لا سلام بلا عدالة وحرية

2013-09-21

 إنه اليوم، الحادي والعشرين من أيلول، يوم "السلام العالمي".

يوم يستيقظ الضمير الإنساني في العالم من سبات عميق، سبات المؤامرات والأنانيات والحروب على امتداد رقعة العالم. ليتأمل واقعه قليلاً، ويستشرِف الغد فيكتشف أن البشرية بهذه المنظومة السياسية، والمعادلات الدولية أضحت اليوم أبعد عن السلام أكثر من أي وقت مضى.
فالأزمات تتفاقم أكثر فأكثر على النطاق العالمي بدءاً من مشكلة البيئة وانتهاءً بمشكلة توزيع الثروة بشكل عادل، مروراً بالتحديات المنتشرة في البلدان النامية لإيجاد نظم سياسية واقتصادية تحفظ للإنسان كرامته، وتفسح المجال أمامه لمشاركة أوسع مع بقية العالم في بناء صرح الحضارة بأبراجها الثلاث: الحرية، والعدالة، والمساواة.
ولم تنفجر الثورة السورية إلاّ بعدما وجد الإنسان السوري، بكافة ألوانه وأطيافه، نفسه في مأزق العدم – مأزق الكرامة الإنسانية، حيث انفلت النظام الأمني الاستبدادي على مدى عقود وهو يعبث بمقدسات المواطن السوري، ويقطع كل خيط ويدمّر كل أمل يربطه بالعالم وبالمستقبل. مصادِراً حاضر سوريا بالسجون والاعتقالات والقوانين الاستثنائية والفساد حتى أجهض مشروع الدولة العصرية، ونهش الدولة بما فيها وما عليها. 
فجاءت الثورة السورية رداً على هذه الممارسات بحقه كإنسان وبحق السلام في هذه البقعة الجميلة من العالم.
إننا في المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في ديرك إذْ نستغل هذه المناسبة نؤكد لشركائنا في سوريا إنّ الثورة السورية ستنتصر بإرادة أبنائها البررة، وإن فجر الحرية قادم لا محال، وإن النظام البعثي الأمني الاستبدادي سينتهي إلى ما لا رجعة.
كما أننا نقول لهم: إنّ السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا إلاّ بعد أن يشعر الكردي بأنه أصبح في قلب معادلة البناء السياسي والاقتصادي بالاعتراف الدستوري الواضح والصريح الذي لا يقبل الشك أو التأويل بحقه كشعب يعيش على أرضه التاريخية ويمتلك كلّ مقومات الأمة الحضارية. فالكرد، أكانوا في كردستان أو في أي بقعة في العالم، هم حاملو راية السلامة منذ خمسٍ وعشرين قرناً، حاملو راية الأخوة والعدالة والمساواة، حاملو راية الحرية والحضارة. إنهم شعب مسالم في الشرق الأوسط لا ينشدون إلاّ الخير والسلام لهم ولشعوب المنطقة والعالم. إنهم توّاقون لإيجاد شريك جدّي لهم ليبنوا معه قيم القرن الحادي والعشرين، قيم الديمقراطية والتعددية لبناء مجتمع مدني يسوده القانون العادل تحت راية السلام بعيداً عن الضغائن والأحقاد والشوفينية البغيضة، الصفات التي كرّسها نظام الاستبداد البعثي بيننا وانتهجها بحق الكرد وبحق القوميات الأخرى في سوريا ردحاً طويلاً من الزمن عاملاً بمبدأ "فرق تسد" الاستعماري المقيت.
ونطالب في الوقت نفسه الدول والقوى التي تساند النظام علناً بالكف عن دعم آلة القتل والدمار وتأجيج الصراع المذهبي في سوريا، وأن تراجع حساباتها وتضم جهودها إلى جهود بقية العالم لإيجاد حل سياسي يرضي السوريين، ويحال المجرمون إلى العدالة الدولية.
إذاً، فلنقرع أجراس السلام معاً أيها السوريون، ليقرعها العالم معنا!
عاش السلام قيمة مطلقة من قيم الحياة!
المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي – ديرك
21 أيلول، 2013
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.