خالد ديريك : خارطة سورية مستقبلية دويلات متناحرة فيما بينها

2013-08-03

 عوامل وأمور كثيرة جاءت لصالح النظام خلال أكثر من العامين من عمر ثورة السورية 

وفى الاسد وزبانيته بوعدهم "أما الاسد أو نحرق البلد " فحرقوا البلد وشردوا الاهل ومزقوا الارض ودمروا الحجر وعذبوا البشر وسورية متجهة نحو التقسيم لا محال.
استطاع الاسد  الصمود في وجه معارضيه بشقيه العسكري والسياسي وذلك بمؤازرة من روسيا والصين وايران وحزب اللله من خلال دعم المالي والعسكري والتقني وأيضا السياسي والدبلوماسي في محافل الدولية 
كما أن تخاذل الدولي أو ما يسمى بأصدقاء سورية  بعدم إيفائهم بوعودهم  في مجال والامور  التسليح وحظر الطيران ومد اليد الاغاثة للشعب السوري بشكل المطلوب 
 
ترك أثارا سلبية في نفوس المقاتلين والشعب السوري عامة مما دفع بالكثير منهم  ألانخراط  في صفوف جماعات متطرفة كجبهة النصرة وشقيقاتها 
أما عامل الاهم الذي جاء لصالح الاسد هو: دخول الجهاديين من كل حدب وصوب في ساحات المعركة بحجة محاربة نظام النصيري كما يدعون 
فأن أعمال كتائب أسلامية ذات أيديولوجيات متطرفة القريبة من" القاعدة "وما قاموا من فظائع ضد الشعب السوري في أماكن سيطرتهم من الاعدامات بطرق فظيعة وفرض قوانين وأحكام تحت مسمى " تطبيق الشريعة الاسلامية " والاسلام منهم براء
جعلوا الشعب ينفر منهم مثلما أدى أعمالهم الارهابية إلى التحفظ عن دعم الشعب السوري والجيش الحر المعتدل  من قبل الدول الغربية 
ولهذا الاسباب لم يوصل للجيش الحر المعتدل الدعم المطلوب , كما أن ضعف الجيش الحر أمام الارهابيين الذين باتوا هم مسيطرين على الوضع الميداني وتحكمهم بالموارد والحياة الناس ومحاولتهم إقامة دولة خاصة بهم كل هده الامور جاءت لصالح الاسد
 
وبسبب ممارسة النظام من قتل اليومي من جهة وممارسة الارهاب من قبل جبهة النصرة وشقيقاتها  ضد الشعب السوري وخاصة المختلفين معهم في الرأي والتفكير  من جهة أخرى  وخاصة ضد الكورد 
مما خلقوا طائفية البغيضة وعدم الثقة بين أبناء الوطن الواحد 
طالما في كل يوم جديد يتعمق الشرخ والطائفية بشكل أكبر من يوم مضى فالمعطيات تشير إلى تقسيم سورية إلى دويلات متناحرة 
فالجماعات الارهابية قالوا بأنهم سيعلنون دويلتهم بعد  شهر رمضان والتي تشمل محافظات الشرقية والشمالية المختلطة بين الكورد والعرب والمسيحيين 
الكورد يطرحون حاليا مشروع إدارة ذاتية الديمقراطية من قبل مجلس غرب كردستان وهو في طور الدراسة والحوار ويحاولون إقناع قوى المحلية والاقليمية عن ما هية وضرورة المشروع  , لكن في نهاية المطاف إن أضطر الامر فلن يتهاون   مجلس غرب كردستان  في إقامة مشروعهم مزعوم بالقوة .
 
أما وسط سورية ستبقى تحت سيطرة الجيش الحر المعتدل وهم أيضا في نهاية سيضطرون إلى تشكيل دويلة سنية معتدلة مرتبطة بالغرب وتركيا وبعض دول العربية 
أما العلويون إذا خسر الاسد دمشق سيضطر النظام رسو سفينته على ساحل السوري في مسقط رأسه بين طائفته ودويلته سترتبط مباشرة مع حزب الله اللبناني وسيستمر حلفائه التقليديين  في دعمه .
المسيحيون سيتوزعون  في تلك دويلات ما عدا دويلة "القاعدة"
فهذه الدويلات ستبقى متناحرة فيما بينها حتى تتالف يوما ويشكلون اتحادات على شكل فيدراليات 
فالوضع والظروف الراهنة تشير بأن,  هكذا ستكون  خارطة سورية مستقبلية  دويلات متناحرة فيما بينها.
 
بقلم خالد ديريك
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.