ملف للشعرالكردي في سوريا عن مجلة أوراق لرابطة الكتاب السوريين

القدس العربي: صدر العدد الأول من ‘اوراق’، وهي مجلة تصدر عن رابطة الكتاب السوريين و’تعنى بشؤون الفكر والثقافة والابداع′.

العدد ذو الحجم الكبير (قرابة 400 صفحة) الذي تصدرته لوحة (الأم) للفنان السوري المعتقل يوسف عبدلكي قدم محاور وابوابا عديدة ضمّت دراسات فكرية سياسية ولغوية وتاريخية وتراثية
وقانونية وحوارات، وقراءات فنية وسردا وشعرا ووثائق اضافة الى ملف ضاف لشعراء سورية الأكراد.
 
 
افتتاحية رئيس تحرير المجلة د. صادق جلال العظم ‘اوراق: خطوة نحو الحرية’ رأت في صدور العدد الأول من المجلة ‘خطوة على طريق تخليصنا مما اضطررنا الى استبطانه، على مدى عقود، من قواعد وأصول للتعامل مع نظام القهر والاستبداد عبر التكتم والتقية والنفاق والتلاعب بالكلمات والتظاهر بالتصديق والقبول والاختبار وراء الرموز′.
 
في المحور الفكري نشرت ‘اوراق’ دراسة لعزمي بشارة عن ‘الثورة والمرحلة الانتقالية’ يقوم فيها بتوصيف عميق للحراك باعتباره ‘ثورات ضد الاستبداد، ترفع مطالب الحرية، وتقييد السلطة ومراقبتها، وفصل الأمن عن تدبير حياة الناس اليومية، وعن القرار السياسي والاقتصادي، واستقلال القضاء، ومحاربة الفساد’، ويضع بشارة اليد فيها على اشكاليات عديدة تتعلق بهذه المرحلة الخطيرة مستنتجا في خاتمة مقاله ان ‘الضمان الرئيس′ لحلّها ‘هو مشاركة المجتمعات في السياسة والمجال العام الى درجة تجعل ادارة عجلة التغيير الى الخلف غير ممكنة’.
 
ونشرت المجلة مقابلة متميزة مع امين معلوف ترجمها محمد الجرطي ذكر فيها انه سعيد لكونه عاش ليرى ثورات الربيع العربي وقال ان الاسلام يتوافق مع قيم الديمقراطية ومع العلمانية. وحول امكانية عودة ‘الهويات القاتلة’ قال معلوف ‘لن نعود الى الوراء’، وتوقع ان مشروع التغيير العربي سيتم على مدى عقود ‘يمكن ان يحدث خلالها الافضل او الاسوأ’.
 
سلافوي جيجيك، الفيلسوف السلوفيني كان موضوع مقابلة أخرى في المجلة يستنتج فيها انه ‘بعد الثورات العربية صار التغيير الجذري في العالم ممكناً’، وتطرق جيجيك في المقابلة لموضوعه المفضل، هوليوود، حيث اعتبرها تقوم ‘بدور مراسل صحفي من الجبهة الايديولوجية الامريكية’، حيث يكون أعداء امريكا ‘ليسوا بشراً بل آلات قتل متصالحين بالكامل مع رغبات الانتقام’.
 
وعن موقع ‘اوبن ديموكراسي’ ترجم عدي الزعبي للمجلة ثلاث لقاءات أجراها الموقع مع الكتاب والناشطين السوريين ياسين الحاج صالح وبكر صدقي وحازم نهار. وجه ياسين الحاج صالح في مقابلته رسالة للسياسيين الغربيين قائلا فيها: ‘اخرسوا رجاء وكفاكم غباء وعجرفة!’، اما بكر صدقي فبيّن ان الاسلاميين والعلمانيين التحقوا بالثورة بعد فترة من بدايتها، ووضح حازم نهار بداهة عودة السوريين لثقافتهم الدينية دفاعا عن أنفسهم.
وغطّى العدد حدث رسالة الكاتب الروسي الكبير ميخائيل شيشكين الى السلطات الروسية والتي اتهم فيها النظام الروسي بأنه مجرم وأن مسؤوليه لصوص وتلفزيونه الرسمي مومس، وقدم ترجمة كاملة لها.
 
رفيق شامي، الروائي السوري الذي يكتب بالألمانية، قدّم دراسة جريئة تناولت اشكالية قديمة في الثقافة العربية تكشف الخلل المتبادل بين اللغوي والديني والثقافي، والمتمثل في الخلاف حول عدد أحرف العربية هل هي ثمانية وعشرون ام هي تسعة وعشرون، ويتساءل شامي ‘كيف قبل ملايين العرب بمن فيهم الادباء والفلاسفة وعلماء اللغة من الاحرار والمتمردين، من مصلحين ومتزمتين لغويا مثل هذا الخطأ الفادح؟’.
 
ويتناول عادل بشتاوي أيضا قضية لغوية اشكالية هي ‘المحكيات والفصحى’ ويتناولها تناولا جريئا منذ بداية مقاله معتبرا ان ‘اساس الكلام المحكيّات لا الفصحى التي ابتكرها، كما يبدو، كتبة الملوك والكهنة والشعراء’، ومقالة بشتاوي جزء من كتاب جديد سيصدر له عنوانه ‘اصل الكلام: لسانا العاربة والعربية واصولهما الجنينية في عصر الحجر’، يقدم فيه نظرية جديدة في اللغة معيداً إياها الى نواها الثنائية لا الثلاثية.
 
ويعالج سمير سعيفان، الكاتب والباحث الاقتصادي المعروف في مقالته ‘دور مزعوم للنفط والغاز في الصراع على سورية’ هذه الفرضية المهمّة للصراع مقدّما تفاصيل مهمة فيها وتفنيدات عديدة لها.
 
كما يتناول عدنان عبد الرزاق موضوع التهديم الممنهج للاقتصاد السوري ويعتبر ان مقولة ‘الاسد او نحرق البلد’ مقولة عدمية زادت أكلافها عن 50 مليار دولار.
 
ومن الاقتصاد الى السياسة يتناول سليم البيك مواقف الحركات والاحزاب الفلسطينية من الثورة السورية ملاحظاً تشابهات عديدة بين هذه الحركات والاحزاب رغم اختلافاتها الايديولوجية، واصفاً هذه المواقف بالافلاس الاخلاقي والسياسي معتبراً القيادات الفلسطينية عبئاً على شعبها.
ويقدم امجد ناصر قراءة في كتاب ‘السيطرة الغامضة’ للكاتبة والاكاديمية الاميركية ليزا وادين متناولاً جوانب مهمة منه مثل تحليلها لمواضيع لطرق صناعة الدكتاتور من خلال ‘تقديس القائد’ وصناعة الصورة وفي تأسيس نظام أمني متاهيّ واستخدام ‘سياسة خارجية’ للتغطية على السياسة الداخلية، معتبراً في نهاية مقاله ان سقوط ايقونات النظام هزّت الحكم وأسست لسقوطه.
 
الكاتب والشاعر الليبي فرج العشة قدّم قراءة تاريخية لسورية التي سمّاها ‘فريسة الأسد’ مركزاً على ‘نظرية حماه’ التدميرية التي طبقها النظام السوري على كل سورية، كما أشار الى الاختلافات بين ليبيا وسورية جيوبولوتيكيا واستراتيجيا، من حيث مجاورة اسرائيل وحزب الله وقرب ايران منها.
الجانب النظري للثورة على مستوى المفاهيم قدم قراءة له عدي الزعبي مستخدماً عدّة فلسفية شائقة من ‘كرسي فتجنشتين’ الى ‘طيور اوستن الناطقة’ مستنتجا ان مفهوم الثورة مفتوح وقابل للتغيير.
 
أما الأكاديمي التونسي عز الدين عناية فكتب مقالة عنونها ‘رسالة الى أخي المسيحي في سوريا’ معتبرا انه في عصر الطغيان ‘ضاق فهم المسيحية لدينا، كما ضاق فهم الاسلام، حتى بتنا نرى خلاصنا في طمس ذاكرتنا’.
 
وتساءل عمر قدور في العدد ‘متى يثور الكتّاب على أنفسهم؟’ مشيراً الى انه بعد ان خرج السوريون مضحين بأرواحهم لمقارعة أعتى الأنظمة ‘فذلك مدعاة لأن يتمتع المثقف بجرأة موازية ليثور على ثقافة السلطة وعلى نفسه أيضا’.
 
اما خطيب بدلة ففكك في مقالته ‘سورية دولة القانون’ القوانين السارية المفعول في سورية بدءا من قانون الطوارئ وأمن الدولة والمخابرات العامة وصولا الى أمن البعث وقوانين أخرى كثيرة تجيز الاعدام بسبب الرأي وحماية المجرمين مثل المرسوم التشريعي رقم 69 الذي يحصر ملاحقة عناصر الشرطة والامن السياسي والجمارك المتهمين بممارسة التعذيب بالقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة رغم انهم حسب القانون يتبعون وزارة الداخلية.
 
ملف العدد احتفل ب’شعراء كرد يكتبون باللغة العربية’ بمقدمة لإبراهيم اليوسف وقصائد لابراهيم بركات وابراهيم حسو واديب حسن محمد واحمد حيدر وجان دوست وجميل داري وحسين حبش وخضر سلفيج وخلات احمد وطه الحامد وطه خليل وعبد المقصد حسيني وعمران علي وفتح الله حسيني وفدوى كيلاني وشهناز شيخة ولقمان ديركي ولقمان محمود ومحمد عفيف الحسيني ومحمد نور الحسيني ومروان علي ومروان شيخي ونذير بالو وهوشنك اوسي.
المخرج السينمائي والكاتب هيثم حقي كتب عن مدينته حلب مستعيداً تجربة في الحراك المدني شهدتها المدينة وقام حقي بتصويرها في فيلم ‘حلب.. البعض يفضلها قديمة’، ويشير في مقالته الى مقتل اخته سوسن حقي خلال قصف النظام كلية العمارة بحلب مع 82 طالباً وطالبة.
 
مارتن ماكنسون، الاركيولوجي الفرنسي، قدّم كشف حساب طويل للأماكن الأثرية وذات القيمة التاريخية العالية التي قام النظام بتدميرها خلال حربه على الشعب السوري معنونا مقالته ‘تحطيم الذاكرة وتقسيم شعب: ما لم يدمره تيمورلنك…’.
 
فادي عزام، الروائي والشاعر السوري قام من ناحيته بمقابلة شاب مبدع متخفّ ابتكر اسلوبه الخاص للمشاركة في الثورة السورية من خلال ‘طوابع الثورة السورية’ التي تمجد العمل السلمي وتحاول ردم الهوة بين مختلف الفئات في المجتمع السوري، او كما يقول ‘الكلّ سواسية بالطبع… ما عدا الشبيحة’!
رند عبد الكريم تناولت جانباً خطيراً أخر يتعلق بالتاريخ والتراث السوري وهو موضوع ‘بيع آثار سورية’ الى مؤسسة صهيونية، وتقول رند ان انشطة هذه المؤسسة مرتبطة بابعاد جيوسياسية في المنطقة.
 
فادية لاذقاني قدمت قراءة أدبية لمعرض الفنان والنحات السوري عاصم الباشا ‘تحية الى نمير’، وهو أخوه الذي قتلته قوات النظام السوري.
وقدمت المجلة لقاء خاصاً بها قام به الكاتب والمخرج الفلسطيني حسام عاصي مع المخرج الامريكي بن افليك قال فيه ان الامريكيين يتهمون العاملين في هوليوود بانهم يساريون متطرفون بينما يعتبرون في الخارج امريكيين شوفينيين.
 
اما علي سفر، الاعلامي السوري، قدّم تحت الاسم المستعار (سامر ابو هاشم) قراءته لفنون الثورة السورية واعتبرها قطيعة مع ماضي الاستبداد.
وضم العدد قصصا لأحمد عمر وابراهيم صموئيل وتاج الدين الموسى وراجي بطحيش وفاطمة ياسين وحسان العوض وقصائد لفرج بيرقدار وكريم عبد وياسر الأطرش اياد حياتلة وناصر فرغلي وهيفاء زنكنة وحسام الدين محمد وحسين الشيخ كما قدم قراءات لغازي ابو عقل في كتاب ‘النفط وعلاقات الكويت السياسية’، ولهاشم شفيق في ‘بلاد سعيدة’ لشاكر الانباري، وبروفايلين لجويل ديكر، الكاتب الفرنسي، من رياض معسعس، ولجي كي رولنج، الكاتبة البريطانية، من معتصم صالحة، وقراءة في المنفى ليارا بدر، وتحقيق عن الرقة المحررة لزينة ارحيم، كما اعادت المجلة نشر مقالتين لخالدة سعيد دفاعا عن ادونيس ولصادق جلال العظم رداً عليها.
 
وستحتفل المجلة بانطلاقتها في لندن ي15 آب (اغسطس) ضمن مجموعة من الفعاليات التي يشارك فيها كتاب ومثقفون سوريون وعرب وذلك في غاليري (بي 21) في وسط لندن


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.