أطفال سوريا بين مطرقة الكيميائي وسندان الجوع

 قالت جماعات إغاثة ونشطاء إن الجوع يمثل تهديدا متناميا للسوريين في المناطق المتأثرة بالحرب الدائرة، بينما يموت الآن أطفال من سوء التغذية. ويفاقم من أزمة الغذاء ارتفاع أسعاره، كما أن الخدمات الإغاثية الغذائية للاجئين السوريين في لبنان يتم تقليصها. فأطفال سوريا إما صرعى بالكيميائي أو مهددون بالموت جوعا. 

وصور نشطاء سوريون جثث عدة أطفال تشبه الهياكل العظمية قال الأطباء إنهم ماتوا بسبب سوء التغذية. وأحدث ضحايا الأطفال رنا عبيد التي توفيت يوم الثلاثاء وعمرها سنة واحدة، وأظهرتها الصور وقد برزت ضلوعها وانتفخ بطنها. وقال الأطباء إن رنا تمثل الحالة السادسة لأطفال يموتون من سوء التغذية في ضاحية المعضمية بدمشق.
وأصدرت جماعة "أنقذوا الأطفال" تقريرا عن الجوع قالت فيه إن مثل هذه الحالات تشير إلى احتمال وجود أزمة.
وقال المسؤول بالجماعة جورج غراهام إن تضخم أسعار المواد الغذائية منفلت، وثمة صعوبة في الحصول على الغذاء، ومشكلة كبيرة في الوصول إلى المحتاجين، مشيرا إلى أن كل هذه الصعوبات تؤدي إلى أزمة أمن غذائي.
وتعيش المعضمية تحت حصار قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وتقول الأمم المتحدة إن عمال الإغاثة لم يتمكنوا من زيارة البلدة منذ أكثر من عام بسبب القتال.
وقال عمر -وهو طبيب في البلدة- متحدثا عبر برنامج سكايب على الإنترنت، إن المواد الغذائية لا تبعد سوى عشرات الأمتار، ولكن الأطفال يموتون بسبب نقطة تفتيش أو قناص. 
الغذاء العالمي: 4.25 ملايين سوري
بحاجة إلى مساعدة غذائية (أسوشيتد برس)
 
الغذاء في غلاء
واستشهدت جماعة "أنقذوا الأطفال" بتقارير تشير إلى أن ربع الأسر السورية تمضي عليها أيام قد تصل إلى أسبوع دون أن تتمكن من شراء طعام. ومع أن الغذاء متاح في أغلب الحالات، فإن الأسعار تضاعفت في السنة الأخيرة والفقر يزداد.
 
ويؤكد برنامج الغذاء العالمي أن نحو 4.25 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة غذائية، وهو يستهدف بالمساعدات ثلاثة ملايين شخص في الشهر.
 
لكن غراهام قال إن تقديرات جماعات إغاثية أخرى تشير إلى أن ما لا يقل عن عشرة ملايين شخص يواجهون مشاكل في الحصول على الطعام، مشيرا إلى وجود وضع لا تقدم فيه أية مساعدة على الإطلاق لملايين الأشخاص.
 
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إنهم يسعون جاهدين لإيجاد سبل لدخول مناطق القتال، وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي في بيروت لور شدراوي إن عمال الإغاثة لجؤوا إلى إسقاط الأغذية من الجو على بعض المناطق.
 
وفي تطور متصل قال البرنامج الأممي إنه سيخرج مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من برنامجه للمساعدات الغذائية في لبنان، وذلك لمواجهته صعوبة في مواكبة وتيرة زيادة أعداد اللاجئين.
 
وتدفق أكثر من 750 ألف لاجئ على لبنان منذ بداية الثورة ضد نظام الأسد، ويسجل نحو 15 ألف سوري أنفسهم لدى الأمم المتحدة في لبنان كلاجئين كل أسبوع، الأمر الذي دفع وكالات الإغاثة إلى الإسراع لتدبير المال لمساعدتهم.
 
موارد شحيحة
وصرحت مديرة برنامج الغذاء العالمي في لبنان لين ميلر بأن نحو 30% من اللاجئين السوريين في لبنان لن يحصلوا بعد الآن على قسائم الغذاء من البرنامج، إذ يحاول البرنامج تخصيص الموارد الشحيحة لمن هم في أشد الحاجة إلى المساعدة.
ربع الأسر السورية قد يمضي عليها أسبوع
دون أن تتمكن من شراء طعام (أسوشيتد برس)
 
وأشارت إلى أن القرار اتخذ بعد تقييم حدد أن هؤلاء اللاجئين يمكنهم تلبية حاجتهم عبر سبل أخرى، وأنهم لا يحتاجون إلى مساعدة غذائية من برنامج الغذاء العالمي.
 
ومن المرجح أن يمثل هذا القرار ضربة لكثير من اللاجئين الذين يلاقون صعوبة في تدبير شؤون حياتهم في لبنان، حيث لا وجود لمخيمات رسمية توفر لهم شبكة أمان كما هو الحال في الأردن وتركيا.
 
ويحصل اللاجئون السوريون بموجب النظام الحالي على قسائم طعام قيمتها 27 دولارا من برنامج الغذاء العالمي كل أسبوع يستبدلون الغذاء بها من المتاجر.
 
وتشير الأمم المتحدة إلى أنها لم تحصل إلا على 27% فقط من المساعدات الدولية التي طلبتها من المانحين الدوليين العام الماضي لمساعدة اللاجئين السوريين في أنحاء الشرق الأوسط. 
المصدر:رويترز
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.