فايز سارة ضيفا لبيت قامشلو - منتدى المجتمع المدني في ندوة حوارية بعنوان "المعارضة والثورة"

 أقام بيت قامشلو - منتدى المجتمع المدني يوم الثلاثاء 6 آب/أغسطس ندوة حوارية بعنوان "المعارضة والثورة"، استضيف فيها الأستاذ فايز سارة عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة.

 
استهل سارة ندوته بذكره لثلاث مفاهيم إذا ما توافرت للانسان، عندها سيعيش هذا الانسان بعيدا عن الصعوبات والمشاكل، ألا وهي الحرية والعدالة والمساواة، قائلا: " الثورة الآن تقف أمام انسداد بعد مضي عامين ونصف من عمرها، الأمر الذي يمككنا ملامسته من خلال عدم قدرة الثورة إلى الآن من إسقاط النظام، ولا النظام كان بمقدوره إسقاط الثورة، بالرغم من الدعم الذي يتلقاه من شركاءه، وهذه المعادلة كفيلة باستمرار مسيرة الدم والدمار في سوريا".
 
وأوضح بأن الشعب السوري قدّم إلى الآن أهم فاتورة يمكن أن تعرف في العالم خلال الخمسين عاما حتى الآن، من قتل ودمار واعتقال شبيه بالموت، بالإضافة إلى عاهات أصيب بها البعض في ظروف أمنية ومعاشية سيئة للغاية وما يقارب الخمسة مليون مهاجر، ممن يعيشون في ظروف لا تليق بحياة البشر على حد قوله.
 
ذكر سارة ثلاث مستويات للمعارضة وأولها هي:
 
 التحالفات والجماعات السياسية في سوريا:
 
 وأبرزها الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة الذي وصل إلى مأزق شديد نتيجة عدم قدرته على تقديم معالجات سياسية وتنظيمية على المستويين الداخلي والخارجي خلال ثمانية أشهر حيث حاول مؤخرا ترتيب بيت المعارضة من خلال انضمام التكتل الديمقراطي وهيئة التنسيق الوطنية وعملية التوسعة الأخيرة التي شهدها الائتلاف لينتقل بها إلى نهج جديد هذا بالإضافة إلى المكون الكردي السوري الذي لم ينضم بعد إلى الائتلاف والمتمثل بالهيئة الكردية العليا والتي تشهد حالة من التحطم الداخلي بحسب ما ذكر سارة .
 
 
 
المعارضة المسلحة والتشكيلات المرافقة لها :
 
أشار سارة إلى أن التقديرات تشير بأن هنالك خمسة ألف تنظيم عسكري يعمل على الأرض السورية والكثير منها هي جماعات اسمية ووقال :" من كل هذه التكوينات العسكرية بإمكاننا تسليط الضوؤعلى ثلاثة تكوينات أساسية فقط وأبرزها الجيش السوري الحر وهدفه الأساسي اسقاط النظام وإقامة دولة مدنية ديمقراطية، والشق الثاني هو تيار الجماعات الإسلامية المتطرفة المتمثلة بـ"جبهة النصرةودولة الإسلام في العراق والشام المنتميين إلى تنظيم القاعدة والتي تدعو إلى دولة إسلامية، والتكوين الثالث يتمثل بوحدات حماية الشعب "    " الهادفة لحماية المناطق الكردية.
 
 المعارضة الشعبية والتي تتمثل بجماعات تقودها منظمات المجتمع المدني:
 
تتمثل هذه المعارضة بالحراك الأهلي المدني من تنظيم تظاهرات واعتصامات واضرابات، وقد انخفض دوره في الآونة الأخيرة نتيجة لجوء النظام إلى عسكرة الحراك وتسليحه.
 
ارتأى سارة أن يكون الهدف الأساسي للجماعات السياسية هو التنظيم والتوجه نحو وحدة سياسية برنامجية الأمر الذي قد يؤثر بشكل إيجابي جدا على الحالة السورية وعلى مختلف الأصعدة، موضحا دور هذه الحركة السياسية في التحكم بالقوى العسكرية الموجودة على الارض.
 
وقد بين سارة بأن تفاوت أهداف المعارضة العسكرية ستمنع عمليا وحدة التشكيلات المسلحة كما نوه إلى ضرورة إيجاد تفاهمات في مهمة وحدات الحماية الشعبية ومعالجة مشكلة الجماعات الإسلامية المتطرفة.
 
وأكد سارة بأن الحراك المدني بإمكانه أن يستعيد نشاطه في عمليات الإغاثة وإعادة انعاش الاقتصاد المدمر وإعادة تطبيع الحياة السورية إذا ما تمكنت المعارضة السياسية والعسكرية تحقيق تقدم في أهدافها ووحدتها.
 
 يذكر أن فايز سارة كاتب وصحافي وناشط سياسي سوري مولود عام 1950 في جيرود بريف دمشق.
 
 
 
شارك سارة في تأسيس العديد من المنابر الاعلامية، ونشط في صفوف النقابات العمالية والجماعات اليسارية.
 
وكان بين مؤسسي وقياديي لجان احياء المجتمع المدني2001- 2008، ثم شارك في تأسيس اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي 2005، وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا 2011، ثم في المنبر الديمقراطي السوري 2012 وتولى مهمات قيادية في تلك التجارب.
 
اعتقل لمدة عامين اواخر السبعينات لنشاطه في الجماعات اليسارية، كما اعتقل مرتين لاحقاً، الاولى في العام 2008 بصفته عضوا في المجلس الوطني لإعلان دمشق، حيث أمضى مدة عامين ونصف بموجب حكم قضائي، والثانية لمدة شهر في أعقاب انطلاق ثورة السوريين عام 2011 لدوره الإعلامي والسياسي في بدايات الثورة. نشر أبحاثاً ودراسات فكرية وسياسية في عدد من الدوريات العربية، وساهم في كتب مشتركة مع باحثين ومؤلفين آخرين, وصدرت له مجموعة من الكتب في الدراسات والتاريخ السياسي حول سورية وبلدان عربية أخرى.
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.