خالد ديريك : غرب كردستان..... صراع بين الحضارة والحقارة

2013-07-29

 الشعب الكردي في غرب كردستان يمتد جذوره التاريخية إلى ألاف السنين فالشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان كانت في وضع الدفاع ضد الهجمات والغزوات البربرية والعنصرية وأخرها التصدي للهجمات الحقيرة للكتائب التي تدعي بالاسلامية وهذه الهجمات تعتبر أشدها على غرب كردستان منذ زمن بعيد لأنها تهدف إلى إنهاء الوجود الكردي وهي حرب حقيرة وقذرة لإبادة الكورد (الجينوسايد)

فالصمود الكورد وحفاظهم على شخصيتهم وتاريخهم وتراثهم على مرور الزمن  هي أكبر أنواع الحضارة 
فأن دخول وعبور قوافل الهمجية والانحطاط الفكري إلى  أراض سورية بحجة الجهاد ضد النظام البعث هي كارثة بحد ذاتها ولصالح النظام نفسه
هم عبروا الحدود وتلقوا الدعم اللازم من قوى المحلية والأقليمية وحتى  النظام نفسه يتساهل معهم لجذب التأييد الدولي له ولهذا أستطاعوا سيطرة على مساحات واسعة  في الشمال والشرق السوري 
 
هؤلاء قوى الشر والظلام شكلوا المحاكم والهيئات وسموها بالشرعية فالإعدامات الميدانية من قطع الرؤوس بالفؤوس أهم حكم في دستورهم 
طموحهم وهدفهم أساسي تبين  مع مرور الوقت ليس بأسقاط النظام بقدر حصول على المزيد من الغنائم من أعمال النهب والسلب عن طريق الأرهاب تمهيدأ لإقامة دولة أسلامية متطرفة حسب منظورهم والتي لا تمد إسلام بأي صلة 
ولبناء دولة إسلاموية قوية أتجهوا نحو المناطق الكردية الغنية بالنفط والطاقة وكل مقومات الاقتصاد فأصطدموا بقوات كردية هناك وعقدوا الهدن ومعاهدات الصلح  فيما بعد  مع الكورد  
 
بعد أن قوت شوكتهم كشفوا علانية مشروعهم في إمارة أو دويلة أسلاموية تمتد إلى عمق غرب كردستان 
في نفس الوقت طرح مجلس غرب كردستان مشروع إدارة ذاتية ديمقراطية تشمل محافظة الحسكة بأكملها وتل أبيض وكوباني وعفرين 
هنا تم أصطدام المشروعين ومحاولة كل طرف تحقيق التقدم على أرض ليسهل إعلان وتحقيق هدفه لأنه لا يمكن وجود نظامين مختلفين في منطقة ما وخاصة الشعب في غرب كردستان ضد أفكار جماعات عابرة للحدود 
فبداية معركة جديدة كانت في سري كانيه التي أنتهت بطرد جبهة النصرة منها 
بعد هزيمة جبهة النصرة وشقيقاتها في سري كانيه أرادوا الانتقام من وحدات حماية الشعب عن طريق أرهاب المدنييين الكورد فنقلوا معركتهم إلى كرى سبي .تل أبيض. وبسبب فظائع أعمالهم ضد الكورد تصدت جبهة الاكراد تابعة للجيش الحر لهم 
بعد هزيمة كبيرة في تل ابيض .كرى سبي. ألتجأت دولة الاسلامية في العراق والشام إلى أعمالها الارهابية الحقيرة في خطف وقتل وتعذيب المدنيين الكورد 
بل تجاوزوا كل الحدود عندما تعالى أصواتهم من المنابر بإباحة الدم والشرف الكردي  وبهذه العبارات (الاموال والنساء الكورد حلال لكم . وقتل الكردي طريق إلى الجنة)
 
فهذه حرب المنظمة ضد الكورد من قبل جماعات المتطرفة إن دل على شيء فهو يدل على حقارة وقذارة أفكارهم وأهدافهم
كل هذا أمام صمت المعارضة العربية لا بل بمساندة ومشاركة بعض كتائب تابعة للجيش الحر 
الحضارة لا تعني فقط أن يكون بلد ما متطورا في جميع المجالات حتى يكون بلدا حضاريا
قد يكون شعب ما مضطهد لكنه يملك أفكار ورؤى حضارية
 
بقلم خالد ديريك 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.