وتسلطياً حتى يتمكن من تصفية تنظيمات غرب كوردستان، وتسبب في وقوع حوادث سيئة عديدة، إلا أنه لم ينجح في مساعيه تلك، فالشعب الكوردي لم يسمح لPYDأن يكون التنظيم الوحيد، فحافظ على حياة تنظيماته القومية.
ولكن من أجلPYDسنحت فرصة، ألا وهي قيام الثورة السورية ضد نظام البعث في عام 2001 في مدينة درعا، فأظهر الحراك القومي للشعب الكوردي في غرب كوردستان وتنظيماته لإسقاط نظام البعث الشمولي، الاستعماري، الفاشي، وإقامة نظام تعددي الأحزاب وبرلماني موقفه الداعم. فقط حزب PYDهو الذي أبدى موقفاً سلبياً من الثورة وظل مع بقاء نظام البعث قائماً.
لذا، من أجل أن لاتتحالف المعارضة الكوردية مع المعارضة العربية، فإن النظام قد ساعد حزب PYDبشدة ليقوى وأفسح له المجال ومده بالامكانات الكبيرة.
ومن جل ذلك، فقد سعى حزبPYD للقيام بواجباته تجاه جهود نظام البعث وارتكب أعمالاً لاإنسانية وقتل رؤساء وأعضاء الأحزاب القومية الكوردية.
في بداية الثورة السورية لم تكن تنظيمات كوردستان متفقة فيما بينها، فكيف سيكون وضع كوردستان بعد إسقاط نظام البعث. في هذه المسألة الاستراتيجية أيضاًلم تكن ذات هدفٍ موحد.
لذا بدأت محاولة من أجل أن توحد تنظيمات غرب كوردستان هدفها ونضالها. لذلك انعقد "المؤتمر الوطني الكوردي في سوريا"، فتقرر الاتحاد والنضال المشترك في المؤتمر، ومن أجل ممارسة النضال المشترك تأسس "المجلس الوطني الكوردي في سوريا-ENKS"، وبقي حزب الاتحاد الديموقراطيPYD خارج هذا الوحدة، لأنPYDما كان يريد لنظام البعث أن يسقط.ولكن في المؤتمر لم يقرر شيء عن وضع كوردستان، إلا أنه كان الرأي العام يميل إلى إيجاد وضع شبيه بموديل إقليم جنوب كوردستان(أي الفيدرالية - المترجم).
بعد ذلك، في المؤتمر الثاني للمجلس الوطني الكورديتم إقرار أن تصبح الدولة السورية دولة فيدرالية ويكون وضع كوردستان فيها فيدرالياً.
هذا الموقف وهذا القرار كان هاماً جداً لغرب كوردستان وحلاً لمشكلة تاريخية.
وقف حزب PYDموقفاً معارضاً من الحل الفيدرالي، لأنPYDكان يريد حلاً على شكل "إدارة ديموقراطية" في ظل نظام البعث.
هذه الاستراتيجية كانت في نظر الراي العام استراتيجية حزب PKK, وهذا ما أظهر أن حزب PYD ليس حزباً لغرب كوردستان وإنما هو تنظيم لحزب PKK. وهذا ما أوضح أن حزبPYDعثرة في غرب كوردستان، كان من الواجب حل هذه المعضلة وإبعاد حزبPYDعن نظام البعث. لذا أراد رئيس دولة (إقليم – المترجم) جنوب كوردستان الفيدرالية أيضاً أن يعقد اجتماعاً لكل تنظيمات غرب كوردستان ومن ضمنه PYD. ونجح رئيس كوردستان في محاولته هذه في وقتٍ قصير، فانعقد الاجتماع في هولير.
وتمخض ذلك الاجتماع عن "اتفاقية هولير" التي نصت على عمل كل تنظيمات غرب كوردستان (أحزاب المجلس الوطني ومجلس غرب كوردستان فقط – المترجم) معاً وتشكيل "الهيئة الكوردية العليا" لغرب كوردستان تتولى قيادة النضال المشترك وأن لايشكل تنظيم ما لوحده قوات مسلحة.
مع الأسف ألف مرة، فإن PYDلم ينفذ مضمون تلك الاتفاقيةولايستطيع تنفيذها لأنه تنظيم تابع لنظام البعث ولحزب PKK. وإن حزب PKKالذي أوقف القتال في تركيا أراد نقل قواته مؤقتاً إلى غرب كوردستان. وقام بذلك فعلاً. وتشكل قوات حزب PYD بأيادي حزب PKK والآن جميع مسؤولي حزب PYDمنه والنظام يدعم ذلك.
وضع النظام لنفسه في غرب كوردستان سياسة استراتيجية جديدة فجعلحزب PYDشريكاً له. وهذا هو ما دفع بالمعارضة العربية الإسلامية والجيش الحر إلى اتخاذ حزب PYD هدفاً لهم ويحاربونه وكذلك الكورد جميعاً. فنجح نظام البعث في استراتيجيته هذه بأن دخل القتال في غرب كوردستان، ودفع بحزب PYD إلى القتال بجانبه، وأضطر الكورد إلى التجمع حول PYD.
بعد أن وطأحزب PYDاتفاقية هولير، قام بمعاداة ومهاجمة سلطة دولة جنوب كوردستان الفيدرالية أيضاً. لذا أظهر رئيس إقليم جنوب كوردستان موقفه صراحةضد PYD قبل مجيئه إلى ديار بكر (آمد) بفترة، على أن "حزب PYD يخرق اتفاقية هولير، ويعمل على تصفية تنظيمات غرب كوردستان، وبناء دكتاتورية في غرب كوردستان."
ومن ناحية أخرى، فقد عمل PYD على تقوية علاقاته مع إيران، وحكومة المالكي وروسيا، في الوقت الذي عملت تركيا على تدجين الكورد من خلال تسخير أوجلان. كما أقام علاقات مع الاستخبارات التركية (MIT).
أثبت PYDبهذا أنه يتعامل مع أصدقاء وحلفاء نظام البعث، وعليه كان يجب الابتعاد عن الكورد وعن اتفاقية هولير.
وموقفهم هذا لا يزال مستمراً الآن.
إن PYDيبني نظاماً استبدادياً تسلطياً لنفسه، وأقام مجلساً له بطريقة غير ديموقراطية، ويحاول أن يرضخ بنظامه هذا الكورد كلهم له.
هذا الحراك وهذا البناء( السياسي– المترجم) ضد مصلحة الشعب الكوردي. إنه يشكل خطراً على الشعب الكوردي وفي المستقبل سيكون سبباً في أن يقتل الكورد بعضهم بعضاً. وفي الوقت ذاته، فإن هذا الموقف وهذه التركيبة لPYDسيدفع مع اسقاط نظام البعث إلى الهجوم علىPYD وسينجم عن ذلك ضرر لشعبنا الكوردي أيضاً.
هذا النظام الذي يؤسس هو نظام حزبPKK / PYDالاستبدادي الشمولي، إنه نظام (لا) ديموقراطي، على شاكلة نظام البعث.
على PKK / PYD أن يتخليا عن هذه الممارسات، وأن يتحركا مع الكورد، وأن يحترما اتفاقية هولير.

آمد (ديار بكر) 28. 11. 2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.