جمعية سوبارتو والتسويق السياحي في "الجزيرة السوريّة" (سابقاً ومستقبلاً)

 في مدينة قامشلي وفي مركز جمعية سوبارتو التي تعنى بالتاريخ والتراث الكردي وفي ظروف استثنائية نفسية واقتصادية وأمنية أقيم نشاط جديد يوم السبت 3/8/2013م. تضمن محاضرة للدكتور مسلم عبد طالاس بعنوان:التسويق السياحي في "الجزيرة السوريّة" (سابقاً ومستقبلاً)

أوضح الدكتور منذ البداية أن مثل هذه المواضيع في هذه الظروف قد يكون عبثاً، ولكن لا بد من الاستمرارية، والعمل كل في مجاله، مدركاً دور الثقافة والوعي في انجاح الثورات وتخطي الأزمات، كما أوضح أن الحرب الدائرة الآن تعيق أشياء كثيرة، ولكن يجب لا أن تعيق المعرفة ووضع خطط مستقبلية لمناطقنا المنكوبة أصلاً حتى قبل اندلاع الثورة.
تحدث الدكتور بشيء من الوضوح عن الصعوبات التي تعيق تطبيق المشروعات السياحية، كما بين كيف أقصيت هذه المناطق سياحياً من خارطة البلاد ضمن السياسة المنظمة التي انتهجها النظام ضد مناطق تواجد الكرد في كل المجالات، لإبقائها خارج ركب التطور والمعرفة، فعلى الرغم من توافر كل الظروف التي قد تساهم في أن تكون مناطق الجزيرة العليا من أفضل المناطق سياحياً في سوريا حيث البيئة السياحية الملائمة وأولها الآثار الكثيرة والمنتشرة على مساحات واسعة والتي تحمل قيمة معرفية عالمية.
 
تضمنت المحاضرة أيضاً أهمية موضوع السياحة مستقبلاً حيث بات يحتل النشاط السياحي مكانا هاما في الاقتصاد العالمي، فالسياحة أصبحت الآن صناعة العصر والمستقبل، وهكذا أصبحت السياحة الصناعة الأولى في العالم ، حيث أصبح عدد من يعمل في قطاع السياحة يساوي عدد العاملين في الصناعات الخمس التالية: الالكترونيك، الكهرباء، الحديد والصلب، النسيج، السيارات. وينتقل قطاع السياحة في الترتيب الأول بالمقارنة مع القطاعات الأخرى في التجارة العالمية.
وتعتبر السياحة نشاطا أساسياً نظراً لآثارها المباشرة على القطاعات الاجتماعية، الاقتصادية والثقافية للدول حيث إن السياحة نشاط ثري بفرص التشغيل فالإحصائيات تشير إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي بصورة مباشرة أو غير مباشرة %11 من قوى اليد العاملة في العالم ، فهي الصناعة الأولى من حيث تشغيل اليد العاملة ، وأصبح لها دور أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ إن كل شخص يعمل مباشرة في قطاع السياحة يشكل فرص عمل جديدة بتشغيل 5.3 شخص بصورة غير مباشرة في القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى كون السياحة قادرة على جلب تدفقات نقدية بكميات تعادل وقد تفوق مدا خيل المحروقات. وأعداد السياح دليل على مدى أهمية هذا القطاع.
 
وبالإضافة إلى ما ذكر يمكن أن نشير إلى نقاط أخرى تعبر عن أهمية السياحة:
1- إن للسياحة دوراً مهماً في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كما أنها تعتبر من القطاعات المهمة التي توفر عائدات سريعة للاستثمار مع تكلفة أقل. 
2- إن السياحة تسهم في تنمية عدد ضخم من الخدمات المتكاملة والمركبة كثيفة العمالة بمختلف مستوياتها‏.‏ فهي تعمل علي توليد ثلاثة أنواع من العمالة هي‏:‏
أ- العمالة المباشرة: في الفنادق والمطاعم السياحية ووكالات السفر وغيرها‏.‏
ب- العمالة غير المباشرة:‏ في القطاعات التي يعتمد عليها القطاع السياحي كالزراعة والصناعة.
ج- العمالة المحفّزة‏:‏ وهي العمالة التي تتولد نتيجة للإنفاق السياحي‏.‏
3- إن السياحة تؤدي من خلال تنمية المناطق السياحية إلى تطور وتنمية المناطق العمرانية الجديدة الأقل حظاً في التنمية، ممّا يحقق قدراً من التوازن الإقليمي في التنمية، ويترتب عليه إعادة توزيع الدخول بين المدن السياحية الجديدة والمدن السياحية التقليدية‏.‏
4- تدعم السياحة البنية التحتية وتحسن مستواها لاسيما في مجالات النقل والإيواء وشبكات المياه والصرف والكهرباء‏،‏ وإنشاء مطارات دولية جديدة.
وللسياحة مقومات لا بد من توافرها، سواء طبيعية أو بشرية أو مالية وخدمية والجزيرة تمتلك هذه المقومات والخطط المنهجية في المستقبل ونشر الثقافة السياحية والعمل من أجلها كفيلة بأن تكون الجزيرة وغيرها من مناطق الكرد في سوريا أفضل المواقع سياحياً.
للمزيد يمكنكم متابعة صفحة جمعية سوبارتو على الرابط:
والتواصل على البريد الالكتروني:    subartukomele@hotmail.com


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.