شفان ابراهيم : عذراً فلك الدين كاكائي لقد خذلك غرب كوردستان

2013-08-04

 بتصوري إن أمثال العلامة فلك الدين كاكائي كان يستحق من الكورد في غرب كوردستان المزيد من الاهتمام والتقدير لفاجعة موته, وكان يجدر من المجلس الكوردي إن كان يجد في نفسه تمثيلاً للشعب الكوردي, إن يقوم بمهمة إقامة عزاء للراحل, لكن الكورد على الدوام تعودوا على تقدير موتاهم بعد سنين من رحيلهم عنهم, وأنا أجزم أن هناك من سيحيي سنوية موت الراحل في الأعوام المقبلة

وكأن أحياء الميت لا يجوز إلا بعد سنين من وفاته, لقد أثبتنا نحن الكورد في غرب كوردستان إننا لم نعد نهتم حتى بالموتى, ففي الأمس القريب كان جل هم الكثيرين منا النبش والبحث في الماضي لعله يعثر على ذكرى وفاة احدهم ليهرول إلى التبروز بمناسبة وفاته, أمام عدسات الكاميرات وغيرها, وهو نفسه (المرحوم صاحب تلك المناسبة) لم يكن يلقى أي تقدير أو أي احترام قبل وفاته. لكن حالة فلك الدين كاكائي لم تكن حتى كحالة ابسط أو اصغر مثقف أو كاتب فلم يهتم به احد, ولم يعزيه احد, ولم يقم بواجبه احد, وإذا استثنينا بعض الأقلام التي كتبت عنه, لكن هل يعقل إن يُكتفى ببيانات خجولة وبعض من المقالات بحق أنشط وأفضل كاتب كوردستاني عرفته كوردستان, هل يعقل أن يكون البيانات الصادرة بحقه وبحق أي آخر بنفس المستوى أو المضمون, بل أين هم هؤلاء الذين كانوا يتفاخرون ليل نهار بأنهم مدعوون للقاء فلك الدين بناء على طلبه, هل ضاقت بهم الحياة لدرجة عدم تمكنهم من قيام بواجب العزاء, هل يعقل أن يكون القيام بواجب العزاء بحقه يتطلب الكثير, وإن كانت الحجة الظروف والخوف من التفجيرات, سنقول وهل انتم مختبئون في منازلكم, أم هل حقاً أن أبوابكم موصدة حتى في وجه ضيوفكم, كنتم تملئون الدنيا صخباً وضجيجا بمجرد رجوعكم من عنده, كنتم تتحدثون حتى عن تسريحة شعره, كنتم تعقدون الاجتماعات والندوات والحفلات, وكل منكم كان يتبجح بأن فلك الدين تكلم معه على الهاتف دقيقة ونصف, كُلكم يا من ادعيتم حب فلك الدين لكم, ويا من أدعيتم أن فلك الدين أوصاكم, كلكم تستمرون في العبثية وستبقون هكذا, وأبشركم موقفكم هذا أجلى الكثير من الحقائق, ويبدوا أنكم أصدقاء للأحياء فقط, وخاصة من يمكنه ضمان استقبالكم في أماكن مرفهة. أما موقف الأحزاب الكوردية فلو كان الراحل متملقاً لكم ومنشداً لبياناتكم ومردداً أقوالكم, لكنتم اليوم تتباكون تحت خيمة عزاء تقديراً لجهوده في حمل أوزاركم الشخصية, جميع المكاتب الحزبية تغزو الفيس بوك والمواقع بصور حفلات تخريج دورة تمريض, ودورة حلاقة, ودورة تعارف, والملفت للانتباه إن متصدري الصور في أي دورة هم أنفسهم من يتصدرون باقي الصورة لباقي الدورات, وكأنهم الأبطال الموفدين من السماء مختصون في كل شيء, في السياسية, وفي الرياضة, وفي التمريض, وفي الحب, وفي حل الخلافات العائلية,..........الخ من مهزلة التناطح والتشاجر والمشاحنة على تبوء مركز الصدارة في أية صورة, لكن القيام بواجب أديب ومفكر وكاتب وشاعر وباحث ومؤرخ وسياسي وبشمركة كفلك الدين كاكائي يقع في نهاية الأولويات, إن لم يكن الوفاء له غير ضروري أصلاً لديهم.

أقسم لو كان في واجب العزاء ولائم أو فوائد أو منح مالية لهرول الجميع إلى التشاجر على من يبادر أولاً بتعزيته, دون أن ننسى أن المجلس كان سيبقى يناقش ويفاوض على من يرثيه ولن يتفوا على رأي حتى بعد قضاء أبعينيته, وهذه الأخيرة ستكون مناسبة للبعض غداً للتبجح أمام عدسات المصورين, وليسال نفسه, أين كان أثناء وفاته, وماذا قدم لذكراه..............


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.