Sozdar Mîdî : لماذا غرب كُردستان.. وليس كُردستان سوريا؟!

سلسلة سؤال وجواب:
( الحلقة- 1 )
بعد نشر الحلقة (13) من (سلسلة تاريخ إقليم غرب كُردستان- دراسات تاريخية)، وصلني السؤال التالي من أحد الإخوة القراء: " لماذا غرب كُردستان، وليس كُردستان سوريا "؟! ولعل استخدامي عبارة (إقليم غرب كُردستان) دفع القارئ الكريم إلى التساؤل. والجواب هو التالي:

الحقائق المتعلقة بالشعوب والدول من حيث العراقة نوعان:
1 – حقائق مستمرة منذ فجر التاريخ، وهي مؤسّسة على الجغرافيا والتاريخ والثقافة، ومهما عبث بها العابثون تظل صامدة.
2 – حقائق لا يتجاوز عمرها قرناً من الزمان، صنعتها مصالح سياسية عابرة، وليس لها أيّ عُمق جغرافي وتاريخي وثقافي حقيقي.
وكُردستان بأقاليمها الأربعة حقيقة جغرافية وتاريخية وثقافية عريقة، عمرها لا يقل عن خمسة آلاف عام، وصحيح أن المحتلين والمحتالين حاولوا تدميرها، لكن ما زالت الأرض (بتتكلم كُردي) في أسماء الأماكن، وما زال التاريخ (بتكلم كُردي) في الثوارت، وما زالت الثقافة (بتتكلم كُردي) في اللغة والأغاني والأزياء.
أما هذه الدولة التي سُمّيت (الجمهورية السورية) ثم (الجمهورية العربية السورية)، فهي دولة مختلَقة مفبركة، عمرها أقل من قرن، ولم يوجد في التاريخ قطّ دولة بهذا الاسم وبهذه الجغرافيا، إنها من إنتاج مصالح بريطانيا وفرنسا الاستعمارية، وأُلصق بها القسم الجنوبي من غرب كُردستان غصباً، وهي دولة ذاهبة إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً، وما نشهده الآن من صراع فيها وعليها مؤشّر قويّ على أن رحلة الزوال قد بدأت، وعلى أن الأصيل باق والدخيلَ زائل.
وتعلّمت من تاريخ العالم أن أؤسس رؤيتي على الحقائق الراسخة في مسيرة الأمم (الجغرافيا- التاريخ- الثقافة)، وليس على هياكل خاوية مفبركة.
ولذا أقول: "إقليم غرب كُردستان".
ولا أقول: "كُردستان سوريا".
ومهما يكن، فلا بدّ من تحرير كُردستان!
11 – 12 - 2013



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.