سنديان بتتكلم آزادي - العدد 13/آب 2013 ... عامودا ومجزرة البعث الجديد

2013-08-04

تفاصيل المجزرة الّتي ارتكبتها قوات الاتحاد الديموقراطي في عامودا

 
ظنّ سكان المناطق الشمالية الشرقية من سوريا أنّ خروج قوات النظام من مناطقهم سيعني تحرّرهم من نير العبودية ووضعهم على أول خط البناء و الإنماء واستكمال تحقيق أهداف الثورة. ولكنّ واقع الحال لم يكن كذلك، حيث أن حزب الاتحاد الديموقراطي (P Y D  ) المقرّب من النظام السّوري والعضو في هيئة التنسيق الوطنية استلم المقرّات الأمنية بعد انسحاب قوات النظام منها فيما أسمته قوات الحزب (  YPG)   تحريراً.
ولكن الأيام الّتي تلت ذلك أظهرت أنّ النظام لم يورث هذه القوات مقراته الأمنية وحسب، بل أورثها نهجه القمعي الدموي ولكن بلبوس قومي كوردي هذه المرة!
 
عامودا و اغتيال الثورة:
 
بدأت الأحداث في عامودا -المدينة الّتي ذاع سيطها في كل أرجاء سوريا بسبب مشاركتها المبكّرة في الثورة السّورية وحراكها الثوري المدني المميز- صبيحة يوم الاثنين 17/6/2013 حيث استفاق أهلها على قرابة 500 عنصر من القوات التابعة للـ (P Y D  ) الّتي قامت بتطويق المدينة و إغلاق مداخلها بحجّة البحث عن إرهابيين تكفيريين، لتقوم لاحقاً بشن حملة اعتقالات طالت مجموعة من الناشطين في الحراك الثوري في عامودا وهم:
 
·        ديرسم عمر: ناشط سياسي في حزب يكيتي الكوردي.
 
·        أحمد نجاري (الملقب بسربست نجاري): ناشط ميداني في تنسيقية عامودا.
 
·        ولات العمري: منشد مظاهرات المجلس الوطني الكوردي.
 
 
 
 
باءت جميع محاولات الأهالي التواصل مع حزب الاتحاد لإطلاق سراح المعتقلين بالفشل، حيث تمّ نقل المعتقلين الثلاثة إلى سجن القامشلي الّذي يسيطر حزب الاتحاد الديموقراطي عليه حالياً. قام أهالي عامودا ممثلين بتنسيقية عامودا و المجلس المحلي الكوردي ومستقلين آخرين بالدّعوة لاعتصام مسائي في اليوم نفسه للتنديد بسياسات الـ PYD   الظالمة والمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين في سجونه.
 
 
 
ثورة أخرى على القمع الجديد:
 
استمرت الوقفات الاحتجاجية في اليوم التالي مع اعتصامَين صباحي و مسائي، ومن ثمّ صعّد الناشطون المحتجون بإعلان بدء إضرابهم عن الطعام تضامناً مع المعتقلين، ووصل عدد المضربين عن الطعام إلى 20 شخصاً بينهم فتاتان، ولحق بهم  منشد الثورة عزيز قرنو للمشاركة في الإضراب.
 
 
 
 
 
 
تميّزت المظاهرات بالزخم الجماهيري الكبير، رافعين أعلام الثورة و الأعلام الكوردية كان المتظاهرون بهتفون لعامودا و للحرية "عامودا حرّة حرّة شبيحة تطلع برّا"، ومن ثمّ يتوجهون نحو خيمةٍ للإضراب كانوا قد نصبوها في ساحة الشهداء على طريق القامشلي.
 
 
 
بعد استمرار الحركة الاحتجاجية ل9 أيام وعد الـ PYD   بالإفراج عن المعتقلين، ولكنّه أفرج عن الناشط ديرسم فقط و احتفظ بالبقية. انضم ديرسم للمعتصمين والمضربين عن الطعام وألقى كلمةً هاجم فيها قوات الـ Y P G   (الجناح العسكري للـ P Y D  ) واتهم فيها حزب الاتحاد الديموقراطي بالتعاون مع عناصر شبيحة النظام المسماة شبيحة محمد فارس.
 
 
 
مجزرة عامودا "المحرّرة":
 
في يوم الخميس 27/6/2013 أثناء التظاهرة الاعتيادية في المساء  تفاجأ حوالي 3000 متظاهر بوجود رتل لقوات ال YPG   مكوّن من 6 عربات محمّلة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في شارع ضيق على بعد 100م من خيمة الإضراب. استفزّ تواجد قوات الـ Y P G   المتظاهرين فرفعوا هتافاتهم بوجهم مطالبينهم بالرحيل، وألقوا عليهم الأحذية وعبوات الماء البلاستيكية. ردّ عناصر الـ Y P G   بتفريق المتظاهرين بإطلاق الرصاص في الهواء، ولكن مع إصرار حوالي 200 متظاهر على البقاء وافتراشهم الأرض بصدورهم العارية، اقتحمت قوات الـ Y P G   الشارع العام و فتحت نيران رشاشات الـ 500 و الدوشكا على المتظاهرين العزّل مما أدى إلى وقوع أكثر من 20 جريحاً وسقوط شهيدين اثنين على الفور (شيخموس محمد علي، سعد سيدا).
 
 
 
 
ساد الذعر في صفوف المتظاهرين الّذين حاولوا إسعاف الجرحى، وبالرغم من استمرار الرصاص العشوائي من قبل القوات باتجاه المتظاهرين، تمّ نقل الكثير من الجرحى إلى مستشفيي عامودا و حموداري في عامودا نفسها. 
 
حاول قوات الأسايش التابعة للـ P Y D   منع وصول الجرحى إلى المستشفيات حيث قاموا بتكسير السيارة الّتي تقل عزيز قرنو، والّذي كان مصاباً وبحالة خطرة وقامت بمنع مغادرة السيارة إلى قامشلو حيث المسشفيات تحوي تجهيزات أفضل، ليتم لاحقاً تهريبه إلى تركيا. كما تمّ قنص الشهيد برزان قرنو من قبل القناصة المتوضعة فوق المخفر وهو يحمل طفلاً مصاباً لإسعافه، واستشهد الطفل (نادر خلّو) بعد دقائق من إسعافه من مكان التظاهرة
 
 عمدت قوات الـ Y P G   بعدها إلى حصار المدينة وفرضت حظر تجوال على الأهالي، فنشرت قواتها بكثافة في كل مكان وتمركز أكثر من 40 قناصاً على أسطح المباني العالية ومنارة الجامع الكبير. واصلت هذه القوات عملياتها الهمجية من خلال إحراق خيمة الاعتصام ومهاجمة المشافي واقتحام مقرات أحزاب (أزادي، البارتي، بيكيتي) وإحراقها بالكامل، وقتلت المواطن (أراس بنكو) واعتقلت 50 شخصاً كانوا متواجدين في مقر حزب بيكيتي. مع بزوغ فجر اليوم التالي أنهت قوات ال YPG   عمليات المداهمات الّتي استهدفت الناشطين الثوريين وأسفرت عن اعتقال 40 ناشطاً ومصادرة ما بحوزتهم من أجهزة كمبيوتر، كما استهدف القناصة المواطنان (علي رندي) و (دارا داري) أثناء عودتهما من الفرن، مما أدى إلى استشهاد الأول وإصابة الثاني إصابةً بالغة.
 
 
 
 
 
 
P Y D   الحزب القائد في "كردستان"!:
 
بعيداً عن الاتهامات السياسية الموجهة ضد حزب الاتحاد الديموقراطي    P Y D   بتحالفه القديم مع نظام الأسد و تنفذه لأجنداته وتحالفه الوثيق مع شبيحة المنطفة الشرقيّة، ومن ثمّ تسلمه لتركة النظام وافتراضه أنّه حصل على الشرعية لمجرد امتلاكه للسلاح. بعيداً عن كل ذلك، فإنّ مجزرة كتلك الّتي ارتكبتها قواته بحق الصوت الثوري الحر في عامودا كفيلةٌ بإسقاط أي شرعية مفترضةٍ عنه، وجرّ المسؤولين عما حصل إلى محاكم تقتص للشعب من الطغاة الجدد. بالرغم  من كل ماسبق يستمر الحزب بنهجه "البعثي" باغتيال ثلاثة ناشطين في تل غزال (ريف عين عرب) مؤخراً، وتجاهل مجزرة عامودا والتصريح على لسان إحدى قادة الجناح العسكري أنّ "المتظاهرين كانوا يحملون الأسلحة وقاموا بمهاجمة قواته!" في إعادة إنتاج رديئة لخطاب النظام في بداية الثورة.
 
 
 
 
 في الوقت الّذي ينبغي على الحزب الاهتمام بتقديم التبريرات لما يقوم به، ومحاسبة المسؤولين عن الدماء الّتي سالت، فإنّه يمضي في احتكاره القرار الكوردي بقوّة السلاح، رافعاً شعاراتٍ تتغنّى بتحريره المناطق الكوردية من النظام، و اليوم من الجماعات الإسلامية المتطرفة، و من ثمّ إعلان إدارة ذاتية وبرلمان للمناطق الكوردية.
 
 يعمل اليوم التلميذ النجيب على سلخ مكونات الشعب الكوردي عن بعضها و عن باقي أشقائهم السوريين، و خنق كل صوت يجرؤ على الاعتراض، وتصدير نسخة كوردية لما هو أشبه بـ "الحزب القائد" في نظام البعث.
 
 
سنديان-عامودا- بالتعاون مع ناشطين أكراد.
 
 
 
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.