جان كورد : إيران في القلمون

2013-11-23

هدد السفير الإيراني غضنفر أصل ركن آبادي على أثر الانفجارين الذين حدثا بالقرب من السفارة الإيراني في بيروت بأنهم سيوزعون الحلوى على الذين قاموا بذلك بعد "تحرير القلمون"! فماذا يعني هذا الكلام الصادر عن سفير دولة عضو في الأمم المتحدة وهو خريج العلوم السياسية وله خبرة جيدة في شؤون الشرق الأوسط؟ أليس هذا تهديداً مباشراً من قبل رجلٍ دبلوماسي وتدخلاً سافراً في الشؤون السورية؟ وماذا يعني بقوله بعد " تحرير القلمون!" وهي منطقة سورية، ليست لبنانية وليست إيرانية؟

لقد كانت الزعامات السياسية والعسكرية الإيرانية قبل بداية الثورة السورية مع الثورات العربية الأخرى وكانت تعتبرها انعكاساً لأفكار الثورة الإسلامية في بلادها، ولكن عندما خرجت الجماهير السورية إلى الشوارع مطالبة بتنحي الأسد انقلبت الآلة الدعائية الإيرانية الشبيهة بإعلام غوبلز النازي إلى عدوٍ لدود للشعب السوري ومدافعٍ لا يستهان بقوته عن نظام العائلة الاسدية، النظام الطائفي العلوي، لما بين هذا النظام وملالي إيران من علاقات استراتيجية في المنطقة برمتها، وراحت الحكومة الإيرانية تساعد الأسد عسكرياً ومالياً وسياسياً ودعائياً واستخباراتياً، ولكنها كانت تنكر ذلك وتزعم بأن لإيران مستشارون فنيون وعسكريون (فقط) في سوريا، كما كانت صنيعته اللبنانية (حزب الشيطان) تنكر التدخل الفعلي في الشأن القتالي السوري الداخلي. ثم أضطر الإيرانيون وغلامهم حسن نصر اللات إلى الاعتراف بأنهم يساعدون الأسد عسكرياً ولكن من أجل "حماية مرقد السيدة زينب" وبعض المراز الشيعية الأخرى في سوريا (فقط)، ثم عندما هوجمت مدينة القصير بعد سلسلة من المذابح في كل من حمص وبانياس على أيدي مرتزق علوي شهيرٍ من تركيا وعصابةٍ من شبيحة الأسد وقواته العسكرية، ووصلت جثامين مقاتلي حزب الشيطان إلى لبنان بأعدادٍ كبيرة، لم يعد لأحد ٍإخفاء أو إنكار ما يجري حقيقةً على الأرض السورية، حيث تتعاون مجاميع مزودة بأحسن أنواع التسليح مؤلفة من قوات حزب الشيطان وأبو الفضل العباس العراقية والباسداران الإيرانية مع فلول الأسد للدفاع عن العاصمة دمشق، بل أضطر حسن نصر اللات إلى القول صراحةً بأن قوات حزبه باقية في سوريا حتى لا تبقى هناك حاجة إليها...

هذا لا يعني أن سوريا محتلة من قبل إيران فحسب، وإنما يتم تهديد شعبها أيضاً من قبل سفيرٍ إيراني بتوزيع "الحلوى!" على أعداء إيران في حال تحرير "القلمون" السوري، وكأن السوريين الذين طردوا فلول النظام من القلمون هم محتلون من خارج سوريا كحزب الشيطان ومن وراءه من إرهابيين على المستوى العالمي، هؤرء الإرهابيين الذين لاتزال أياديهم مخضبة بدماء المئات من رجالات المعارضة الوطنية الإيرانية وقادة الشعب الكوردي، وفي مقدمتهم الدكتور عبد الرحمن قاسملو والدكتور شرف كندي ورفاقهما في المهاجر... هؤلاء الذين يشنقون كل يوم دفعةَ جديدة من أحرار كوردستان وعربستان وبلوجستان وتندد بإرهابهم سائر منظمات حقوق الإنسان في العالم.

سوريا في فم ثعبان إيران أيها الأحرار في العالم كله، ولن يكتفي الثعبان الإيراني بتسميم الشعب السوري وحده وابتلاعه، وإنما هو عامل على توسيع رقعة نفوذه ليس في المنطقة فحسب، وإنما يعتقد بأنه جاء لقيادة البشرية كلها... فهل تسمعون قرع طبول حرب إيران على الشعوب؟



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.