أول مسابقة غنائية على الطريقة الغربية في كوباني

عقيل صفر، إدريس نعسان/ شبكة السنبلة الإخبارية
كوباني 8 – 11- 2013
بإمكانات بسيطة و أدوات متواضعة، أطلقت مؤسسة بياني للثقافة و الفن العنان لأول تجربة من نوعها في مدينة كوباني، و في المناطق الكردية السورية عموماً، و هي مسابقة غنائية على الطراز الغربي، تحمل مسمى "Kurdish idol"، يتسابق في مرحلتها الثانية 11 مشتركاً و مشتركة من أصل 40 تقدموا إليها في مرحلتها الأولى.

و أوضح عادل محمد مدير مؤسسة بياني للثقافة والفن إن فكرة إعلان المسابقة, جاءت نتيجة دراسة معمقة من قبل المؤسسة, كونها معنية بالفن و الموسيقا ,وذلك بهدف ملء الفراغ الناجم عن إهمال حالة البحث عن الموهوبين، واكتشاف الخامات الفنية الغنائية والموسيقية الدفينة في كوباني ,خاصة في ظل التطورات الراهنة، منوهاً أن الثورة لا تقتصر فقط على السياسة والقتال ,بل الثورة الحقيقة تبدأ من الفكر وإنماء الثقافة العامة في المجتمع، وأضاف محمد أنه فور الإعلان عن المسابقة, تقدم إليها نحو /40 / مشاركاً ومشاركة خلال الأسبوع الأول, حيث يتم اختبارهم من قبل اللجنة، مشيراً إلى أن باب الترشيح والمشاركة في المرحلة الأولى مفتوح لكل من يجد في نفسه موهبة الغناء, وسيتم بعدها الانتقال للمرحلة الثانية, ثم الثالثة, واختيار الناجحين الأوائل ,وتأهيلهم تأهيلاً أكاديمياً من قبل أعضاء اللجنة.
بدوره أشاد الفنان رشيد الصوفي عضو لجنة التحكيم بفكرة المسابقة التي تعتبر الأولى من نوعها في كوباني خاصة ,والمناطق الكردية عامة ,وهي بالتالي فرصة حقيقية للكثير من الشباب والشابات لاكتشاف موهبتهم الغنائية من قبل مختصين في الموسيقى والغناء، مشيراً إلى أهمية دعم وتطوير المسابقة وإبرازها بالشكل المناسب، داعياً جميع الفنانين إلى الخروج من البرج العاجي, والتعامل بجدية مع الموهوبين والأرضية الطبيعية للموسيقى والغناء في كوباني.
ونوه الصوفي إلى أنه سيقدم ألحانًا من تأليفه للمتسابقين الأوائل, وذلك بعد تخطيهم جميع مراحل المسابقة بنجاح ,عسى أن يطوروا مهاراتهم الغنائية ,ويصلوا إلى عالم الشهرة خلال المراحل المقبلة، مبدياً استعداده في تقديم ما يلزم من خبرة وإمكانات في سبيل دعم الموسيقى والغناء في المنطقة.
من جهته قال الباحث الموسيقي صلاح محمد وعضو لجنة التحكيم في المسابقة: رغم أن فكرة المسابقة جديدة وغريبة عن المجتمع الكوباني إلى حد ما, إلا أنها لاقت إعجاباً كبيراً من قبل الكثيرين من أبناء وبنات المنطقة , وهذا ما لاحظناه خلال فترة الإعداد والتسجيل .
وأشار إلى أن الاختبارات الأولية لعدد من المشاركين أعطانا نتيجة جيدة ،مفادها وجود الكثير من الخامات والمواهب الفنية الغنائية الدفينة في كوباني, والتي لم تسمح لها الظروف الاجتماعية، والسياسية ،والمادية، بالظهور إلى الواجهة . وأضاف محمد إن نجاح مثل هذه المشاريع الفنية والوصول إلى الغاية المرجوة منها بالشكل المطلوب ،تتطلب إمكانات مادية وعلمية ,وأمكنة خاصة, وما نتمناه هو دعم مثل هذه المبادرات من قبل الميسورين ,والمهتمين بالشأن الفني الغنائي بغية تطويره بالشكل الأكاديمي والفني المناسب . ونوه إلى أن الناجحين الأوائل في المسابقة سوف يتم تدريبهم تدريباً أكاديمياً و بشكل مجاني من قبل أعضاء اللجنة المختصين في الموسيقا والغناء، داعياً أهالي كوباني ممن لديهم أطفال موهوبين في مجال الغناء, إلى تشجيعهم وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في المسابقة خلال الفترات المقبلة.
و قالت ميديا شيخ عثمان/ مدرسة لغة إنكليزية ومشاركة في لجنة التحكيم/: إن مشاركتي جاءت نتيجة موهبتي الموسيقية والاستماع إلى الأغاني القديمة والحديثة، مشيرة إلى أهمية المسابقة التي تعد بادرة هامة من قبل المختصين الأكاديميين في الموسيقى والغناء أمثال: الفنان رشيد الصوفي والأستاذ صلاح محمد ,والقائمين على إدارة مؤسسة بياني للفن والموسيقا الذين ساهموا بشكل كبير في تأمين المكان وكل ما من شأنه نجاح المسابقة وإظهارها بالمظهر اللائق.
و بينت جوكندا كنجو إحدى المتسابقات: إن مشاركتها في المسابقة أتاحت لها إبراز موهبتها الغنائية العفوية بصورة أكاديمية , وذلك عبر تقييم موسيقين مختصين لأداها الغنائي، لافتة إلى دقة الملاحظات وحرفية المسابقة وجديتها في اكتشاف المواهب الفنية الحقيقة , رغم عدم توفر الإمكانات المادية والأجهزة الصوتية اللازمة، متمنية من الجهات السياسية والمنظمات المدنية دعمها للمسابقة بغية تطويرها بالشكل الأكاديمي المعاصر.
بدوره أوضح محمد سعدون أن مشاركته في المسابقة في المجال الغنائي تعد الأولى من نوعها, وهي بالنسبة له , تعتبر فرصة ذهبية لإثبات موهبته وإيصالها للجمهور, سيما وأنه مولع بالموسيقى والغناء ,إضافة إلى حبه الشديد للمسرح وتمثيله العديد من الأدوار الفنية المسرحية.
وقالت نيروز خليل: إنها تغني الأغاني الكردية ,الفلكلورية, والحديثة سماعياً , وحسياً فقط, لا بطريقة أكاديمية تعتمد على النوطة الموسيقية، مشيرة إلى أهمية المسابقة في تطوير واقع الغناء والموسيقى في كوباني, من خلال تشجيع الموهوبين على اكتشاف موهبتهم ,وصقلها ,وتطويرها بالشكل الأكاديمي اللائق . و لفتت خليل إلى الصعوبات التي تعترض الفتاة في ممارسة هوايتها الغنائية والموسيقية في المجتمع, وخاصة التقاليد العشائرية والعادات الاجتماعية المتوارثة، متمنية من الجهات الفاعلة الاهتمام بهكذا مسابقات, ودعمها وتعميمها أكثر في المجتمع الكردي .



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.